23 نوفمبر، 2024 10:50 ص
Search
Close this search box.

حكومة نزيهة لشعب فاسد!

حكومة نزيهة لشعب فاسد!

يقول الحاكم: ليس من الغريب مشاهدة المفسدين في أروقة المجتمع العراقي، فالفساد المالي والإداري، بات صفة سائدة في وطننا المنهوب! ذلك الفساد لم يكن وليد العصر، وليس كما يظن البعض، بانه أوجد فى فترة حكم البعث اقتراحات للفترة حكم الهدام الفساد فى بلادي ضربت جذوره في عمق التأريخ، منذ نشوء الخليقة، بتناول آدم عليه السلام للتفاحة التي ما كانت له، وما كان ينبغي عليه ان يأكلها، وهكذا بدأت رحلة الفساد على الأرض بقتل قابيل لأخيه هابيل! أرض العراق كانت مهبط الرسالات السماوية، ومن المعروف أن الأنبياء لا يرسلون الا الى حيث يكون الفساد وسفك الدماء. على أرض ما بين النهرين، كان النبي داوود عليه السلام، حين أختار طالوت لقتال جالوت، فكان اعتراض أتباعه بأن طالوت لم يكن ذا جاه ولا أموال! فالمال والجاه كانت سمة العراقيين منذ تلك العهود الغابرة! كما يحكي لنا التأريخ الإسلامي؛ عندما قتل الحسين بن علي عليهما السلام؛ سرق العراقيون ردائه وعمامته، وقطع أحدهم إصبعه ليخرج منه الخاتم! وبعد وفاة الرشيد العباسي، وفي ظرف إقتتال الأمين والمأمون، هجم أهل بغداد على قصر الأمين بعد مقتله ونهبوا مقتنياته! حتى عصرنا الحاضر، ولعله في زمان جدي وأبي؛ كان العراقيون يرون أن الذي لا يسرق لا يعد من الرجال (الما يحوف مو زلمة)! وهكذا مرورا بزماننا هذا، وسقوط صنم البعث، حيث خرج العراقيون لينهبوا بلدهم! هؤلاء هم شعب العراق، وهذا هو تأريخهم، وتلك هي ثقافتهم وأخلاقهم! كما لم يقتصر الأمر على ذلك، وانما أخذ العراقيون يمدون أنظارهم الى أرزاق ممثليهم في مجلس النواب، متهميهم بسرقة أموال الشعب، عن طريق تشريع قوانين للسرقة، في إشارة الى المادة 37 من ! قانون التقاعد، والتي اختصت بتقاعد كبار المسؤولين فى الحكومه والبرلمان ما مر من حديث كان كلام الحاكم آلذي يتحدث من موقع القوه والإقتدار والأنفة، فياترى ما هو رد الشعب المستضعف؟! يقول الشعب: طالما اتهمنا بأننا شعب يكثر فيه السراق! ليست تلك هي الحقيقة، وانما نحن شعب تعرضنا على مر التأريخ لشتى أنواع المصائب والويلات، وكنا على الدوام نرزئ بقادة طغاة ظلمة سارقين. لم يكن تشريع قوانين سرقة الحكام وليد اليوم؛ فذلك حمورابي يذكر في مسلته، تشريعات للسرقة تقضي بإعدام السارق، وكذلك إعدام المسروق إذا لم يجلب الشهود! تذكر التصنيفات العالمية بأن الشعب العراقي بات من أفقر الشعوب على وجه الأرض، وصنفت دولتنا على رأس قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم!

أحدث المقالات

أحدث المقالات