(( ان الراسمالية — ذلك النظام الذي يجر الأفراد والشعوب عبر الدم والوحل والاذلال)). ماركس.
(( ان نزع السلاح هو مثل اعلى للاشتراكية، ففي المجتمع الاشتراكي لن تكن ثمة حروب وسيتحقق بالتالي نزع السلاح)). لينين.
(( ان اكبر مظهر لتجلي الديمقراطية هو موقفها من القضية الأساسية حول الحرب والسلام)). لينين.
الفوضى بعد عام 1991.
بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 وظهور رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي)، يدعي قادة هذه الدول انهم قد حصلوا على(( الاستقلال السياسي))؟ من كان مستعمرا لهم قبل عام 1991؟ وهم منذ عام 1992 ولغاية اليوم يحتفلون بعيد الاستقلال الوطني جميع رؤساء رابطة الدول المستقلة لما فيها روسيا الاتحادية؟ حتى ان الغالبية العظمى من المواطنين لم يصدقوا بذلك.
بعد عام 1992 نشطت كل من واشنطن ولندن وباريس وبون والناتو وبروكسيل ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية… والمؤسسات الدولية ومنها صندوق النهب الدولي والبنك الدولي… في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية…، واصبح قادة رابطة الدول المستقلة رؤساء للدول المستقلة بعد ما كانوا قادة الحزب الشيوعي السوفيتي كل واحد منهم كان سكرتير الحزب الشيوعي السوفيتي في جمهوريته فمثلا، كرافجوك سكرتير الحزب الشيوعي الاوكرايني واصبح اول رئيس الى اوكرانيا، بوريس يلتسن، مرشح المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي اصبح رئيس روسيا الاتحادية وكذلك بقية جمهوريات الاتحاد السوفيتي فهؤلاء نزعوا ((الثوب)) الاحمر ولبسوا ثوباً يحمل جميع الالوان المطلوبة باستثناء رئيس جمهورية بيلاروسيا بعد عام 1995، لم يكن قيادي في الحزب الشيوعي السوفيتي. ومن خصائص هؤلاء القادة، كانوا سابقاً رافعين شعارات (( المجد والخلود للرفيق لينين)) (( المجد للاشتراكية)) اليوم رفعوا شعارات مناقضة لشعاراتهم السابقة ومنها (( تبني الراسمالية)) و(( الليبرالية والنيوليبرالية)) وتنفيذ وصفة صندوق النهب الدولي والبنك الدولي وكذلك معاداة الشيوعية والحزب الشيوعي السوفيتي؟. وان هؤلاء القادة قد استحوذوا على السلطة والمال والاعلام هم وحاشيتهم وادخلو بلدانهم في فوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي بدليل شاهدت شعوبهم الانقلابات الحكومية وما يسمى بالثورات الملونة والتي كان يقف وراءها الغرب الامبريالي ومؤسساته الاقتصادية والسياسية والمخابراتية وكذلك ما يسمى بفوند جورج سوروس ومعهد كريبيل… وثيقي الصلة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية…
ان هذا النهج الليبرالي والنيوليبرالي الجديد قد تم تبنيه من قبل جميع رؤساء رابطة الدول المستقلة (باستثناء جمهورية بيلاروسيا بعد عام 1995 ولغاية اليوم وهي الدولة الوحيدة التي حافظت على منجزات الاشتراكية لشعبها ولغاية اليوم وبسبب ذلك قامت (( رائدة الديمقراطية)) بفرض حصار اقتصادي.. على جمهورية بيلاروسيا ورئيسها الاكسندر لوكيشينكا منذ عام 1995 ولغاية اليوم ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وغيرها من الخزعبلات الاخرى.) وبسبب هذا النهج فقد جميع المواطنين في هذه البلدان حقوقهم المشروعة التي حصلوا عليها في ظل السلطة السوفيتية، النظام الاشتراكي ومنها ضمان حق العمل دستوريا ومجانية التعليم والعلاج والسكن وتم تعميق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة الاوليغارشية الحاكمة في هذه الدول. ان هذا النهج الخطير قد اوقع شعوب هذه الدول في فوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، اي ادخلو في ازمة عامة وشاملة وشملت كافة المجالات المختلفة ووصلوا الى طريق مسدود فالانقلابات الحكومية وما يسمى بالثورات الملونة.. ما هي الا افرازت حقيقية لهذا النجاح الليبرالي والنيوليبرالي وبنفس الوقت يعكس فشل هذا النهج.
