أهوى رباك وكيف لي بمنازل***** حشدت علي ضغائباً وحقودا

لو شئت أن تعطي حشاي صبابة***فوق الذي بي ما وجدت مزيدا

بشر أقل صفاته ان عاينوا *******منهن ما ظنوا به المعبودا

وصفات فضل اشكلت معنى فلا*** **اطلاق يكشفها ولا تقييدا

سبقت مكارمك المكارم مثلما ** **ختمت لعمر فخارك التأييدا

فليحسد الحساد فضلك أنه ****شرف يزيد على المدى تجديدا

 

لماذا يحب الناس علي بن ابي طالب اكثر من اهلهم وابناءهم. واخرون يكرهونه بحيث لو دخلوا الجنة وفيها علي بن ابي طالب {ع} لا يبقون فيها.يقول الفيلسوف مرتضى مطهري ينقسم الناس الى اربعة اقسام :

القسم الاول : يسمى القسم البهيمي : وهو يمثل من يخرج من بيته الى عمله لا يهتم للناس ولا يسال عن احد ولا يشارك الناس افراحهم واحزانهم. يعيش على هامش الحياة همه لقمته . اسوة بالحيوان الذي يخرج الى المرعى صباحا ويعود مساء الى زريبته.

القسم الثاني : الذي يبتعد الناس عنه . جاء في الحديث :[ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره] قال النبيّ (ص): ألا إنّ شرار أمّتي الذين يكرمون مخافة شرّهم، ألا ومن أكرمه الناس اتّقاء شرّه فليس منّي‏. المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢ ،قال الصادق[ع]إنّ لولد الزنا علامات: أحدها: بغضنا أهل البيت، وثانيها: أنّه يحنّ إلى الحرام الذي خلق منه، وثالثها: الاستخفاف بالدين، ورابعها: سوء المحضر للناس ولا يسيء محضر إخوانه إلّا من ولد على غير فراش أبيه أو حملت به أمّه في حيضها. المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢.قال الصادق (ع): إنّ النبيّ (ص) ذات يوم عند عائشة إذ استأذن عليه رجل فقال رسول الله:[بئس أخو العشيرة] فقامت عائشة ودخلت البيت ،ثم أذن رسول الله (ص) للرجل، فلمّا دخل استقبله رسول الله واكرمه وصار يحدثه بوجه فيه بشرة حتّى إذا فرغ وخرج من عنده، قالت عائشة: يا رسول الله، بينما أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرت ثم أقبلت عليه بوجهك وبشرك؟ فقال رسول الله (ص) : {إنّ من شرار عباد الله من تكره مجالسته لفحشه}.

القسم الثالث : المتلون الذي يعتبر الجميع كأسنان المشط عنده المؤمن الورع التقي والفاسق الخمار على حد سواء …المهم عنده من يحقق له مصلحته .. دخل شاعر اسمه ابن هاني على [ المعز لدين الله الفاطمي] فانشد قصيدة طويلة كلها نفاق .. يقول في مطلعها . {ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُـــ فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ ـــ وكأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ ـــ وكأنّما أنصاركَ الانصارُ} وكلنا نتذكر لما كان المداحون يقفون امام الطاغية الذي انغمست يده بدماء ابناء العراق. ..!! اذا رايت مجتمعا يقبل مثل هذا النفاق ويعتبرهم قدوة المجتمع هذا مجتمع خامل ميت لا خير فيه.

القسم الرابع : هناك شخصيات اصحاب مواقف ثابته . وله بصمة واضحة بين الحق والباطل.{هذا يكرهه البعض ويحبه البعض الاخر} مثل هذه الشخصية يكون نادر وقليل . حين تنظر الى حياته تجده يميل كل الميل الى الحق فيحبه اهل الحق ويتفانون من اجله. ويكرهونه بالمقابل اهل الباطل ويهاجمونه وترى اعلامهم ضده ويثيرون عليه الاشاعات .ويلفقون ضده القصص لينالوا من كرامته وشخصيته .. واعظم شخصية نالها الحب والكره هو الامام علي بن ابي طالب{ع} تعريف الحب : هو انجذاب القلب بحالة غير إرادية نحو المحبوب , لأسباب تختلف من شخص لآخر.

هناك اراء في تفسير الحب عند الفلاسفة والروحانيين والرومانسيين وغيرهم ..الموضوع الذي أتناوله هو حب علي وال علي{ع} . الغريب في بغض هذا الرجل. انه استمر حبه وبغضه بعد استشهاده . لا زال الى يومنا هذا يكرهه بعض الناس واخرون يحبونه ويفدونه بأبنائهم.

