العَم شليمون إيشو شليمون إيشو الكهفي
صَفحاتٌ مِن كِتابي ” عَينْ زَالة الفِردَوسُ المَفقُود”
أحبَتِي لا تؤاخذوني إن تيقنتُم بأنَّ سمائي سَتَبقَى ملبدةٌ بغيوم الماضي … ولَعَل سحائبها توشك أن تبلل أشواقنا جميعاً بعطر المحبةِ والهُيام … أُدرِكُ أنكم لَستُم بمنأى عن خلجات الروح التي طافت في غياهب الزمن السرمدي لتُعيدَ بريقَ أيقوناتٍ كسَاهَا غُبارُ السِنينُ العِجافْ ، نَعم أحبتي :
جميلةٌ هي ذكرياتنا التي نَفِرُّ إليها مِنْ وطأة بُؤس حاضِرنا وقتامةِ قابِل دُنيانا ، لذا دعونا نصطحبكم بِرِحلَةٍ عِبْر بَوابات الزَمن لنعود قَليلاً إلى عَينْ زَالة في خَمسيناتِ القَرنِ العِشرين حَيثُ كان الإنكَليز يُحكمون قبضتهم على العِراق وشركاته النِفطِيَّة لا سِيّما عَين زَالَة الحَبِيبَة … انظروا جيداً أليسَ هذا هو العَم كامِل كشمُولة ؟
نَعَم والله إنهُ هُوَ العَم كامِل ” أبو خالد” وقد إعتدل في جَلسته خلف مِقْوَدُ السِيَارة “ستيرن / دركِسون” بإنتظارِ المَهمَة التي سَتُنَاطُ بِه والواجب الجديد الذي سَيتُم تكليفه بأدائه ، لَن أطيل الكلام بل سأترك الأمر للعَم كامِل ليروي لنا قصةً طريفةً جرت أحداثها معه فلنستَمِع …. يقول أبو خالد :
” كنت سائق في شركة نفط عين زاله وأبلغوني أن أُجهز سيارتي لمهندس إنكَليزي جاء من لندن إلى عين زالة تَواً ومَهَمَتِي أنْ أوصله إلى جزيرةِ تلعفر ، وبَعدَ أن صَعَدَ خَلفِي في السيارة سألني العمال :
– إلى أين أنتم ذاهبون ؟
– قلت لهم : أوصلُ هذا الحِمار إلى جزيرةِ تلعفر ، وأشرت بيدي صوب الحِمار وأقصِد الإنكليزي الذي يجلسُ في المقعَد الخَلفي للسيارة !
إنطلقتُ بسيارتي والصمتُ يخيم على الأجواء ، ولكِن ما أنْ وصلنا مشارف الجزيرة حتى سمعتُ صوتَ بدويٍ يحدي للإبل … إحترفت بوجهي يميناً وشمالاً لكني لم أرَ أي أحد ! فَاستَعَذتُ بالله بصوتٍ مَسموعٍ لا يخلو مِن الرَهبة وتساءلتُ مُستَفهِماً ؟ من أين هذا الصوت ؟
– مِنْ الحمار اللي راكب معك … هكذا صعقني الرد مِنْ الإنكَليزي : ؟؟؟!!!
فخجلتُ منه وإحمّرت وجنتاي وأنا أشعر بنارٍ تخرجُ من داخلي من الفَشلَةِ والحياء …
– قال المُهندِس الإنكَليزي : لا عليك فأنا مهندسٌ بريطاني أرسلتني بريطانيا العُظمى في مقتبل عُمري إلى الجزيرةِ العربية لأتعلم اللغة العربية وأتعرف على عادات العرب وتقاليدهم …
– أردف أبو خالد قائلاً : بقيتُ صامتاً من خجلي وأنا أتابعُ الإنكليزي الذي أخرج بوصلةً وخارطة كانتا معه وسارَ عليها في الجزيرةِ إلى مكانٍ مُعين ، إلتزمتُ الصمتَ حياءاً ولم أنبس بِبنتِ شفة حتى رجعنا إلى عين زالة …
عَاد أبو خالد إلى عَينْ زَالة وأعادنا معه إليها ، إلى عينْ زَالة عَروسُ نِينَوى السَاحِرةُ المُتَمَرِدَة التي أسرت القُلوب بِحُبِها وجعلت الناس حَيارَى عِشقها وهيامها وصَرعَى جمالها وغَرامها وما أظنُ مَن إبتُلِي بهواها أن يَبرء أو أن يَجِدَ لعلته شِفاء …..
