من قوانين الغاب الفاعلة دوما , أن القوة تبطش بما حولها , فالأسود لا ترحم فرائسها , وحالما تتوفر لها الفرصة تصول بعدوانية ووحشية قاسية حتى تقبض على أعناق أهدافها.
ولا تفترق دول الدنيا القوية في سلوكها عما تقوم به الأسود في الغاب.
وقد قالت العرب قديما : “إن لم تكن ذئبا ذؤوبا بالت عليك الثعالب”!!
أو “إن لم تكن ذئبا أكلتك الكلاب”!!
ترى لماذا يتشكى الضعفاء من الأقوياء؟
هل وجدتم ظبيا يشكو من الأسود , أم أنه يحاول إستنفار طاقاته البقائية للحفاظ على حياته؟
إن بعض دولنا الضعيفة تتوهم القوة , وتتحدى الأقوياء , فتصاب بالوجيع القاسي , كما جرى في العراق وليبيا , وكأن السياسة إبراز عضلات , والقوة التكنولوجية في تطور مضطرد .
ومعظم دول الأمة قبلية السلوك عضلية الطباع , وتغفل القدراتالتي تصنع الأقوياء.
فأدوات القوة ما عادت كما كانت من قبل , وما تمتلكه البشرية من أسلحة , قوتها أضعاف مئات المرات ما كان عندها في الحرب العالمية الثانية.
إنها مخترعات ومبتكرات وتفاعلات عقول مبدعة , تأتي بالمصنوعات المذهلة , المتفوقة على قدرات البشر الذي أوجدها.
ولهذا فأن الأقوياء سيزداد بطشهم بالضعفاء , لأن الدمار سيكون عن بعد , دون تدخل بشري قريب , فالصواريخ المتطورة , والمسيرات الإنتحارية , وغيرها من أدوات الدمار المتعاظمة بتقدمها , ودقة إصابتها لأهدافها , ستكون سيدة الميادين الدامية.
وعليه فالضعيف سيزداد ضعفا والقوي قوة , ولسوف يتحول الضعفاء إلى فرائس لذيذة على موائد القِوى المهيمنة على الوجود الأرضي , والقابضة على مصيرهم بقدراتها التكنولوجية الهائلة!!
فهل ستنجو دول الأمة من سوء المصير؟!!
و”حيث تسود القوة لا مكان للعقل”!!