ما بين بيان لجنة العمل المشتركة وبيان اللقاء الرئاسي بين الرئيس الأمريكي ورئيس مجلس الوزراء العراقي.. يتجدد نجاح ما ذهب اليه هاشتاك السفيرة الأمريكية في العراق# شراكة مستدامة#
السؤال المكرر.. كيف يقرا مختلف فرقاء العملية السياسية في عراق اليوم والغد استراتيجية التعامل مع العدو والصديق؟؟
يبدو من الممكن الاجابة على هذا التساؤل في الاتي :
اولا : نجح الوفد العراقي في تفادي الادانة الأمريكية المباشرة بلغة قاسية لتطور الموقف العسكري.. واكتفي بإشارة ضمنية فقط تؤكد على الشراكة في تقييم مخاطر داعش وان تكون القوات العراقية قادرة على مواجهة مخاطر داعش مستقبلا وترك ذلك لأعمال اللجنة المشتركة نهاية العام الحالي.
ثانيا : تم التركيز في كلا البيانين على الشفافية المالية وتطبيقاتها على التحويلات الخارجية والغاء منصة التحويل في البنك المركزي.. وتعزيز عمليات غسيل الاموال ومعاييرها الدولية.. بما يؤكد حرفيا وضع قيود جديدة على المؤسسات المالية العراقية ومنها البنوك الأهلية التي فرضت عليها عقوبات أمريكية.. تعزيز مهارات البحث والتقصي على غسيل الأموال لاسيما تلك التي توجه نحو إيران بالذات.. سيكون أكثر من عقدة في مستقبل العملية السياسية على أعتاب تحديات داخلية متعددة الأطراف.
ثالثا : تكرار عبارات التأكيد على الحلول الأفضل للعلاقات بين بغداد واربيل.. من دون وجود تفاصيل واضحة.. وهذا يؤكد ان الاعلوبة الدستورية ليست لقرارات المحكمة الاتحادية بل للاتفاق السياسي وهنا يظهر الدور الأمريكي الضاعط باتجاه الاتفاق السياسي.. وصولا إلى إعادة تشغيل خط النفط المصدر للنفط من إقليم كردستان باتجاه تركيا.
مثل هذه العبارات لابد وان تكون لها مدلولات متعددة التعريف المتضارب بين فرقاء العملية السياسية في بغداد واربيل.
رابعا :كثرة الإشارات إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي.. بما ذلك مجال الطاقة الكهربائية وان يكون الاقتصاد العراقي مشارك بفعالية في الاقتصاد الدولي والاقليمي.
مثل هذه التشاركية التي تعتمد على ترسيخ الديمقراطية وفق المنظور الأمريكي.. وما يقدم من مساعدات تم الإشارة لها بالأرقام التفصيلية التي وصلت إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي مساعدات منها ما يعزز الديمقراطية.. ويعالج الأمن والأمان المجتمعي بعد داعش.. أيضا يجعل تعريف العدو والصديق في السياسات العامة العراقية امام تساؤلات جدية متجددة.
خامسا : على الرغم من اللغة الدبلوماسية الأمريكية.. التي لم تحاول احراج الوفد العراقي الرسمي.. لكن السؤال الأكبر.. كيف تنعكس نتائج هذه الزيارة على متغيرات اقتصادية يمكن أن يلمسها المواطن العراقي في جوانب معيشية يومية أبرزها استقرار اسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي وفق السعر الرسمي والانتهاء من فجوة السوق الموازي.. كذلك ديمومة استقرار الطاقة الكهربائية في قيظ الصيف المقبل.
ستكون هناك الكثير من الندوات والبرامج الحوارية التي تتحدث عن مكاسب متعددة الأطراف في نتائج هذه الزيارة… وفق متغيرات منهجية بين فرقاء العملية السياسية.
لذلك سوف نسمع عن نجاحات كبرى في التعامل مع الملف الامني.. والاقتصادي.. لكن العبرة بالخواتيم في الكثير من الملفات المعيشية المؤثرة على حياة المواطن البسيط.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!