ها هي دِيارُ أهلنا وها هُم أصدقائي … مُنيف الحواس ، عبد الحكيم جدوع ، عُمر الخليل ، أحمد ذنون ، نينوس دنخا ، ليون تُوما ، روني فريدون ، فارس نَمرود ، قيس كَوركَيس ، هاني شليمون …..
ها هو إدمون أدور وقد تأهب لسَرِقةِ دِيكِ العَم شليمون إيشو ما أخف حركته وهو يمشي على رؤوس أصابع قدميه ليقتَحِمَ القُنْ الخاص بالعَم شليمون ويَضعَ الدِيكَ تحتَ إبطه ، يا للدِيك المسكينِ الذي إستَسلَم للأمر بعد أن إرتعدت فرائصهُ متيقناً أنه سَيتَحول إلى مَرقةِ حساءٍ وأن بقايا لحمهِ سَتَعلَقُ بين أسنانِ من سيُشاركُ في قضمِه وإلتهامهِ ويَسْعَدُ بِقَرطِ ومَصمَصَةِ عِظامِه ثُم يَتَمَضمَضُ بحَسائِه … أيُ مصيرٍ سوداويٍ ينتَظرك أيهاُ الدِيكُ المسكين …
إنظروا جيداً وتَمعنوا ها هو إدمون يضع إحدى فردات حذاءِ (بُسطال) جُندي في قُنْ الدَجاج للتمويه وكي يَضمِن إلتزام العَم شليمون بالصَمت نادِباً حظهُ العاثِر بهذه الخَسارة ، أما نَحنُ فسنَلتَزِم الصمت طالما أننا سَنَنْعَمُ بِذَبحِ الدِيكِ وطبخهِ وأكلهِ ثُم نَتَرحَمُ على أرواح موتى آل شليمون إيشو ، فتعالوا معي لنتعرفَ على عَمنا شليمون :
أولاً : شليمون إيشو الكهفي : نشأتُه وجُذوره :
هو العَم شليمون إيشو شليمون أيشو الكهفي ، ولد في العام 1934 في قرية أياتي إحدى ضواحي ناحية كاني ماسي التابِعة إدارياً إلى قضاء العمادية في محافظة دهوك ، من عائلة آشورية عَريقةٍ وتحديداً من عشيرة التياري المتجذرة في الأصالة ، وهي واحدةٌ من العشائر المعروفة مثل (جيلو وباز وتخوما) الذين عُرفوا بسُكناهم في مناطق شمال العراق ، بدأ شليمون حياتهُ في الزراعةِ ورعي الأغنام أسوةً بباقي أهالي القرية وفي وقتٍ مبكرٍ من عمره حينما بلغ (الرابعة عشر) مِنْ عُمُرِه حيثُ تحمَّل مسؤولية إعانةَ والدته وشقِيقَتهِ الكُبرى والوحيدة بعد أن رَحَلَ والده إلى مثواه الأخير تاركاً هذا الإرث والأمانة على البُرعُم الغض شليمون .
لتبدأ رحلة المعاناة والصِراع والشقاء في كسب لقمة العيش في زَمنٍ كانَ فيه البَلدُ يعاني من الشَظَفِ والعَوَز والفقر خاصة إبان الحربِ العالمية الثانية ، وما أن بلغ شليمون (الثامنة عشرة ) إستُدعيَ لأداءِ خِدمةِ العَلمْ ، ونظراً لكونه المعيلُ الوحيدُ لوالدته فقد تَمَّ إعفائه مِن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية وهذا سياقٌ مُتَّبعٌ حينذاك ، إستمرَ الشاب شليمون بالعمل في قريته أياتي حتى عام (1957م) حين إلتقى مُصادَفةً بأحدِ أصدقائه الذي كان يرومُ الذهابَ إلى منطقةِ سد دربندخان عساهُ أن يُوَفَقَ فِي بحثه عن فرصةِ عملٍ …. تجاذب الصَدِيقانِ أطرافَ الحديث ثم تَناقَشا وهُنا طرح هذا الصديق فكرةَ أن يُرافِقه شليمون في مشواره هذا ، لتبدأ مِن هُنا حكاياتنا …
ثَانِياً : شَدّ الرِحال صوبَ عَينْ زَالَة :
وصل الصَدِيقان إلى منطقةِ دَربندِخان والتقيا بالعديد من أهالي المنطقة الشمالية الذين سبقوهما بالعمل ، وأسفاً تفاجئ الصَديقانِ بعدمِ توفرِ أي فرصةِ عملٍ هناك ، وبأنَّ الشركاتِ قد أكتفت بما لديها من موظفين ولكن ! أطلعوهما على وجود فُرصةِ عملٍ في شركة نفط الموصل التي كان يطلق عليها في ذلك الوقت بالإنكليزية تسمية
)MOSUL PETROLEOM COMPANY)إختصاراً أو (MPC)
والتي كانت تمتلكُ فرعاً في الموصل (مكتب الموصل) وتحديداً في حي العكيدات ، وبِالفِعل توجه شليمون وصديقه إلى هناك والتقيا بشخصٍ من أهالي المنطقة أيضاً يُدعى (يوخنا مارخايي) الذي كان يَشغلُ منصب الكاتب الإداري بالمكتب المذكور أعلاه آنذاك ، وهنا أطلعهما بوجود عمل في منطقة إسمُها عَينْ زَالَة .
في بادئ الأمر تردَدَ شليمون كثيراً بالذهاب إلى عَينْ زَالة (حيث المُستَقَبَلُ المجهول) خاصةً وأنه لا يعلم إلى أين ستأخذه وتسوقهُ أقداره ، وماذا تُخبئ له الأيامُ هناك ، وفي نهايةِ المطاف لَمْ يَعُد أمامهُ خيارٌ إلاّ أنْ يَعِقدَ العَزمَ ويتوجه مُثْقَلاً بأحلامه وأمنياته بِفُرصةِ إيجاد العمل المنشود الذي يمثلُ طوقَ نجاته إلى بَرِّ الأمان ، وبمجرد وصوله عَينْ زَالة توجه إلى دائرة التوظيف والتي كانت تُديرُها السيدة “مِس مِيلِيس”
(Miss Miells)
قدم شليمون طلب العمل إليها وبعد أجراء المقابلة تم قبوله للعمل في مطعم رقم (5) كموظفِ خدمة ، وبعدَ مرورِ قرابه السنتين ولجديتهِ ومثابرتهِ في العمل أخبره أحد الأصدقاء أنهم بحاجةٍ إلى موظفٍ يعملُ بصفةِ مراقبٍ للمضخات النفطية والعدادات في محطة عزل الغاز / عين زالة والتي تُسمى ” الديكَازِن”
(Degassing)
وهكذا ينتقل شليمون للعمل في الديكَازِنْ بِصفةِ موظف مراقبة الخزانات وعدادات التصدير ويستمر في العمل هناك حتى عام (1980م) حيثُ إنتقل للعمل في وحدة البرقِ والهاتف (الإتصالات) بصفةِ مأمور بدالة برِفقةِ العديد من الزُملاء والأصدقاء ( فريدون إيشير ، و يوخنا هرمز موشي ،آو يلدا ادم ، وآخرين….) إستمر بالعمل في موقعه لغايةِ إحالتهِ على التقاعد في عام (1998م) لبلوغه السن القانوني لتنتهي بِذلك رحلةُ العمل التي دامت قرابه (40) عاماً مِن العطاء والتفاني والإخلاص .
ثَالِثاً : التَقُلباتُ السياسية وتَداعياتها وإنعكاساتها :
عاش الشاب شليمون إيشو شليمون حياةً مليئةً باللحظاتِ الهانِئةِ السعيدةِ والجميلة ، ولكن هي سُنَّةُ الحياة أن لا تخلوا الأيام من الأكدار وما يُنَغِّصُ صَفو الليالي خاصةً وقد عصفت بتأريخِ العِراق الحديثِ والمُعاصِر أحداثٌ مِفصَليةٌ تناولتها أقلامُ المؤرخين والباحثين من الكُتَّابِ والأدباء والمولَعين بالشأن السياسي ومِن هذه الأحداث (إغتيال العائلة المالكة والإنقلابُ على النظام الملكي وقيام النظامُ الجمهوري ، وثورة الشواف في الموصل والحركة الكردية ونشاط الأحزاب العراقية في تلك الفترة والتقلبات السياسية في حينها …. ) إلاّ أنَّ الشاب شليمون نأى بنفسهِ عنْ كلِ تلكَ التقلبات واضعاً نُصبَ عينيه توفير لقمة العيش لعائلته وتأمين مُستلزَمات الحياة الرغيدة والهانئة السعيدة لهم .
