المَغلول: المُقيّد
ترى هل يوجد في ديارنا مسؤول؟
الواقع المُعاش يخبرنا بأن لا أحد مسؤول , وما يجري بالبلاد وينال العباد , من فعل طرف ثالث مجهول الهوية والمواصفات.
فعن أي مسؤول ومسؤولية نتحدث؟
لو كان هناك مسؤول لتحولت البلاد إلى واحة أرضية رائعة , لكن غياب المسؤول , وإنتفاء المسؤولية حوّلها إلى خرائب وركام.
ذلك أن مناهج الأدينة تجرد الأفراد من المسؤولية , وتحررهم من الشعور بالذنب , لأنها توهمهم بأنهم ينفذون أوامر ربهم الذي يعبدونه , ودينهم على هواهم كما يتبجحون.
في أنظمة الحكم المؤدينة لا يوجد مسؤول , ولهذا ينتشر الفساد وتطغى الرذيلة , وتغيب الفضيلة وتصبح من المحرمات.
فالرب لوحده المسؤول , وهو الذي يرزق كيفما يشاء , ويسلط مَن يشاء على عباده المارقين , وما يبدر من المتسلطين عليهم غضب من ربهم , فهم وسائل تنفيذه لا غير , ومأمورون ومسخرون لإنجاز إرادة الرب وحسب.
وبموجب ذلك فالكراسي بريئة مما يلحق بالمواطنين , فقد كُتب عليهم العذاب المقيم , والحرمان من أسباب الحياة الحرة الكريمة , لأنهم عبيد الكراسي , وموطن المآسي , ولابد أن يذوقوا عواقب ما يقترفون , وكأنهم بلا دين , والكراسي ذات دين قويم , فالحياة في الدين , وليس الدين في الحياة.
وهذا أخطر ما تواجهه المجتمعات عندما تضيع المسؤولية , ويختلط حابلها بنابلها , ويفور تنور الويلات , والكراسي لا ترى ولا تسمع ولا عندها ما تقول.
وذلك واضح في بعض مجتمعات الأمة التي تأدينت فيها الكراسي وتفاقمت المآسي , والدين نار تحرق الدين وأهله بإسم الدين المؤدلجلتأمين مصالح الآخرين.
و”الناس مطية الكراسي”!!
و”الواجب قانون لا يقبل أي مخالفة”!!