18 ديسمبر، 2024 9:06 م

لقاء جديد مع جديد احدب نوتردام

ولد فكتور هوجو في عام (1802) م في فرنسا, كان فكتور هوجو الابن الثالث والاصغر لوالديه صوفي تريبون وجوزيف ليبولدسيجيبيرت هوجو الذي كان ضابطا عسكريا ثم اصبح جنرالا تحت قيادة نابليون بونابرت والذي كان يعتبره مثلا اعلى له.
وقضى حياته مع اسرته وتلك الاسرة كان لديها خلافات سياسية وقد تأثر فكتور هوجو بآراء والدته التي كانت تؤيد الملكية بادئ ذي بدء وما ان حدثت ثورة (1848)م تحول فكتور الى مؤيد للجمهورية .
لم يمارس مهنة القانون على الرغم من انه درس القانون .
بدأ التأليف الادبي بتشجيع من والدته .
هوجو شاعر وروائي وكاتب مسرحي ومن كبار ادباء الحركة الرومانسية في فرنسا وهو ايضا فنان تشكيلي وناشط مدافع عن حقوق الانسان وهو ايضا رجل دولة اكتسب شهرته العالمية بسبب جهوده في انشاء الجمهورية الثالثة والديمقراطية في البلاد.
شهرة فكتور هوجو تتركز في قصائده واعماله الدرامية .
بداية حياته واعماله ومؤلفاته
……………………………..
تأثر هوجو الشاب بالكاتب الفرنسي (فرنسوا رينيه الفيكونت دو شاتوبريان) وهو قيادي بارز في الحركة الرومانسية في الادب .وعزم هوجو على ان يصبح مثله في شهرته .
دوشاتوبريان هو من المتحمسين للفكر الجمهوري الذي تسبب في نفيه بسبب آرائه السياسية الجريئة وهكذا كان مسار هوجو ونال نفس مصيره إذ تم نفيه في السنوات الاخيرة من حياته .
هنا اود ان اذكر قصة حزينة ومؤلمة لابنة هوجو(أديل ) التي اختارت ان تشاطر والدها امر النفي في جزيرة غيرنيزي البريطانية في بحر المانش لمدة خمسة عشر عاما خلال حكم نابليون الثالث من عام (1855 )حتى عام(1870)لتمرده على الاوضاع القائمة في فرنسا.
ففي سنة (1872) تقدمت فتاة حائرة متسخة بالوحل من أحد رجال الشرطة في أحد مناطق مدينة نيويورك ,وخاطبته بلغة أجنبية ( اللغة الفرنسية).
لم يفهم رجل الشرطة تلك اللغة ولم يعرف ماذا تريد الفتاة لذا حاول بعض المارة تقديم المساعدة لها, لكن الفتاة كانت تعاني من فقدان الذاكرة.
لهذا ساهمت أحدى الجمعيات الخيرية الفرنسية في مساعدتها على استعادة عافيتها ,وبعد التحقق من هويتها عرفوا بانها “اديل هوغو” فهي اذن ابنة ابرز أدباء فرنسا في تلك الحقبة ,الاديب والشاعر الكبير “فكتور هوجو” صاحب رواية البؤساء ذائعة الصيت.
وقصة ابنته هذه حطمت قلب والدها, فبينما كانت تشاطره منفاه في جزيرة غيرنيزي البريطانية في بحر المانش لمدة خمسة عشر عاما كما ذكرت ذلك سابقا ,هامت تلك الفتاة بحب شاب خائن احبته حبا جنونيا وهو ملازم في الجيش البريطاني يدعى “الفريد ينسن”,وقد تبعته عبر المحيط الاطلسي الى “نوفاسكونيا”حيث نقلت كتيبته العسكرية.
الشاب الخائن استغلها ابشع استغلال وعاش عالة عليها ينفق مالها طوال سنوات ثم هجرها بلا اصدقاء وبلا مال في نيويورك.
“اديل هوجو” اعيدت الى فرنسا منكسرة وفي حالة مزرية وقد انهكها الذل واليأس وقوة الصدمة التي تلقتها من أحب الناس الى قلبها ,فنذرت الصمت المطبق ,
حاول والدها “فكتور هوجو” ثنيها عن عزمها وعودتها عن نذرها ,لكنه فشل في ذلك ,وطيلة ثلاثة واربعين سنة من عام (1872) الى ان وافتها المنية عام (1915) لم تتلفظ هذه الفتاة البائسة بكلمة واحدة ضاربة بذلك الرقم القياسي في اطول صمت فرض فرضا ذاتيا عرفه التاريخ البشري .
الخيانة قتل بطئ يخطط له الخائن وضحيته نفس بريئة وقلب رقيق …الا تبا للخائنين في كل مكان وزمان.
…………………….

