محينة: أي ذهب أثرها , أو إذا قلنا ممحنة أي تدور في ربوعها المحن الجسام.
الكثيرون يرون أن المشكلة في الناس ويغفلون حقائق فاعلة في المجتمع , ويأتي في مقدمتها أن العمائم تقود وتسود , والأحزاب المؤدينة تتسلط على مجتمعات الأمة سرا أو علنا , فالدين جاثم على رؤوس الناس ولا يستطيعون التحرر من تجاره الفاعلين فيهم والمقررين لمصيرهم.
فماذا سيفعل المثقفون والعارفون أمام أعاصير الأدينة , وأدواتها وقدراتها المعززة بإرادات الطامعين بموجود الأمة؟
التنوير لا ينفع!!
التثقيف لا يجدي خيرا!!
عقد المؤتمرات وإلقاء المحاضرات وتأليف الكتب ونشر المقالات , لا يغير واقع الحال الذي تعصف في أرجائه منابر التضليل والنفاق والمتاجرة المربحة بالدين.
ليس من المنطقي أن يحاول المفكرون خداع الأمة , التي فيها عشرات المئات من المفكرين المؤسسين لمشاريعهم القابعة في الكتب على رفوف ظلماء خرساء.
فما أكثر المشاريع والنظريات الخالية من التطبيق العملي الصالح للمجتمع.
علينا أن نعترف وبلا خوف بأن مجتمعات الأمة فيها عاهة بواسطتها يمكن تخنيعها , وإخضاعها لإرادة الطامع فيها , وهي في غفلتها وسكرتها بما يسمونه دين , يتم تسويقه لتمرير المآرب والتطلعات القاضية بتأكيد مصالح الآخرين.
هذا القول لا يعجب الكثيرين , لأن نشاطات المفكرين لا تفترق عن نشاطات المؤدينين , فكلها ذات دعم مادي ومردود نفعي على مروّجيها.
فالنشاطات مصدرها واحد , ونتيجتها واحدة , والخاسر فيها الوطن والشعب!!
و” الدين المعاملة” , و “الدين النصيحة”!!