التأريخ يؤكد أن مسيرته الطويلة محكومة بالفردية الدولية , أي لابد من قوة ما تقبض على مصير الأرض , وترسم مساراتها وفقا لمصالحها اللازمة لديمومة إقتدارها وهيمنتها على باقي الدول.
ومنذ الحرب العالمية الثانية والعالم يخضع لإرادة قوة واحدة , نافستها قوة أخرى لأربعة عقود وانهارت بغتة , وسيطرت على دولها القوة التي صارت ذات اليد العليا المطلقة.
وبعد 7\10\2023 إنكشفت الأوراق , وتبين أن الدول المدّعية بالسيادة والديمقراطية , هي كذلك إعلاميا , وعمليا تتلقى الأوامر من القوة المسيطرة عليها.
فالقارة الأوربية ليست حرة , ولدولها مستعمرات تمدها بالثروات , و في جوهرها تابعة للقوة القابضة على مصير العالم.
ودول الأمة عليها أن تواجه نفسها وتعترف بجرأة بأنها مستعمرات , وولائم على موائد الإفتراس المتبادل بين المستعمر الأساسي والثانوي.
فالدول الأوربية مستعمر ثانوي , ومستعمرة من قبل المستعمر الأساسي المنفرد بفرض إرادته على دول الدنيا.
ويبدو أن هناك بعض القوى الناهضة التي تريد لها موضع قدم في ميادين الهيمنة والإستعمار , وتأكيد عقيدتها الإستحواذية على الآخرين , وربما بآليات تكافلية , وليست تطفلية صرفة , كما إعتادت عليه التفاعلات الدولية منذ الأزل.
فالقول بأن دول المنطقة حرة وذات سيادة , فيه نظر , فهي لا تستطيع أن تتخذ قراراتها , وإنما تنفذ ما مطلوب منها , وهذا يفسر عدم قدرتها على العمل من أجل مصالحها , وأكثرها تؤمر بالقيام بأعمال عدائية ضد بعضها.
كما لا يسمح لها بحل أية مشكلة , لأن القوى المستعمرة لها تريد الإستثمار بمشاكلها , وإستخدامها كوسيلة لتشديد القبضة على مصيرها.
فهل رأيتم مشكلة وجدت حلا ولم تتعضل؟
إن النسبة العظمى من أنظمة حكم دول الأمة أدوات تنفيذ أوامر وحسب!!
و”إذا لم يكن ما تريد , فأرِدْ ما يكون”!!