بعد اللغط وعملية الشد والجذب في الانتخابات الماضية . جرى الاتفاق الامريكي الايراني على ان يتولى (نوري المالكي ) دوره رئاسية اخرى . ايران هي الراغب الاكبر في ذالك ’ وكانت الولايات المتحدة الامريكية في وضع لا يحسد عليه داخل العراق وخارجه ’ في افغانستان وباكستان وما حولها من دول تدعم تنظيم طالبان لزعزعة وجود القوات الامريكية .
فكان الاتفاق الايراني الامريكي وان لم يكن بصورة مباشرة .بل كان عن طريق وسيط ينسق عملية التنصيب والانسحاب ’ وفعلا تم انسحاب هاديء بكل المقاييس الحربية فالولايات المتحدة الامريكية لم تخسر جندي واحد عند الانسحاب ’ والمعروف في العرف العسكري ان الانسحاب من المناطق المحتله يكلف خسائر كما هو الحال في احتلال المناطق’ فما تقول بانسحاب جيش كامل بعدته وعديده من كل مناطق العراق ولم يخسر شيء عند الانسحاب؟
وكان هذا هو بيت القصيد ’ لان ايران لم تحرك اذرعها داخل العراق ممن دربتهم على قتال القوات الامريكية ’ لتترك القوات الامريكية تعجل في عملية الانسحاب ’
شرط ان يتولى (نوري المالكي) دورة انتخابية ثانية ’ فاجتمع الفرقاء السياسيين في اربيل ’ واتفقوا على تولي المالكي دورة ثانية ’ الولايات المتحدة الامريكية ضغطت على حلفائها الاكراد والسنة’ وايران على التحالف الوطني .
حتى وصل الامر ان يقصى المجلس الاعلى من الحكومة وهو حليف ستراتيجي لايران ’ ولم يمنح غير وزير دوله لشؤون الاهوار ’ ثم بعد ذالك حلت هذه الوزارة
بتقليص وزارات العراق واصبح المجلس خارج اللعبة ’ تشكلت حكومة التوافق على انقاض الانسحاب الامريكي ’ ولم تكن افضل من مثيلتها السابقة ’ ارتفع سقف الفساد الاداري والمالي حتى اصبح هو السقف الذي لا سقف بعده .
اذن اصبح السبب معروف لدى القاصي والداني لماذا المالكي للدورة الثانية ’ رغم علم ايران وامريكا بان الرجل لا يستطيع ان يدير الدفة ’ بل سيؤمن ذالك الانسحاب
الامن الهادىء للقوات الغازية .
اما الولاية الثالثة التي يطمح لها السيد المالكي ’ هل هي ولاية استحقاق هل هي ولاية انجاز ؟ فبعد سنوات الفشل في الملفات الامنية والاقتصادية ’ بعد سنوات عجاف على الشعب لم يذق فيها غير علقم الفقر والضياع ’ وتوسط خصومات
سياسية ليس للشعب فيها ناقة ولا جمل ’ بل يتحمل عقباتها دون ادنى ذنب منه .
فالولاية الثالثة لا معنا لها ’ ليس لها طعم او ذوق او رائحة ’ وانما هي ولاية ضياع جديد ’ واستهتار في مشاعر شعب ’ قد استهترت انظمة سابقة في مشاعره ’ باعت واشترت به في سوق النخاسه ’ حملته كل اخطائها واحتطبت على ظهره قرون ’ دون رحمة ولا شفقة ’ وهذه هي الفرصة التي يمكن ان يقول الشعب فيها كلمة تخرجه من ظلم وضيم سوط الحكام الذي اكل لحم ظهورهم .