اوكرانيا بعد عام 1991
ان اوكرانيا لم تختلف عن بقية رابطة الدول المستقلة ولكن لها اهمية خاصة وهي تعد ثاني اكبر دولة في رابطة الدول المستقلة و كانت متطورة في كافة المجالات وبعدد سكانها وان نسبة الروس فيها كبيرة… وليس اعتباطا من ان يؤكد بريجينسكي بالقول ان روسيا لن تصبح دولة عظمى بدون اوكرانيا ومن هنا تنبع اهمية اوكرانيا للغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها واصبح تدخل القوى الدولية والاقليمية والمخابرات والاستخبارات الغربية كبيرا وواسعا منذ عام 1992 ولغاية اليوم وتم تقديم الدعم المالي والعسكري للنظام البنديري الحاكم في اوكرانيا وخاصة للرئيس يوشنكو، بروشينكو، زيلينسكي وهم من اوصل جميع رؤساء اوكرانيا للسلطة وتم تأسيس شبكات كثيرة وتحت لافتات عديدة (( منظمات المجتمع المدني، منظمات حقوق الإنسان، منظمات الدفاع عن الديمقراطية…)) بهدف التحكم في النظام الحاكم وان (( حلفاء — اصدقاء)) اميركا وحلفائها قد تم دفعهم للسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية.. وكما يلاحظ ايضاً عملت واشنطن ولندن وباريس وبون.. على تعميق الروسيافوبيا في اوكرانيا وان جميع رؤساء اوكرانيا من كرافجوك وكوجما ويوشنكو وبريشنكو وزيلنسكي معادين للشعب الروسي والدونباسي و اغلبهم له اصول بنديرية ونزعة قومية متطرفة بالضد من الشعب الروسي والقومية الروسية وتم استخدام هؤلاء كأداة طيعة ومنفذة ومخربة لصالح القوى الدولية والاقليمية وبالضد من مصالح شعبهم الاوكرايني وبسبب ذلك دخل الشعب الاوكرايني في فوضى وعدم الاستقرار فالانقلابات الحكومية والثورات الملونة… اصبحت سمة رئيسة للنظام البنديري الحاكم في اوكرانيا منذ عام 1992 ولغاية اليوم. وكما فشلت اميركا وحلفائها في وضع الحلول المناسبة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. وهي اصلاً لا تريد ذلك لان لديها استراتيجية ضد روسيا الاتحادية ويتم تنفيذها عبر النظام البنديري الحاكم في اوكرانيا.
ازمة النظام البنديري في اوكرانيا: صدفة ام مخطط لها؟.
لقد عملت واشنطن ولندن وباريس وبون… دوراً كبيراً ومهما في تعميق الازمة في اوكرانيا ووصلت الأزمة ذروتها في بداية عام 2014 وتدخلت القيادة الروسية للتخفيف من الازمة في اوكرانيا في حكم الرئيس يوكونوفيج وقدمت روسيا الاتحادية في البدايه قرضاً للحكومة الاوكرانية بنحو 15 مليار دولار ناهيك عن بيع الغاز الطبيعي باسعار تفضيلية للشعب الاوكرايني وغيرها من الاجراءات الاخرى وبنفس الوقت تدخلت بون وباريس وارسو التي دعمت ما يسمى بالمعارضة الاوكرانية على الخط (( لمعالجة)) الأزمة وتمت اللقاءات بين الرئيس الاوكراني المنتخب شعبياً يوكونوفيج وبين ما يسمى بالمعارضة الاوكرانية وبحضور وزير خارجية فرنسا وألمانيا وبولونيا وتم الاتفاق مبدئياً على اجراء انتخابات مبكرة، الرئاسة والبرلمان ولم تمضي فترة قصيرة جداً بالايام والا بحدوث الانقلاب الحكومي في اوكرانيا وكان ثمن هذا الانقلاب نحو 5 مليار دولار أمريكي وبنفس الوقت حصلت اميركا على 15 مليار دولار أمريكي عبر تهريب الاموال المسروقة للشعب الاوكرايني، وان ما يسمى بالمعارضة الاوكرانية قد تخلت عن التزامها مع الرئيس الشرعي يوكونوفيج وهذا لم يكن وليد صدفة بل هو شيء مخطط له من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية والبولونية.. بهدف ابعاد يوكونوفيج وإيصال حلفائهم للسلطة في اوكرانيا وكما يمكن القول إن الرئيس الاوكراني يوكونوفيج قد امسك العصا من الوسط فله عين نحو الدخول للاتحاد الأوروبي وعين على موسكو وان سياسة مسك العصا من الوسط تعد كارثية لمن يتبعها ويلتزم بها، يوكونوفيج انموذجا حيا وملموسا على ذلك.
يتبع