لا ادري لماذا يضع بعض المحللين والسياسيين عقد في المنشار من خلال وضع نقاط توقف وملاحظات على الكتل التي تنوي الاعلان عن مرشحها لرئاسة الحكومة القادمة, معللين توقفهم هذا على ان من السابق لأوانه الحديث عن من يتبوأ ذلك المنصب بحكم ان الانتخابات لم تجري بعد ولم تتحدد من هي الكتل الفائزة وعدد مقاعدها هذا امر بديهي والكل ملتفت اليه ويوجد امر اخر اهم ينبغي منهم الاشارة اليه الذي يأتي ضمن ما طرحته المرجعية والجماهير من ضرورة التغيير الى الاكفأ والأحرص على خدمة الشعب فإننا نعقب على ملاحظاتهم كما يأتي ان تحديد من هو مرشح الكتلة للمنصب الاعلى في رئاسة الوزراء يأتي ضمن البرنامج الانتخابي لهذه الكتلة لان النمط الكلاسيكي المتبع من قبل الكتل والاحزاب في عرض برامجها الانتخابية والذي يتركز دائما على وعود وخطط عمل وبرامج متشابهة اعتاد المواطن على ان يسمعها وينظر اليها على انها من هزليات الحديث. ولكن اليوم استطاعت كتلة الاحرار ان تخرج من هذا النمط المستهلك وان تقدم من هو قادر على تحقيق البرامج التي تعد بها بكل ثقة ومن دون استطاعة اي احد على تقديم اعتراض منطقي لان الراس المنفذ لهذه البرامج لديه مقدمات تشهد له بذلك .كما ان وجود برامج من دون وجود شخص قادر وكفوء على تنفيذها كعدمها.
في احدى كلمات السيد المالكي ما مضمونها ان رئيس الوزراء الذي لا يستطيع ان يحقق وينفذ برنامجه خلال ثمان سنوات عليه ان يعترف بالفشل , والاعتراف بالفشل والاخفاق ليس عيبا بل ان الفشل في بعض الاحيان يكون منطلقا للإصرار والابداع بعد الاستفادة من نقاط الخلل واعادة برمجة الخطط بعد فترة استراحة.
اما علي دواي المحافظ الذي استطاع في زمن قياسي ان ينتشل محافظة ميسان من مستنقع الاهمال وتردي الخدمات والتخلف في معظم مرافقها العامة الى محافظة تحث الخطى الى الامام في مجال التطور والاعمار واحداث نقلة نوعية سريعة ومتنامية شهد بها خصومه واصدقائه حتى ان احدى الصحف الامريكية وفي احدى استطلاعاتها عدته افضل مسؤول في الشرق الاوسط, على دواي المنحدر من مناطق الهور الاكثر عوزا وفقرا وحرمانا استطاع ان يحول ألم الفقر والعوز الى طاقة بناءة وفي ظرف حرج وزمن قياسي عندما وصل الى سدة الادارة في تلك المحافظة وجعل من انتمائه الخاص مقدمة الى الانتماء العام ولبس البدلة الزرقاء ايذانا ببدء العمل الدؤوب. بعض المشككين بقدرة دواي على ادارة الدولة عزو تشكيكهم هذا من اختلاف طبيعة العمل الاداري عن السياسي متمسكين فقط في العناوين الفضفاضة متناسين ان العمل السياسي لا يصل الى مرحلة النضج دون ادارة متقنة قادرة على الاستفادة من كل الامكانات وتوظيفها لا نشاء أي مشروع كأن يكون سياسي او اجتماعي او اقتصادي… الخ . اخرون يقولون ان العراق بلد مليء بالأزمات فكيف سيستطيع علي دواي من حلها وانهاؤها؟! في الحقيقية لا توجد في العراق ازمات سياسية ولكن يوجد سياسيون يؤزمون الأوضاع فضلوا مصالحهم الضيقة على المصالح العامة مما حدى الى نشوء ازمات بينهم وبين بعضهم من جهة وبينهم وبين من يريد الصالح العام من جهة اخرى واغلب المواطنين قد ملّوا من خلافاتهم ومشاكلهم التي كانت موجودة عندما كانوا خارج العراق ونقلوها اليوم الى داخل العراق بعد سقوط الصنم , اما علي دواي فلكونه من داخل البلد ومولود من رحم المعاناة فانه الاكثر تحسسا بشعور المواطن واكثرهم قربا من احلامهم وتطلعاتهم لأنه عاش سنوات المحنة معهم . اما بعض المعترضين الذين لا يستطيعوا ان يتأقلموا مع مسؤول متواضع بل تعودوا على سلوكيات الحاكم المتسلط والمتكبر والمغرور لانهم لازالوا واقعين تحت تأثير رواسب ثقافات رافقت مسيرتهم الحياتية عقودا من الزمن . مشكلة العراق الحالية الرئيسية هي الخدمات ومنها تتم تفريخ المشاكل الاخرى كالإرهاب والفساد وغيرها والتي لم يستطيع حكام العراق الجدد من معالجتها لانهم ليسوا قريبين من المواطن فبمجرد القضاء على مشاكل ومعاناة المواطنين سينقطع الاوكسجين عن باقي المشاكل الامنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وعلي دواي الافضل في تحقيق الخدمات هذا ليس قولي بل قول حتى من لا يحب علي دواي.