23 ديسمبر، 2024 3:50 ص

فوانيس الامل في بحر الحياة

فوانيس الامل في بحر الحياة

وجدتني قبيل سويعات احدث نفسي عن نجاحاتي في هذه الحياة

فردت علي قا ئلة: انك يا هذا غير بارع في التقاط الفرصواقتناص المناسبات

تفوتك الكثير الكثير ولا تحسن استغلالها ثم يغزوك ويحتلك بسهولة الندم على ما فات

تندب حظك وتعض اصابعك ندما على الذي فعلت وذلك بعدها بهنيهات

واراك تقول هذه المرة انك أخفقت في اختيار المسار

واحيانا تعزو ما أصبحت عليه واصبحت سفنك غارقة في وضوح النهار

في بحر واقعك ترجع كل ذلك وتعزوه الى سوء ظن في الطرف الاخر

وفشله في استنباط المقصود واختياره التفسير الأسوأ غير المعهود

فتنطلق عليك مقذوفات وصواريخ الملامة وقد لاتنجو منهابسلامة لانها تدك اوكار برائتك

وتبدو كالغريق الذي  يلوح بيديه للنجاة من مآزق الأعداء والأصدقاء

ولكن أحيانا واسفاه تقع في المصيدة وتحيط بك جيوش لايعلم سرها الا الله

فا ما ان تستلم و تغرقك خطط النجاة وسرعان ما تتوحل فيها ولا نجاة منها

واما ان تصبر الى ان تنجو مما انت فيه حتى ولو كابدت ثعابين الحياة أوسلطان الممات

وردت علي ثانية انك أخفقت في صناعة سفن النجاة من بحور القساة

وتصورت انك في حقول ومروج يانعة وجنات الاحسان ونسيم المودة والمحبة والطيبة

تصورك هذا فاشل….. فاشل….. لانك لا تملك منفذ للخروج من هذا المأزق المظلم

وتبقى مستسلما لرصاصات افكارك وحبيس الامل المستحيل بعد ان فات الاوان

كما ان تخيلاتك  ما هي الا نسيج من خيال لايدور الا في عقول المجانين وتمن احمق

فتبين ان هذه السفن فاشلة في الإنقاذ ولا زلت انت تلوحكالغريق …. ولا مجيب

وردت علي ثالثة انك أخفقت منذ بداية المسير وأصبحت في دوامة الحيرة

وفي عين العاصف كما يقولون وأصبحت لعنة تجر أخرى تنهال عليك من كل ديرة

فاصبحت مشلول الايادي والارجل تائها في صحراء الندم   متيما في غرام الاسى والاحزان

ورديت عليها قائلا لقد اصبتي كبد الحقيقة ولكن ما في اليد حيلة ولا للامل عندي وسيلة

انا الغريق وانا الجريح في فضاء الندم وانا الذبيح في مجزرة ضحياها غير قليلة

لقد فات القطار وانا مازالت في محطة الانتظار ما قبل الأخيرة

هكذا هاجمتني هذه الأفكار وكأنها كلاب مسعورة

ودارت في رأسي ذكريات الماضي الذي ما مضى

وفجاءة برق الامل في سماء اليأس والوحدة

واضاء الدرب وانهزمت المنغصات واعتلت البسمة على الوجوه

الحياة كلها  معارك افتراضية تنجو من بعضها وتغرق في بعضها

تلوذ احياتا بالهزيمة وتفرح أحيانا بالانتصارات والغنائم وينكسر العدو ويهرب

ومرة رابعة صاحت باعلى صوتها : بريق الامل يضيء الدرب.. الصبر الصبر

ولا تيئس وستنتصر  وينهزم من اطفأ النور وتنير مشاعل حب الحياة كل سبل الظلام

وستصل الى هدفك باي شكل كان وستلقى التهاني من كل صوب من عدو اوصديق من الانام

فقلت: كل هذا سيحث وقد سرت كل هذ العمر في دروبمظلمة دروب العمل الشاق

دروب وعرة لو سار بها أيوب لجزع وبدأت قبيل النهاية مشاعل الامل تضيء

ايحق لي ان العن حظي ام اشكر ما كتب الله لي واواصل حتى نهاية الطريق؟

فقالت: هذا كل ما عندي وكل ما املك وكل ما تبقى فلا تحزن وسر وتوكل

في كل نهاية نفق هناك ضوء ورؤية دبيب حياةافضل…..ويتلو كل عسر يسر وكل ظلام نور

وسنصل الى ما فقدنا من امل وسيمنى أعداء الإنسانية  بالهزيمة والانكسار وستبنى الاعشاش

فوق أشجار السلام في ارض السلام وسينهزم اشرار الانام  فيما يهرب الى حيث اتى الاوباش