اول اعمال هوجو في الشعر
“قصائد متنوعة” تم نشرها عام 1824
لمع نجمه وحصل على معاش ملكي من الملك (لويس الثامن عشر) عندما كان عمره (20)عاما .
مجموعته الشعرية الثانية هي :
(قصائد واغنيات” تم نشرها عام 1826
تعززت سمعته كخبير في الكلمات والاغاني الابداعية.
اول رواية نشرت لهوجو هي:
(هان الايسلندي) عام 1823
(الملك العبد) 1826
من ثم قام بنشر خمس مجموعات شعرية بين العام 1829- 1840
ديوان شرقيات 1829
ديوان اوراق الخريف 1831
ديوان اغاني الشفق 1835
ديوان المناجاة القلبية 1837
ديوان الاشعة والضلال 1840

نشر فكتور هوجو رواية
(آخر ايام مدان)
هذه الرواية أصبحت أول اعماله الجادة والمهمة ,وهذه الرواية تستند الى قصة حياة حقيقية لقاتل.
حظيت هذه الرواية على الاعجاب واشاد بها الكثيرون بسبب شرحها المختصر والناقد للوساوس الاجتماعية .
هذه الرواية تحكي عن:
” خطاب داخلي لسجين محكوم عليه بالإعدام قبل اسابيع قليلة من موعد اعدامه …
يحاول فكتور هوجو ايصال رسالة الى الادارات المسؤولة أن عقوبة الاعدام ليس الحل الامثل للمجرم فنحن في هذه الحالة لا نعطيه فرصة لتصحيح اخطائه ,ونحن لانعرف اسم المحكوم ولا الجريمة التي قام بها لكنه يحكي لنا عن صعوبة المواقف التي يمر بها حينما لا تتذكره ابنته الصغيرة وعن قذارة المؤسسات الادارية …
المهم ان شخصية الرواية تسافر بفكره بعيدا بينما حبس جسده هو في زنزانة عقله بفكرة واحدة مظلمة هي :
“محكوم بالإعدام ” …….
*يقول فكتور هوجو:
“ان السجون تخلق المجرمين”
وفي نظره أن:
” من يفتح مدرسة يغلق باب سجن”
وهذا لاشك حقيقة لو ان المتفذين عملوا بها لاختفت من المجتمعات كثيرا من المآسي.

رواية أحدب نوتردام 1831
وقد سبقت الاشارة اليها وتفصيل احداثها وهي واحدة من أهم روايات فكتور هوجو
رواية البؤساء 1870
استغرقت كتابتها (17) سنة وتم نشرها عام 1872
لهذه الرواية (البؤساء)اثر كبير في حياة هوجو فقد جعلته ثريا بسبب التسويق الضخم والنشرات الصحفية ومع ذلك فقد تعرض فكتور هوجو لانتقاد مجموعة يطلق عليها اسم ( النخبة المثقفة ) لعدد من الاسباب .
وصل الكتاب الى الشهرة العالمية وتم ادخاله في الافلام والاعمال التلفزيونية.
رواية البؤساء حظيت بشعبية واسعة بسبب ان القضايا التي أثارها الكتاب ,أصبحت هي المسيطرة على اتجاهات الجماعات السياسية في البلاد.

رواية عمال البحر 1866
يصور معركة الرجل مع البحر ومخلوقات البحر والتي اعتبرت انها غير موجودة في السابق وفي هذه الرواية ابتعد “فكتورهوجو” عن القضايا السياسية والاجتماعية.

الرجل الذي يضحك او الضاحك 1869
تتناول القضايا الاجتماعية وصف فيه فكتور هوجو وصفا حقيقيا للطبقة الارستقراطية .على ان الرواية فشلت في تحقيق مكانة متميزة في الادب .
ثلاثة وتسعين 1874
هذه هي الرواية الاخيرة لفكتور هوجو وهي تصور الفضائح التي حدثت خلال الثورة الفرنسية .
على الرغم من ان موضوع الرواية جديد تماما ولم يتطرق اليه قبل ذلك الا ان هذا الكتاب لم يحقق الاعجاب المطلوب واستقبله الناس بشكل فاتر وغير حماسي.

نقف عند هذه السطور ولنا لقاء آخر ان شاء الله تعالى