ما بين توطين ذوي الجنسية في أميركا وإرسالهم إلى “جزر إنسانية” .. واشنطن وتل أبيب يخططون للفلسطينيين !

ما بين توطين ذوي الجنسية في أميركا وإرسالهم إلى “جزر إنسانية” .. واشنطن وتل أبيب يخططون للفلسطينيين !

خاص : كتبت- نشوى الحفني:

يبدوا أن “أميركا” و”إسرائيل” يبحثان عن مكان لتوطيّن الفلسطينيين بحسّب رغبتهم؛ حيث كشفت مصادر أميركية، أمس الأربعاء، أن إدارة الرئيس؛ “جو بايدن”، تدّرس فكرة توطيّن فلسطينيين فرّوا من “قطاع غزة”، في “الولايات المتحدة الأميركية”.

وحصلت شبكة (سي. بي. إس نيوز) على نسُّخ من وثائق للحكومة الفيدرالية، جاء فيها، أن مسؤولين كبار بدأوا مناقشة استقدام وتوطيّن فلسطينيين فرّوا من “غزة” إلى “مصر” المجاورة، من الذين لهم صّلات قرابة في “الولايات المتحدة”، إضافة لمناقشة إخراج مزيد من الفلسطينيين من القطاع المحاصّر، ومنحهم وضع لاجئين، بالتنسّيق مع “القاهرة”.

وحسّب الشبكة؛ ستخضغ السلطات الأميركية؛ الفلسطينيين من “غزة” والمرشحين لدخول “الولايات المتحدة”، لاختبارات أمنية وفحوصات طبية، واجتماعية، وبعد قبولهم، سيحصلون على صفة لاجئين، بامتيازات عديدة، بينها الإقامة الدائمة، وإعادة توطيّنهم، مع مساعدات مالية، تُمكنهم من السّكن والعيش في “الولايات المتحدة”، انتهاءً بحصولهم على الجنسية الأميركية.

مساعدة (1800) أميركي من أصول فلسطينية..

وتؤكد الوثائق؛ أن عدد المرشحين للخروج من جحيم “غزة” المنّهكة بسبب الحرب الإسرائيلية المدمرة إلى “أميركا”، ضئيل نسّبيًا، لكنّها خطة تضمن إنقاذ أسُّر تقطعت بها السُبل بعد أن فّرت من الحرب التي تسبّبت بمقتل أكثر من: (34) ألف فلسطيني على مدار (07) أشهر.

وأشارت (سي. بي. إس نيوز)؛ الثلاثاء، إلى أن “البيت الأبيض” سّاهم منذ بداية الحرب في مسّاعدة (1800) أميركي من أصول فلسطينية على مغادرة “غزة”، قَدِم جزء منهم إلى “الولايات المتحدة”، بناءً على توجيهات الرئيس؛ “جو بايدن”.

تحول كبير في سياسة الحكومة الأميركية..

وعلّقت الشبكة على مقترحات التوطيّن؛ إنها علامة على تحّول كبير في سياسة الحكومة الأميركية تجاه الفلسطينيين، فمنذ 1980، لم يتمكن برنامج اللجوء الأميركي من توطيّن فلسطينيين بأعداد كبيرة في “أميركا”.

وعلى مدى العقد الماضي؛ حصل (600) فلسطيني فقط على اللجوء في “الولايات المتحدة”، وفي 2023، استقبلت “الولايات المتحدة”: (56) لاجئًا فقط.

تزايد التحديات السياسية..

ومع ترحيب العديد من الديمقراطيين بالخطوة؛ إلا أن تبعاتها خطيرة، فقبول الفلسطينيين لاجئين قد يؤدي إلى المزيد من التحديات السياسية لإدارة “بايدن” بسبب الحرب الإسرائيلية على “غزة”، وإثارة صدامات أكبر مع الجمهوريين الناقمين على سياسات الرئيس؛ “بايدن”، في ملف الهجرة، بعد تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى “الولايات المتحدة” عبر “المكسيك”.

إصرار على عملية “رفح”..

