خاص: كتبت- نشوى الحفني:
بات العالم يحبس أنفاسه واقفًا على قدمٍ وساق خشية حدوث مجازر إنسانية جديدة على يد الاحتلال الإسرائيلي رُغم موافقة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على المقترح المصري بالهدنة، حيث أكدت “إسرائيل”، أمس الاثنين، إصرارها على مواصلة العملية في “رفح”.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان، إن: “مجلس الحرب قرر بالإجماع مواصلة العملية في رفح من أجل ممارسة ضغط عسكري على (حماس) وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب”.
وأضاف أن: “مجلس الحرب قرر إرسال وفد إلى القاهرة للتفاوض على اتفاق يحمل شروط مقبولة لإسرائيل”.
غارات مكثفة..
وشنّت “إسرائيل” غارات مكثفة على مدينة “رفح”؛ جنوب “قطاع غزة”، عقب إعلان (حماس) قبول مقترح وقف إطلاق النار، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
دعوات بإخلاء الأحياء الشرقية لـ”رفح”..
وجدّد الجيش الإسرائيلي؛ مساء أمس الاثنين، دعوته سكان الأحياء الشرقية لمدينة “رفح” في جنوب القطاع إلى إخلاء المنطقة، تمهيدًا لـ”عملية برية”، بعدما أعلنت حركة (حماس) موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي؛ “دانيال هاغاري”، خلال مؤتمر صحافي مقتضب: “نطلب من السكان مساء هذا اليوم (الاثنين) إخلاء المناطق التي حددناها”.
وأوضح أن: “بداية إخلاء السكان من الأحياء الشرقية لرفح” جزء “من التحضير لعملية برية في المنطقة”.
وأضاف أن على مدار اليوم قصفت الطائرات أيضًا أكثر من: (50) هدفًا في منطقة “رفح” وصفتها بأنها أهداف “إرهابية”.
موافقة “حماس”..
وكانت حركة (حماس) أعلنت رسميًا، أمس الاثنين، موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار، قبل وصول وفدها إلى “القاهرة”؛ اليوم الثلاثاء.
وقال بيان الحركة إن: “إسماعيل هنية؛ رئيس المكتب السياسي لـ (حماس)، أجرى اتصالاً هاتفيًا مع رئيس الوزراء القطري؛ الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومع رئيس المخابرات المصرية؛ اللواء عباس كامل، وأبلغهم الموافقة على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأكدت الحركة أن الكرة الآن في ملعب “إسرائيل” لقبول الهدنة.
ومن المرتقب أن يصل وفد الحركة إلى “القاهرة”؛ اليوم الثلاثاء، لمواصلة جولة التفاوض التي استضافتها “القاهرة”، مطلع الأسبوع الجاري.
وصباح الاثنين؛ طالبت “إسرائيل” من سكان في شرق “رفح” الخروج من مناطقهم إلى منطقة آمنة في أبرز مؤشر على استعدادها لشّن عملية عسكرية في المدينة التي نزح إليها نحو مليون ونصف المليون فلسطيني.
ويُعارض المجتمع الدولي أي عملية في “رفح”؛ التي نزح إليها مليون ونصف المليون فلسطيني، وسط مخاوف من كارثة إنسانية.
حتى الآن.. ليست عملية كبيرة..
عن التحرك الإسرائيلي الأخير؛ قالت “الولايات المتحدة” أن الضربات الإسرائيلية على “رفح” ليست عملية كبيرة حتى الآن، وفق ما صرح مسؤول أميركي.
وقال المسؤول الأميركي، صباح اليوم الثلاثاء، إن “الولايات المتحدة” تشعر بقلق إزاء أحدث الضربات الإسرائيلية على مدينة “رفح”؛ بجنوب “قطاع غزة”.
لكن حسّب المصدر ذاته؛ فإن “واشنطن” تعتقد أن تلك الضربات لا تُمثل عملية عسكرية كبيرة، على حد قوله.
