15 نوفمبر، 2024 2:46 م
Search
Close this search box.

“باسم عبد الحميد حمودي”.. أبدع في النقد وفي القصة وفي الفلكلور

“باسم عبد الحميد حمودي”.. أبدع في النقد وفي القصة وفي الفلكلور

خاص: إعداد- سماح عادل

“باسم عبد الحميد حمودي” ناقد وكاتب وباحث في الفلكلور عراقي.

التعريف به..

ولد في الديوانية من عائلة بغدادية، أنهى دراسته الابتدائية والثانوية فيها،ثم أكمل الدراسة الجامعية سنة 1960م في كلية التربية قسم التاريخ، ثم عُين مدرساً في الدغارة، ثم عاد إلى بغداد ليستقر فيها. وأول مقال نشره بعنوان (الفراغ) في جريدة (بغداد المساء) سنة 1954م، أشاد بدوره الناقد الراحل الدكتور علي جواد الطاهر وعبد الجبار عباس، تولى رئاسة تحرير مجلة الأقلام التي تُعني بالأدب الحديث، وكذلك رئاسة تحرير مجلة الثقافة الأجنبية التي تعني بالثقافة والفنون بالعالم. وعمل محرراً في مجلة التراث الشعبي ثم رئيساً لتحريرها، وسكرتيراً لتحرير مجلة الرواد التي تعني بأدب الرواد، ومسئولا عن صفحة التراث الشعبي في جريدة (المدى) ونشر العديد من البحوث والدراسات.

مؤلفاته..

  • السيرة الشعبية والذات العربية.
  • القضاء العرفي عند العرب: معجم المصطلحات.
  • الناقد وقصة الحرب: دراسة تحليلية.
  • الوجه الثالث للمرآة.
  • تغريبة الخفاجي عامر العراقي.
  • ديوان الأقلام.
  • رحلة مع القصة العراقية.
  • شارع الرشيد.
  • عادات وتقاليد الحياة الشعبية العراقية.
  • في دراما قصيدة الحرب: تنويع نقدي على قصيدة الفاو.
  • في تفاصيل الحدث: الهامش في التاريخ العراقي.
  • محمود العبطة فولكلوري عراقي يرحل 1920-1986.
  • سحر الحقيقة: شخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي.
  • الباشا وفيصل والزعيم (رواية).

القراءة..

في حوار معه أجراه “علاء المفرجي” يقول “باسم عبد الحميد حمودي” عن  القراءة: “من بديهيات التكوين الثقافي للناقد والقاص والشاعر وسواهم أن يقرأ أولاً قبل أن يتشيأ إذ لا وجود لمبدع أو حتى كاتب عادي من فراغ.. من بياض فارغ. كانت المنافسة بيننا نحن طلبة الصف الأول في ثانوية الكرخ عام 1948 أن نزداد قراءة. أن نفرّغ كتب مكتبة الثانوية تدريجياً ونقرأها. ونناقش ما نقرأ في تجمعاتنا وفي درس الإنشاء الذي كان يحرص عليه أستاذنا شاكر الحبوبي.

وكان من معلميّ مدرسة الزوراء الابتدائية من شجعني أيضاً على القراءة وجعلني مشرفاً على مكتبة المدرسة ومسئولا عن إعارة الكتب للطلبة وهو أستاذ العربية المرحوم صالح الحكيم. كان من حسن حظي أني نشأت بداية في بيت إنسان مثقف له مكتبة بيتية مرموقة هو المرحوم والدي، وكانت والدتي معلمة سابقة تقرأ أيضاً ولكن ليس بقدر انشداد الوالد للقراءة كان صديقاً للجواهري الكبير وبحر العلوم وذي النون أيوب وحسين الفرطوسي والشيخ مهدي مقلد وهو صديق حميم للشاعر محمود الحبوبي.

الوالد كان حافزاً للقراءة بقدر ما كانت شلة (الأول المتوسط) دافعاً وهي مكونة من الطلبة: صادق الصائغ ونزار عباس وشاكر السعيد ونزار شاكر المفتي (الطبيب) ومهندس النفط حميد أحمد الجودي ومهندس الطاقة راجح جاسم العاني وقحطان جاسم الأمين والماليان الكبيران طارق عبد الرزاق قدوري وزهير الخانجي وسواهم.

بعضهم دخل عالم الصحافة والأدب وبعضهم انصرف إلى تخصصات أخرى مثل النطاسي نزار المفتي والمهندسين حميد الجودي وراجح جاسم وأستاذ اللغة الكبير طارق الجنابي.

القراءة اللذيذة تلك التي ينشد إليها المرء قبل كل شيء قبل أن يخربش كلماته الأولى وهي قراءة الصفاء والتعلّم والدهشة، القراءة قبل كل شيء والانشداد إلى الكتاب هما أساس الدخول إلى عالم الكتابة والفكر والإبداع، لذا تجد من يدخل عالم الكتابة بواسطة دكاكين النشر اليوم وهو يخطئ في اللغة وفي بناء الجملة ويزداد فجاجة في التعبير حيث يؤذي ذاته ويؤذي حركة الفكر والثقافة”.

ممارسة النقد..

وعن ممارسته للنقد يقول: “لماذا تسمي (النقد) حاسة وهو (ملكة) تنشأ عن خبرة وتجربة وطول أناة واستشراف و(تفكيك) للنص موضع النقد.

كتبت النقد وأنا أكتب القصة وكانت البدايات في الصحف العراقية في الخمسينيات والستينيات إضافة لمجلات (الشهر) المصرية و(القصة) السودانية و(الأديب) و(الآداب) و(المعارف) البيروتيّات. ولقد نشرت القصص لا في الصحف المحلية فقط بل في مجلة (الآداب) التي كانت القصة فيها خاضعة للبحث وتقويم النقاد لكني وجدت النقد أقرب إلى اهتماماتي.