ومع إصرار “إسرائيل” على شّن هجوم بري ضد (حماس) في “رفح”، الواقعة في أقصى جنوب “قطاع غزة”، في خطة أثارت قلقًا عالميًا، بسبب احتمال إلحاق الضرر بأكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى المدينة الواقعة على الحدود مع “مصر”.

في وقتٍ تدعو فيه “الولايات المتحدة” و”مصر” و”قطر” للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تجنبًا لهجوم مرتقب على “رفح”، في وقتٍ أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، أن الجيش سيتحرك في المدينة: “مع أو دون اتفاق” مع (حماس).

أهمية “رفح”..              

ووفق تقرير لوكالة (آسوشيتد برس)، وافقت “إسرائيل” على خطط عسكرية للهجوم على “رفح”، وقامت بتحريك قواتها ودباباتها إلى الجنوب، على الرُغم من أنه لا يزال من غير المعروف متى سيحدث ذلك.

وتقول “إسرائيل” إن “رفح” هي آخر معقل رئيس لحركة (حماس)؛ في “قطاع غزة”، بعد أن أدّت العمليات في أماكن أخرى إلى تفكيك (18) كتيبة، من أصل (24) كتيبة تابعة للحركة، وفقًا لادعاءات جيش الاحتلال.

وأشارت “إسرائيل” إلى أن (حماس) لها (04) كتائب في “رفح”، وأن عليها أن تُرسل قوات برية للإطاحة بها. ومن الممكن أيضًا أن يكون بعض كبار المسلحين مختبئين في المدينة.

“جزر إنسانية” في وسط “غزة” !

وذكرت الوكالة أن “الولايات المتحدة” حثّت مرارًا؛ “إسرائيل”، على عدم تنفيذ العملية، دون خطة: “ذات مصداقية” لإجلاء المدنييّن. وقال المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي؛ “جون كيربي”: “لا نُريد أن نرى عملية برية كبيرة في رفح. بالتأكيد، لا نُريد أن نرى عمليات لا تأخذ في الاعتبار سلامة وأمن أولئك الذين لجأوا إلى المدينة”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يُخطط لتوجيه المدنيّين في “رفح” إلى: “جزر إنسانية” في وسط “غزة”، قبل الهجوم المُّخطط له، موضحة أنها أمرت بنصّب آلاف الخيام لإيواء الناس، لكنها لم تُقدم تفاصيل عن خطتها.

ومن غير الواضح ما إذا كان من الممكن لوجستيًا نقل هذا العدد الكبير من السُّكان دفعة واحدة، دون معاناة واسعة النطاق بين السُّكان المنّهكين بالفعل، بسبب التحركات المتعددة وأشهر من القصف.

وعلاوة على ذلك، يقول مسؤولوا “الأمم المتحدة” إن الهجوم على “رفح” سيؤّدي إلى انهيار عملية المساعدات، وربما يدفع الفلسطينيين إلى مزيد من المجاعة والموت الجماعي.

حسابات سياسية..

وحسّب (آسوشيتد برس)؛ فإن مسألة مهاجمة “رفح” لها انعكاسات سياسية ثقيلة على “نتانياهو”، وقد تكون حكومته مهددة بالانهيار، إذا لم يمض في ذلك. كما من الممكن أن ينسّحب بعض شركائه من القوميين المتطرفين والمحافظين من الائتلاف، إذا وقع على اتفاق وقف إطلاق النار الذي يمنع الهجوم.

وقال أحد أعضاء ائتلافه؛ وزير المالية؛ “بتسلئيل سموتريتش”، الثلاثاء: “قبول اتفاق وقف إطلاق النار وعدم تنفيذ عملية رفح، سيكون بمثابة رفع إسرائيل لعلم أبيض، وإعطاء النصر لـ (حماس)”.

من ناحية أخرى؛ يُخاطر “نتانياهو” بزيادة عزلة “إسرائيل” الدولية ـ واستعداء حليفتها الكبرى “الولايات المتحدة” ـ إذا هاجمت “رفح”. وقد يكون رفضه الصريح للتأثر بالضغوط العالمية ووعوده بشّن العملية، يهدف إلى استرضاء حلفائه السياسيين، حتى عندما يُفكر في التوصل إلى اتفاق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة