من حقنا كمواطنين طيبين ان نسأل عن حال سيادتنا وفي أي مرحلة من مراحل نموها أو انهيارها تعيش أو تعتاش ، ونسأل عادة ان كانت تستحق كل هذا الصراع بجزئياته وكلّياته وتفاصيله وانقساماته وتناقضاته وعيوبه ومكامن الازدواجية فيه !
ربما سيكون السيد السوداني أكثر الحائرين بالجواب لو سُئل من قبل السيد بايدن أو فريق عمله ، إن كانت المسيرات والصواريخ الايرانية قد عبرت السماء العراقية ، بإتجاه تدم ير اسرائ يل ، بموافقة الحكومة العراقية أو لا ؟ هل جرى اعلامها قبل دقائق أو لا ؟ هل مرّت فوق رؤوسنا برغم انوفنا العالية ؟
ستكون الاجابة عسيرة عسارة الوضع السياسي في بلاد بلا رئيس مجلس نواب حتى الآن !
لو كانت بموافقة الحكومة سنكون حينا قد غادرنا مربع الحياد الرسمي نحو مربع الانحياز الرسمي ، حكومة ودولة ، واصبحنا طرفاً مباشراً في النزاعات الاقليمة مع مايترتب على ذلك من متغيرات سياسية ومواقف ومستقبليات الخارطة الداخلية ، وهو موقف عكس الخطاب الحكومي الرسمي !
لو كانت باعلامنا فقط دون انتظار الموافقة من عدمها ،من باب حق الجار على الجار ، وصمت الحكومة المطبق ، لابيان ولاتبيان ، فان ذلك لايشكل للقيادة الايرانية الا رفعاً لعتب بعد ان ينجلي غبار المعركة ، لكنه في الواقع ضرباً للسيادة من كل جوانبها وتفسيراتها ومدارسها السياسية !
لو كان العبور غصباً وتجاوزاً فإن السيادة ستتلفع بعباءة الخجل مرددة بيت الرصافي قبل نصف قرن من الآن ” علم ودستور ومجلس أمة …كلٍ عن المعنى
الصحيح محرف ” !!
كلُ لو من هذه ” اللاوات” كارثية المعنى والمبنى وعلى السيد السوداني ان يجد مخرجاً لاجاباتها واستفساراتها ، على الاقل لنا نحن المعنيين المباشرين بسيادة بلدنا في مشهد غيابنا وتغييبنا واللعب على خياراتنا وارادتنا !
الأصعب بوضوح المشهد إن الاجابات لاتحتاج الى تأويلات ولاتخريجاتولاتبريرات ، النعم واللا والصمت مواقف سياسية واضحة ينبغي ان تترتب عليها سياسات أكثر وضوحاً ، فلسنا اغبياء لنصدق ، على سبيل المثال ، ان ماشاهدناه شهادة العين المجردة كانت احتفالات شعبية بمناسبة فوز الفريق العراقي على فريق جزر القمر في مباراة لم تكتمل بسبب سوء الاحوال الجوية !!!