ولفت إلى أن المسؤولين الأميركيين يُركزون على منع حدوث عملية عسكرية كبيرة في المناطق المكتظة بالسكان في “رفح”، مشيرًا إلى أن الإسرائيليين لا يُنفذون ذلك على ما يبدو.
“إسرائيل” تُحّمل “حماس” المسؤولية !
وحمّلت وسائل إعلام إسرائيلية؛ حركة (حماس) الحاكمة في “غزة”، مسؤولية تدهور المفاوضات، بعد أن بثّت الحركة رسائل سابقة تُشيّر إلى مرونتها في ملف التهدئة، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع، منذ قرابة (07) شهور.
وأشار تحليل لصحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية، إلى أنه وبينما تُشير “إسرائيل” إلى بدء عملية محدودة في شرق “رفح”، تعكف (حماس) على ما يبدو لدراسة خطواتها التالية، في حال الهجوم الإسرائيلي الكامل والمكثف على آخر معاقل مسّلحي الحركة في “قطاع غزة”.
هجوم معبر “كرم أبو سالم”..
وزعمت الصحيفة العبرية؛ أن (حماس) هاجمت معبر “كرم أبو سالم”؛ في 05 أيار/مايو، مستهدفة مجموعة من الجنود الإسرائيليين، وأكدت ذلك في بيان، وهو ما يُثبّت أن (حماس) تُدرك جيدًا أن ذلك يحمل إثارة لرد فعل إسرائيلي وإدراكها أن “إسرائيل” انسّحبت من معظم “قطاع غزة”، وأنها باتت على مقربة من تحقيق أهدافها الحربية، بالحصول على انسّحاب إسرائيلي من معظم المناطق، ونوع من وقف إطلاق النار الفعلي في بعض المناطق الأخرى. بحسب الادعاءات الإسرائيلية.
وترى صحيفة “الكيان الصهيوني”؛ أن (حماس) كانت تُراهن في هجوم 05 أيار/مايو على مهاجمة “إسرائيل”، حتى في الوقت الذي نشرت فيه رسائل حول: “مرونتها” في وقف إطلاق النار، ومحادثات إطلاق سراح الرهائن، معتقدة أنها تستطيع التلاعب بـ”تل أبيب”، تزامنًا مع ما قدمه مؤيدوها في “الدوحة” و”أنقرة” من غطاء على ما يحدث، لتشعر الحركة أنها تنتصر، بالإشارة إلى أن الضغط العسكري على (حماس) انتهى بشكلٍ عام في آذار/مارس الماضي.
وبحسّب الصحيفة الإسرائيلية؛ شنّت “إسرائيل” حملة أدت إلى الضغط على الحركة، وتفاجأت (حماس) برد “إسرائيل”، وفوجئت بأن المجتمع الدولي لم يتمكن من منع استمرار الحرب ومع ذلك، أعادت (حماس) تنظيم صفوفها بسرعة في شمال “غزة”؛ خلال شباط/فبراير إلى آذار/مارس، كما أعادت تنظيم صفوفها في مناطق أخرى كانت بعيده نوعًا ما عن بؤرة الاشتباكات.
إعادة إنشاء بعض القدرات العسكرية..
وذكرت الصحيفة؛ أن الحركة أعادت إنشاء بعض القدرات لإطلاق الصواريخ، وعملت في كثير من الأحيان مع جماعات مسّلحة أخرى في “غزة”، وهذا لا يعني أن لديها قدرات واسعة النطاق لتصنيع صواريخ بعيدة المدى وإطلاق قذائف كبيرة، لكن الإشارة المستمرة إلى الصاروخ (114) ملم، وهو قصير المدى نسبيًا، هي تأكيد على القدرة المستمرة على وضع ذخائره ومقذوفاته في “غزة”، واستخدام هذه الذخائر لاستهداف ممر “نتساريم” وسط القطاع.