ثم أن كتابي (في القصة العراقية) الذي صدرت طبعته الأولى عام 1961 عن مطبعة اتحاد الأدباء العراقيين أيامها جاء ثانياً بعد كتابي القصصي الأول (أنا عاطل وقصص أخرى) الذي صدر عام 1958 وهو يضم مجموعة من القصص الأولى لي وقد كتب عنه الكثير من الأصدقاء في بغداد وبيروت أمثال موفق خضر وأحمد فياض المفرجي وسمير تنير وفاضل السباعي وسواهم في الصحف المحلية وفي مجلتي (الأديب) و(الآداب).

لم أنقطع عن كتابة القصة تماماً لكنها أضحت الاهتمام الثاني بعد النقد والبحث الفولكلوري”.

وعن رأي الناقد الراحل د.نجم عبد الله كاظم الذي اعتبر كتابه هذا من بين كتب أخرى هي العلامات الأولى بين كتب أخرى لبداية النقد في القصة العراقية يقول: “الأستاذ الدكتور نجم عبد الله كاظم رحمه الله لم يقل ذلك فقط بل عد جهدي النقدي من جهد رواد النقد الأدبي في مجال القصة العراقية وله شكري على موضوعيته التي يفتقد إليها الكثير من الدارسين الذي يتغافلون عن هذا الجهد.

تاريخياً يعد كتابي هذا الجهد النقدي الثاني بعد كتاب (القصص في الأدب العراقي) للدكتور عبد القادر حسن أمين الصادر عام 1955، قبل ذلك لم يكن هناك كتاب نقدي واحد في السرد العراقي ولك أن تحكم على ذلك إذ هو جهد شاب في الخامسة والعشرين لإصدار كتاب نقدي متكامل في القصة العراقية.

وقد استمر هذا الجهد رغم العواصف السياسية والحياتية، حيث جمعت ما توافر من دراساتي النقدية الجديدة وأنا في عزلتي في مدينة (الدغارة) لأصدر كتابي النقدي الثاني عام 1973 (الوجه الثالث للمرآة).. كان ذلك وقد جرت مياه جديدة في النقد القصصي العراقي. ظهر جهد أستاذنا الطاهر وجهد الأساتذة كاظم صالح وأنور الغساني والدكتور عبد الإله أحمد وفاضل ثامر ومؤيد الطلال وياسين النصير وسواهم، وصار للنقد القصصي موقعه المهم وسط الدراسات الثقافية”.

الفلكلور..

وعن الفولكلور والتراث يقول: “في عام 1957 كتبت دراسة أولية عن التراث الشعبي العراقي في عدد شهر مايس من مجلة (الأديب) وقد لقيت الدراسة اهتماما ومناقشة من الأساتذة غازي الكنين وعبد الله الجبوري وأحمد فياض المفرجي.

قبل ذلك وفي جريدة (المجتمع) الأسبوعية التي كان الدكتور صلاح نيازي يشرف على صفحاتها الثقافية كتبت عن تجارب المقام العراقي، ثم واكبت إصدار مجلة (التراث الشعبي) ونشرت بعض المقالات والحكايات الشعبية حتى بدأت العمل فيها متأخراً عام 1985 حتى عام 2003 وما زلت عضواً في الهيئة الاستشارية لهذه المجلة الرصينة.

ما أخذني إلى التراث الشعبي والثقافة الشعبية أن هذا العلم هو علم الحياة بمختلف مراحلها وإيقاعها المتنوع منذ لحظة الولادة حتى الوفاة.التراث الشعبي دراسة كل شيء في التشكيل الإنساني. العادات واللغة والأحلام والملابس والمعتقدات وال54 فقرة متلاحقة تعني الحياة الإنسانية. فهل هناك أعظم من ذلك وأجمل؟ وما الضير أن يكون الكاتب متنوع الاهتمامات شرط أن يقدم الجديد الحيوي؟”.

سنوات العنف..

في مقالة عنه بعنوان (باسم عبد الحميد حمودي) كتب “شامل بردان”: “حكمت الظروف أن نكون زميلين في موقع عمل قبل سنوات ولسنوات، كان فيها أبو علي حريصا على الهدوء، متحملا الصراع الخفي بين طموحات الأقطاب المغلفة بالانتماء السياسي. باسم عبد الحميد أكبرنا سنا، وأكثرنا خزينا لذاكرة الأنظمة العراقية، كان يشبه لونا فكريا يؤثر الصمت والرضا أمام ألوان متغيرة الانتماء لكنها تتقن مالم يريد أو يطمح باسم لإتقانه، فهو غير مدع بالقرب من فلان، ولا علان اتصل به ليبلغه قرارات سياسية أو تنظيمية إعلامية.

كان باسم كتلة قصص وحكايات وذكريات وصدق وعفة، كلها تراكمت كما الطين المخور المنقوش على جسم أنهكته سنوات العنف العراقي والرهبة، ووجه طيب استغله كثيرون لجعله عصبيا بهدوء أو ميالا لرغبات الاستحواذ والسطوة والسبق”.

ويضيف: “باسم حمودي، كاتب متمكن من الصنعة، وكثيرون غيره ليسوا كتّابا ولا يجيدون اختيار كلمة فكيف بالسطر أو السطرين. باسم حمودي عفيف اليد والبطن والسريرة والعلن، كل سيرته نظيفة بلا شائبة سياسية أو تزوير محرر رسمي أو التورط بقبول هدايا أو رشى”.

وفاته..

توفي “باسم حمودي” في بغداد يوم الجمعة  10 أيار- مايو 2024، عن عمر ناهز السادسة والثمانين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة