18 ديسمبر، 2024 8:36 م

يقول الله تعالى في كتابه الكريم:-

(يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله الله وكونوا مع الصادقين)

                                                        سورة التوبة119

(هذا يوم  ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار)

                                                        سورة المائدة 119

الكذب…هذه الافة الكبرى التي بها وبسبها عانى الانسان اشد انواع الالم وبها وبسببها تقطعت اواصر الالفة والمحبة في المجتمعات وبها وبسبها لبس الباطل ثوب الحق وخرج الى الناس يسير بكبرياء بينما اختفى الحق الذي لم يكن يدرك نية الباطل حين دلاه في البئر كما تقول احدى القصص.

الكذب عند علماء النفس

كشف علماء النفس ان هناك سبع علامات يمكن الاستدلال من خلالها على ان الشخص الذي تتحدث اليه كاذبا وباتباعها ستسهل عليك مهمة كشف الكذب  فقد كشف عالم النفس “دارين ستانتون ” لموقع “سلينغو” التعبيرات الدقيقة والعلامات المقلقة  التي يجب الانتباه لها عند محاولة الكذب وهي:-

1- النظر

غالبا ما يطيل الكاذبون التواصل البصري وذلك لتعويض الكذبة بالنظر, في محاولة منهم لإقناعك بالكذب.

ويشرح قائلا: “بشكل عام ننظر في عيني الشخص المقابل لمدة تتراوح من 3 الى 5 ثوان فقط, لكنها اطول قليلا عند الكاذب”

2- الرمش

يمضي عالم النفس ليقول إن معدل الرمش سيزداد ايضا عندما يقوم الشخص بالكذب .ويلاحظ ان هذا يمكن ان يصل مرتين الى ثلاث مرات في الدقيقة

يوم الكذب العالمي            

اختاروا للكذب يوما لايؤاخذ فيه الكاذب على كذبه بل ربما قوبل بالابتسام او التشجيع او التصفيق فهو كذب على طريق المزاح وهو اليوم الاول من شهر نيسان من كل عام  وها انا اكتب هذه السطور فهذا يوم يقال عنه انه مباح فيه الكذب وان كان اسوء الخلق اذ يحلو لكثير من الناس ان يشاركوا في هذا اليوم الاخرين اكاذيبهم مدعين انها كذبة نيسان تنتهي بالضحكات او الكلمات الحسنة او غير ذلك .

انه الكذب ولا يستساغ ان يكون صفة لأي يوم او وقت ,انه الكذب آفة الاخلاق وسبب الشرور في هذه الارض .

الكذب رأس كل خطيئة

……………………..

انه الكذب

الكذب في الاقوال:

وهو ان يخبر بخلاف الصدق وبخلاف الواقع ,وهذا له ايضا اشكال متعددة تتفاوت في الاثم بحسب كل شكل منها فأعظمها وأكبرها إثما الكذب على الله ورسوله .

قال تعالى:-

(ومن اظلم ممن افترى على الله ورسوله كذبا)

                                                        (الانعام :21).

قال النبي الكريم:

” اياكم والكذب فإن الكذب يهدي الى الفجور , والفجور يهدي الى النار وما يزال العبد يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا”

                                                        رواه البخاري ومسلم

اذن الكذب رأس كل الخطايا وبداياتها والكذب يجعل صاحبه في ريب وشك وهو بهذا لا يصدق الآخرين كما ان الآخرين لا يصدقونه بل هم يلصقون كل كذبة اليه حتى لو لم يكن هو قائلها.

يقول الشاعر:

حسب الكذوب من بلية بعض ما يحكى عليه

                            فمتى سمعت بكذبة من غيره نسبت اليه

الكذب صفة مذمومة لا يختلف على ذلك اثنان وهو منهي عنه في كل العصور وفي مختلف المجتمعات وفي الديانة المسيحية يذكر الانجيل المقدس:

“ذاك كان قتالا للناس من البدء ,ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له ,لأنه كذاب وأبو الكذاب “

                                                    (انجيل يوحنا 44:8)

الكتاب المقدس يدين الكذب والتلاعب

يقول سفر الامثال  22:12″يكره الرب شفاه الكذب ويسر بالصادقين “.

متى37:5ليكن ما تقوله ببساطة “نعم “أو “لا”:وكل ما زاد على هذا فهو من الشر.(سفر المزامير163:119) ابغضت وأكره الكذب ,أما شريعتك فأحببتها. يوحنا 44:8…ابليس كان قتالا للناس منذ البدء ,غير متمسك بالحق ,لأنه ليس فيه حق.

الكذب في التواراة

لاتبتغ ان تكذب بشىء:فان تعود الكذب ليس للخير”(سفر يشوع بن سيراخ 14:7)الكذب عار قبيح في الانسان ,وهو لايزال في افواه فاقدي الادب “(سفر يشوع بن سيراج 20:26).

انه الكذب

به وبسببه عصى آدم عليه السلام ربه حين اخبره الشيطان ان له فائدة كبرى في تناول الشجرة التي نهاه عنها الله تعالى  فظلت تلك ذكرى للذاكرين تردد في الصحف المقدسة ويذكرها القرآن الكريم بعبارة:

(وعصى آدم ربه فغوى).

انه الكذب

به وبسببه اغرق الله تعالى قوم نوح بالطوفان اذ كذبوا نبيه نوح عليه السلام.

كذبوه اذ اخبرهم ان لهذا الكون اله لا إله غيره وعليهم ان يعبدوه ويطيعوا اوامره وينتهوا عما ينهاهم عنه لكنهم استكبروا وعتوا عتوا كبيرا رغم انه ظل يدعوهم طوال قرون من السنين  لعقود من السنين وليس لعدد من السنين وقدذكر الله تعالى في القرآن الكريم انه ظل يدعوهم الى الايمان الفا الا خمسون عاما.

ظل يدعوهم لكنهم اصروا على الكفر ولذا امره الله تعالى ان يصنع الفلك وهنا سخروا منه وعابوا عليه  فكانت عاقبتهم انهم اغرقوا  حين فار التنور وتلك كانت  علامة الطوفان وهو العقاب الإلهي وسوء العاقبة .