يبدو السؤال ساذجاً من مواطن مسكين مثلي لايعبر الا من خطوط العبور البيض ويتحاشى بالمطلق الخطوط الحمر والأضوية الحمراء واشارات المرور التي لايحترمها ألا من أمثالي !
لكّن مساحة اشتغالي هي مساحة الاسئلة عن الصح والخطأ عن الواقعي والمتخيل عن القانوني والفوضوي عن الدستور وبدائله التي تدّبر بليل كما يقول قادة البلاد العلنيون في كل أزمة !
صغائر الامور كما تبدو للموااطن العادي ، أراها أنا شغبا ومناكدة ، تعبيراً عن قضايا كبيرة تتعلق بالحاضر والمستقبل والمصير، من “صغائر ” هذا الاسبوع ان يقوم ملثمون على عدد اصابع اليد الواحدة بغلق الاندية الاجتماعية العائلية في عز النهار وامام شوارع بغداد المدججة بالقوى الامنية ومقراتها وحراسات النواب والوزراء وقادة الاحزاب ، أغلقوها وتركوا شغيلتها تحت جائحة البطالة فوق حجمها وازمتها وتداعياتها الاجتماعية !!
كيف فعل هؤلاء الملثمون فعلا لاحق لهم فيه وتجاوزوا على الدولة وقوانينها وحماتها ليفرضوا على الناس تمط الحياة التي يريدونها ؟
لو تركنا هذه ” الصغيرة ” ماذا نقول عن ما جرى ويجري في مطار النجف الذي بدا لنا كملك خاص من أملاك المدير القديم ـ الجديد والصراع المسلح الذي كاد ان يندلع بين قوى التحاصص والغنائم ، حتى لانكاد نعرف ان كانالمطار يعود للدولة أم للأحزاب أم للاشخاص وعوائلهم الكريمة ؟
وماذا يشأن منصب محافظ ديالى الذي مازال شاغراً بغياب الدولة وقوانينها وصعود نجم العشائر التي تبدأ بياناتها ” نصر من الله وفتح قريب ” دوان أن يعرف المواطن على مَنْ النصر والفتح لمن كما لو ان الصراع بين كفار قريش ومسلميها !!
منصب رئيس البرلمان الشاغر هو الآخر ، ليس بسبب القوانين وبنود الدستور والتداول السلمي للسلطة ، بل بسبب ارادات سياسية تريد ان تستحوذ على كل شيء !!
الصراعات العشائرية المسلحة بالخفيف والمتوسط والثقيل من الاسلحة ، لاقانون فوق قوانينها ولاسلاح فوق سلاحها ولاحلول غير حلولها ، صراعات مخيفة تتفرج عليها الدولة مكتفية بدور ” الحاجوز ” كما لو انها شجارات صبيانية تنتهي بتبويس اللحي وجبر الخواطر !!
المقاومة الاسلامية بيدها قرار الحرب والسلم ومنح الهدن والفرض للحكومة والسوداني تحديداً لينهي ماتريده هي وليس ماتقره قوانين البلاد واتفاقاتها الدولية والمصالح العليا للبلاد !!
الصغائر وتفاصيلها لو دققناها ـحتى بحسن نيّة ، سنكتشف دون عناء ان من يحكم البلاد قوى وشخصيات لانراها ولانسمع خطبها ولاندري اصولها ولا محتكماتها ..
نعم ودون مبالغة ولاتشهير ، لانعرف من الحاكم الحقيقي للبلاد ، فالنواب يعدّون الايام والوزراء يلهثون وراء السوداني الذي لايستطيع اقالة أي وزير منهم ، فهو محكوم بقوى اكبر منه !!
إما الديمقراطية وصناديق الاقتراع فواحدة من أخطر أكاذيب وخدع المشهد السياسي لانها أنتجت لنا بكل بساطة رابحاً خاسراً وخاسراً منتصراً ومواطناً لايعرف الى أين المسير !!