ومن المُّرجح أن تنظر (حماس) عن كثب إلى رد فعل الجيش الإسرائيلي، وبحسّب (جيروزاليم بوست) فإن التوغل المحدود والتدريجي للجيش الإسرائيلي في منطقة على طول الحدود من شأنه أن يُبقي أذرع (حماس) سليمة في “رفح”، ويمكنها من إعادة كتائبها المسلحة إلى “خان يونس”، والجانب الغربي من طريق “صلاح الدين”، الذي أصبح الآن جزءًا من: “المنطقة الإنسانية”.
وبالتالي من المُّرجح أن تقوم (حماس) بنقل قواتها إلى هذا الطريق، وهو الطريق الرئيس بين الشمال والجنوب في “غزة”، كون قادة (حماس) أكثر دراية وارتياحًا بشأن “خان يونس” كقاعدة للعمليات، ووجود الهدف الأثمن والأغلى لـ”إسرائيل” هناك، وهو “يحيى السنوار”.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسّلحي الحركة يستخدمون أيضًا المعسكرات المركزية كمنطقة انطلاق لمهاجمة “ممر نتساريم”، والممر هو المنطقة الوحيدة التي لا تزال تحت سيّطرة الجيش الإسرائيلي في وسط “قطاع غزة”.
تكتيكات حربية..
وقارنت الصحيفة؛ في تحليلها بين طريقة (حماس) وطريقة (الكارتل)، أو “عصابات المخدرات”، حيث تحتفظ بالأسلحة في منازل آمنة وأماكن أخرى، يسّهل الوصول إليها، ويتصرف أفرادها مثل المدنيين في النهار، بالإشارة إلى أنها الطريقة التي قامت حركة (حماس) ببناء نفسها عسكريًا منذ الثمانينيات، للسّيطرة على كامل “قطاع غزة”؛ في 2007.
وختمت الصحيفة العبرية بالإشارة إلى أن (حماس) تعرف أسلوب الحملات العسكرية الإسرائيلية، التي تستخدم التوغلات المحدودة والتدريجية كتكتيك ومعتادة عليه، كون (حماس) نجّت بسهولة من هذا التكتيك نفسه في عامي 2009 و2014 خلال الحروب البرية في تلك السنوات. وبالتالي فإن (حماس) مسّتعدة لجولة أخرى من القتال، إذا لم يأخذ هجوم “رفح” في الاعتبار تكتيكات (حماس)، وركز فقط على: “البُنية التحتية للحركة”، فمن المُّرجح أن تخرج (حماس) سّالمة مرة أخرى، أو ببساطة تُغادر مخيماتها، وتعود إلى “خان يونس”، أو المعسكرات المركزية في الشمال.
قلق عالمي..
وتناول تقرير في موقع (بلومبيرغ) القلق العالمي جراء الحملة الإسرائيلية المحتملة في “رفح” وأثار احتمال وقوع هجوم كبير آخر على “غزة” انتقادات من “الولايات المتحدة” و”مصر” ودول أخرى تشعر بالقلق بشأن المدنيين في الملاذ الآمن الوحيد المتبقي في القطاع، بما في ذلك أكثر من مليون نازح.
وتقول “إسرائيل” إن آلاف المقاتلين وبعض قادة (حماس)، التي تعتبرها “الولايات المتحدة” و”الاتحاد الأوروبي” منظمة إرهابية، يختبئون في “رفح”.
ومع تراجع التوترات بين “إسرائيل” و”إيران” بعد تبادل الهجمات؛ في منتصف نيسان/إبريل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي؛ “يوآف غالانت”، إنه ليس هناك خيار سوى أن يبدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في “رفح”. وتستمر محادثات وقف إطلاق النار منذ أشهر دون التوصل إلى حل.