رَابِعَاً : لمحةٌ عن الحياة الإجتماعية للعَم شليمون :
تزوج العَم شليمون إيشو شليمون عام (1960م) من خالتنا السيدة ميبل تاور وهو في مقتبلِ العمر وتحديداً بِعُمرِ السادسة والعشرين عاماً ، ليتكلَلَ هذا الإرتباط المُقَدَّس بخمسة أبناء هُم (أيشو ، جاكلين ، جوني ، توني وهاني)
في العام (1979م) إنتقلت العائلة الكريمة إلى عين زالة لتسكنَ في بادئ الأمر في دور مجموعة (جي 10/ أو كما كنا نُسميها جي تين وأحياناً نسميها جهتين) وبعدَ مرور (4سنوات) وتحديداً في عام (1983م) إنتقلت العائلة إلى مجموعة الإستاف ليتم الإستقرارُ فيه حتى يومنا هذا .
فِي عام (1979م) نُقِلَ والدي مِنْ مَدينةِ عَرَفة في كركوك إلى عَينْ زَالة في أقصى شمال الموصل وكَانَ قَرارهُ أن تَنتقل العائلة معه وهكذا إلتحقتُ أنا للِدراسةِ في ثانويةِ زُمَّار في الصف الأول المتوسط شعبة ب ، ثُمَّ إلى الصف الثاني المتوسط (الشعبة أ) وفي هذه المرحلة إلتحقت بنا الطالبة الجديدة جاكلين شليمون إيشو مع كوكبة مِن أخواتنا الطالبات اللائي كان عددهن 14 طالبة لعلي أحفظ أسمائهن الكاملة حتى اللحظة وهكذا نشأنا منذ الطفولة معاً حتى تَخرجنا عام 1984م ، كانت جاكلين مِنْ أذكى الطلبة في درس الهندسة فضلاً عن اللغة الإنكليزية أمَّا أنا فكانت عُقدَتي مادةُ الهَندَسة ولا زِلتُ أستذكر صفنتي بورقة إمتحان الهندسة وأنا في الخَامِس العِلمِي لأستمع إلى صوت جاكلين شليمون إيشو وهي تهمس لي :
زِيادْ تغيد “تريد” شيء لأن أنا كملتو وغاح “راح” أسلّم ورقة الإجابة وأطلع …
فأجبتُها بِحُرقَة : إنشلع هرشج كل شيء ما أعرف مثل الأطرش بالزفّة
تسألني : بس قلي إيما سؤال ؟
كلهن من السؤال الأول إلى الخامس بس إتركي إجابة سؤال ترك إختاريهِ أنتِ !!!
ينتبه الأستاذ سليم قرياقوس سليمان فيصرخ (شارلوك هولمز ) :
جاكو إقطعي الكلام ثم يأمرها قومي :
تسارعت دقات قلبي وأنا أتضرع بالدعاء ( ربي بس لا يطلعها من الإمتحان فهي حبل نجاتي) وسيبقى الصِفر مرادِفاً لورقتي ….. قال أستاذ سليم بصوتٍ حازمٍ :
قومي جاكلين وإقعدي بالرحلة اللي خلف زِياد تماماً ….. إي هنوك إقعدي .