ما هي “رفح” ؟
“رفح” هي المدينة الواقعة في أقصى جنوب “قطاع غزة”، ويبلغ عدد سكانها عادة حوالي: (280) ألف نسّمة. وتقع بالقرب من حدود “غزة” مع “مصر”، التي يبلغ طولها (12) كيلومترًا، وهي موقع نقطة العبور الرئيسة إلى الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
وأغلقت “مصر” الحدود أمام الأشخاص الذين يُحاولون الفرار من مناطق القتال في بداية الحرب؛ وأعادت فتحها أمام المساعدات الإنسانية خلال توقف القتال في تشرين ثان/نوفمبر.
وفي حين تم إنشاء المعبر بشكلٍ أساس للمشاة، فإنه يستخدم الآن لنقل المساعدات الحيوية إلى “غزة”، على الرُغم من أن توزيع المساعدات تعوقه الأعمال العدائية المستمرة. وتتدفق بعض المساعدات أيضًا عبر معبر آخر في المنطقة، وهو “كرم أبو سالم”، الذي يربط “غزة” بـ”إسرائيل”.
عندما بدأت “إسرائيل” غزوها لـ”غزة”؛ في تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي، نظم الجيش ما يُسّمى بالممرات الآمنة للناس للابتعاد عن القصف الأولي والمعارك البرية في الشمال.
ثم تقدم الجيش جنوبًا نحو “خان يونس” وحاصر الآن أكثر من نصف سكان “غزة”؛ البالغ عددهم نحو: (2.2) مليون نسّمة في منطقة “رفح”، وفقًا لـ”الأمم المتحدة” وطلب الجيش الإسرائيلي من المدنيين الانتقال من القطاع الشرقي لـ”رفح” إلى: “منطقة إنسانية موسّعة” حول “خان يونس”، وهي مدينة قريبة إلى الشمال.
وضع “رفح” الآن..
وتُظهر الصور مدينة مليئة بالخيام والمنازل المؤقتة في مجموعات مكتظة بالسكان؛ حيث يواجه الناس نقصًا في الغذاء والدواء.
وتقول “الأمم المتحدة” إن: “ندرة الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية ومرافق الصرف الصحي أدت إلى تدهور الوضع مع سقوط وفيات كان من الممكن تلافيها”. وقال تقرير مدعوم من “الأمم المتحدة”؛ في آذار/مارس، إن المجاعة وشيكة في شمال “غزة”، حيث إن: (70%) من السكان على حافة المجاعة.
وتوفي نحو: (24) شخصًا، بينهم أطفال، بسبب الجوع في الشمال بحلول نهاية آذار/مارس، وفقًا لـ”وزارة الصحة”، التي تُديرها (حماس).
وحذرت “منظمة الأمم المتحدة للطفولة”؛ (اليونيسيف)، من أن التوغل البري في “رفح” من شأنه أن يُشّكل: “مخاطر كارثية على (600) ألف طفل يحتمون حاليًا في هذا الجيب”.
وأضافت أن الأشخاص الذين يُغادرون “رفح” قد يواجهون ممرات من المحتمل أن تكون ملغومة أو مليئة بالذخائر غير المنفجرة؛ بالإضافة إلى المأوى والخدمات المحدودة.
إصرار على تدمير “حماس”..
ودائمًا ما يقول رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، إنه سيكون: “من المستحيل” تحقيق هدف تدمير (حماس) إذا انسّحبت “إسرائيل” مما يقول إنها آخر مواجهة مع كتائب الحركة في “رفح”. ويُقدر مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن ما بين: (5000) إلى: (8000) من مقاتلي (حماس) متحصّنون هناك.
ويسّير رئيس الوزراء على خط رفيع بينما يُحاول استرضاء شركائه اليمينيين المتطرفين المؤيدين للحرب في الداخل والتعاون مع “الولايات المتحدة”، التي ساعدت المجهود الحربي الإسرائيلي من خلال تسّريع شُّحنات الذخائر إلى حليفتها.
ووافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة نقل المدنيين من “رفح” بعد ساعات من إطلاق (حماس) وابلاً من الصواريخ على “كيرم شالوم”، وهو ممر لنقل المساعدات الإنسانية. وأدى الهجوم إلى مقتل (04) جنود إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين.