في قلبي أقول شكراً لك أستاذ سليم فقد كانت رحلتها بعيدة عني وربما إنتبه الجميع لصوتها وهي تردد لي الإجابات وهكذا أكملت لي الإجابة فسألتها :
هل بقي شيء في ورقتك لم ترديه لي ؟
قالت : نعم فقط إسمي ضحكنا ثم سلمنا الإجابات
حفظكم ربي (جاكلين وآل العَم شليمون إيشو وحَفظَ الله إبن بَرطِلة الأستاذ العزيز سليم قرياقوس سليمان )
وبِما أننا نتحدثُ عن أيامِ ثَانويةِ زُمَّار وذِكرياتِنا فيها تقولُ إبنةُ عَمي الأستاذة الفاضلة بُشرى المحمود العلي :
كان زميلي في الدِراسة تُونِي شليمون حيث كُنا في الصَفِ الأول المتوسط وكانت الثانوية قريبةٌ مِن السوق ومِن المفارقات أن تُونِي شليمون كانَ يكرهُ دَرس الرِياضة وبالنسبةِ لنا نحن الطالبات “والحديث للست بُشرى” كُنَّا لا نُغادِرُ الصَف وكُنا نَعمَل وَليمَة “عَزيمة” ، وقد إعتَدنا أن نُنادِي على تُونِي ونُكلفهُ بأن يَشتَري لنا أربع نَفرات كَبَاب من الأسواق خاصةً ونحنُ نَعلمُ بجرأته وعدم خَشيتِه من مُدير الثانوية الأستاذ أحمد رجب إسماعيل فضلاً عن حُب توني للمجازَفة ، وهكذا كان تُونِي يقلب مِن سِياجِ المَدرَسة ويَتَسَلَلُ خفيةً ويُنَفذ المهمة بكل بطولة ونجاح ؛ حتى صادَف ذات يومٍ وَتمَّ الإمساكُ به مُتَلَبِساً بالجُرمِ المَشهُود وفي يديهِ المُبرَزُ الجُرمِي ، ” فما في كُلِ مرةٍ تَسلَمُ الجَرَّة ” حيثُ صَادف تُونِي خلال عَودَتِه متَسلِلاً الأستاذ يُونس يوسف الذي إتضحَ بأنه قد نَصَب كميناً مُحكَماً لتوني وأمسك بمِعصَمِه وقال له :
– لزَمتك تُوني وبالجُرم المشهود ؟
– قال تُوني : والله أستاذ ما أنا ، البنات كل اسبوع يبعثوني أشتري كباب لعزيمتم “لعزيمتهن” ؛ ثُمَّ أردفَ تُوني مُتحسِراً وهو يقول : والله أستاذ كِشِّي ” كُل شي” ما يعطُونِي !!!
– خَلي والله حيل بيك ، والله إلاّ أعاقبك لأن ما يطعموك وتروح تشتريلهم …..
والآن نعود للعَم شليمون الذي إنغَمَسَ في التجمعات المسائية بين أصدقائه وأحبابِه وإنخَرط في التسامر معهم في النادي (نادي العمال) ولعلها من أجمل لحظات العُمر التي كان يعيشها الجميع في لَعِبِ الورق (البوكر/ الكونكان) ولعبة السنوكر(البليارد) بالإضافة إلى الحفلاتِ الترفيهية التي كانت تُقامُ في تلكَ الأيام وممارسة لعبة (الكيلانية) رمي الحجر المعروفة لدى أهالي المنطقة ، وممارسة هِوايةِ ركوب الخيل ….
وبالعودةِ إلى لعبةِ السنوكر فقد شاركَ العَم شليمون في إحدى البطولات التي أُقيمت في نهاية الستينيات من القرن الماضي وحصل على المركز الأول وتم تسليمه الجائزة وهي عبارةٌ عَنْ (عصى السنوكر أصلية ذو القطعتين مع مشبك ربطة العنق ذهبية وعليها شعار الشركة) ….
نختتم هذا المبحث بمعرفة أحوال العائلةِ الكريمة ، حالياً كل من أيشو الإبن الأكبر وجوني الإبن الثالث يعيشون في دولة كندا ويعملون بالأعمال الإنشائية حيث هاجروا في عام (1994) أما ابنتهم الوحيدة أختنا جاكلين فقد تخرجت من كلية الزراعة والغابات/ قسم المحاصيل الحقلية وهي متزوجة تعيش مع عائلتها في محافظة دهوك وتعمل في منظمة الصليب ، بالنسبةِ لــ تُوني شليمون فهو حالياً مسؤولُ وحدةِ المنظوماتِ في قِسمِ الخَدمات الهَندَسية ( هيأة حقول نفط نينوى بمُسماها الجديد ) أما الإبنُ الأصغر عُمراً هاني شليمون فهو مسؤول وحدةِ حمايةِ مواقِع عَينْ زَالة ضِمن قِسم حماية المنشآت النفطية في شركة نِفط الشمال … حفَظَ الله العم شليمون والعائلةِ الكريمة وذريته الطيبة فوق أي أرضٍ وتحت أي سماءٍ وحيثما حَلّوا أو إرتحلوا .
بقلم : د. زياد محمد حمود السبعاوي