وتتعرض “إسرائيل” لضغوط متزايدة من “الولايات المتحدة” ودول أخرى بشأن ارتفاع عدد القتلى في “غزة”، حيث قُتل أكثر من: (34) ألف فلسطيني منذ بدء الحرب. وقال “نتانياهو” إن ما لا يقل عن: (13) ألفًا من القتلى حتى أوائل آذار/مارس كانوا من المسلحين.
تحذيرات أميركية..
وحذر الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، “إسرائيل”، من المُّضي قدمًا في توغل أوسع في “رفح” دون خطة لحماية المدنيين، ووصف ردها على هجمات 07 تشرين أول/أكتوبر 2023، بأنه: “مبالغ فيه”.
وقال “بايدن”؛ لـ”نتانياهو”، في مكالمة هاتفية يوم 04 نيسان/إبريل الماضي، إن استمرار الدعم الأميركي للحرب ضد (حماس) يعتمد على خطوات جديدة لحماية المدنيين.
وقد عملت “الولايات المتحدة”؛ مع “مصر وقطر”، لتأمين وقف إطلاق النار والحرية للأشخاص المتبقين الذين ما زالوا محتجزين كرهائن؛ ويبلغ عددهم: (130) شخصًا رُغم أن الحكومة الإسرائيلية تقول إن حوالي: (100) منهم فقط على قيّد الحياة.
يُهدد تطبيع العلاقات “السعودية-الإسرائيلية”..
وبحسّب التقرير؛ فإن قرار ملاحقة (حماس) في “رفح” يُهدد، للمرة الثانية، بعرقلة صفقة يمكن أن تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” و”المملكة العربية السعودية”؛ وتوقفت المفاوضات بعد اندلاع الحرب بين “إسرائيل” و(حماس).
وفي الآونة الأخيرة؛ قامت “الولايات المتحدة” و”المملكة العربية السعودية” بتسّريع المحادثات بشأن اتفاقهما الخاص، بما في ذلك الضمانات الأمنية للمملكة، والتي سيتبعها عرض العلاقات “السعودية-الإسرائيلية” إذا أنهت “إسرائيل” الحرب مع (حماس)؛ ووافقت على مسّار لإقامة “الدولة الفلسطينية”.
مخاوف مصرية..
ويُثير احتمال شّن هجوم إسرائيلي على “رفح” مخاوف من امتداد آثاره إلى “مصر”. المخاوف هنا، بحسّب التقرير، تتعلق بالقلق من هروب مسّلحي (حماس) عبر الحدود، الأمر الذي قد يتسّبب في مشاكل أمنية في “مصر”، وأن يحذو المدنيون المحاصرون حذوهم وتمنعهم “إسرائيل” من العودة إلى “غزة” على الإطلاق.
التوترات بين “إسرائيل” و”مصر”، أول دولة عربية تصنع السلام مع “إسرائيل”، تصاعدت منذ بداية الحرب بين “إسرائيل” و(حماس)، خاصة بعد أن اقترح مركز أبحاث إسرائيلي أن تفتح “مصر” صحراء “سيناء” أمام الفلسطينيين النازحين.
واستبعد الرئيس المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، ومسؤولون آخرون أي فكرة لنقل سكان “غزة” إلى “مصر”، قائلين إن مثل هذه الخطوة قد تُشكل تهديدًا أمنيًا وتقوض آمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم. وبحسّب تقرير (بلومبيرغ) يُعد السلام مع “مصر” مهمًا بالنسبة لـ”إسرائيل”.
وشهدت العلاقات هدوءًا منذ أن وقع البلدان معاهدة سلام بوسّاطة أميركية في عام 1979، مما أدى إلى انسّحاب “إسرائيل” من “شبه جزيرة سيناء”. وفي المقابل، حافظت “مصر” على منطقة منزوعة السلاح على طول حدودها.