يخاطبه المرحوم الحاج هاشم الكعبي :

أهوى رباك وكيف لي بمنازل***** حشدت علي ضغائباً وحقودا

لو شئت أن تعطي حشاي صبابة***فوق الذي بي ما وجدت مزيدا

بشر أقل صفاته ان عاينوا *******منهن ما ظنوا به المعبودا

وصفات فضل اشكلت معنى فلا*** **اطلاق يكشفها ولا تقييدا

سبقت مكارمك المكارم مثلما ** **ختمت لفخار عمرك التأييدا

فليحسد الحساد فضلك أنه ****شرف يزيد على المدى تجديدا

*** هل ان الحب والبغض من الله يقذفه في قلب الانسان. او هناك عوامل وراثية وبعضها تاتي عن طريق الدم … عندنا قصيدة يبين الشاعر فضل الابوين ودورهما في الحب والبغض.[ لاعذب الله امي انها شربت *** حب الوصي وغذتنيه باللبن * وكان لي والد يهوى ابا حسن ** فصرت من ذي وذا اهوى ابا حسن ]… (( نفسي على ذكر المرتضى طربَت ** وفي سفينة أهل البيت قد ركبت** هويتي علوي النهج قد كَتبت** لا عذب الله أمي إنها شربت **حب الوصي وغذتنيـه باللبن ** رضعت من ثديها ردحا من الزمنِ** حتىَ نما حٌب داحي الباب في بدني ** لله من حرة طابت ومن لبنِ**وان لي والد يهوى أبا حسنِ ** فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسن

** ما علاقة حب الله وفضله على الناس عندما يحبون علياَ {ع} .

*** في التراث الاسلامي مجموعة كبيرة من الاحاديث المأثورة عن النبي {ص} تبين الحب والكره ومدى مقبوليته عند الله.. مِنَ المبادئ الاسلامية الأخلاقية «الحب في الله» و«البُغض في الله» وهما امر ينفصلان عن بعضهما في حياة المسلم هذا إنذاراً بوجود خلل إيماني في العقية.‏ ومن حب عليا وابناءه فان هذا فضل من الله عظيم ,, يقول تعالى {وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} وهذا يبين سلامة العقيدة للمسلم.

وهذا ليس اجتهاد او شعار. بل هو قول الله تعالى : في آية ذوي القربى هي قوله تعالى لنبيه{ص}أن يقول للناس{قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}والقربى هم علي وفاطمة والحسن والحسين. سالوا

{قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} نجد أن بعضهم يفسر هذه الآية كما فعل الشيخ محمد مرعي الامين الأنطاكي في كتابه[لماذا اخترت مذهب الشيعة] قال لا تقوى في هذا عند الله. وبهذا لا يجوز لاحد ان يقدم أي شخص في حبه على محمد وال محمد .كما لا يجوز بحال من الأحوال أن يُحبّ‏َ المسلم مشركاً أو كافراً أو عدواً تحت أي عنوان أو ذريعة شيطانية تُسوِّل له تلك العلاقة تحت شعار حسن المعاشرة والمعاملة والحوار والمصلحة… فهذه أمور، والميل القلبي لهؤلاء أمر آخر مختلف تماماً، فهو مأمور ببغضهم ولو كانوا أقرب الأرحام إليه، والتاريخ الإسلامي عريق بالأمثلة الكثيرة.‏قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾في النصّ‏ِ الشريف عن مولانا رسول الله‏(ص) «الحبّ‏ُ في الله فريضة، والبُغض في الله فريضة».

** جاء في كتب جمهور المسلمين : عن أبي سعيد الخدري قال: كنا معشر الأنصار نبور [ نبور يعني نجرب ونختبر] أولادنا بحبهم عليا{ع} “إذا ولد لنا مولود فلم يحبه عرفنا أنه ليس منا .[ أسنى المطالب للحفاظ الجزري ص ٨، شرح ابن أبي الحديد ١ ص ٣٧٣]2 – عبادة بن الصامت كنا نبور أولادنا بحب علي {ع} فإذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه ليس منا وأنه لغير رشدة.[أسنى المطالب ص ٨، نهاية ابن الأثير ١ ص ١١٨]. قال الحافظ الجزري في (أسنى المطالب) ص 8 بعد ذكر هذا الحديث: وهذا مشهور أنه {ما يبغض عليا {ع}إلا ولد الزنا } ــ 3 – أخرج الحافظ الحسن بن علي العدوي قال حدثنا أحمد بن عبدة الضبي عن أبي عيينة عن ابن الزبير عن جابر قال: أمرنا رسول الله{ص}{أن نعرض أولادنا على حب علي بن أبي طالب}. رجاله رجال الصحيحين كلهم ثقات.4 – أخرج الحافظ ابن مردويه عن أحمد بن محمد النيسابوري عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أحمد: قال سمعت الشافعي يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: ما كنا نعرف الرجل لغير أبيه إلا ببغض علي بن أبي طالب.5 – أخرج ابن مردويه عن أنس في حديث: كان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ثم يقف على طريق علي {ع}”فإذا نظر إليه أومأ بإصبعه: يا بني تحب هذا الرجل؟! فإن قال: نعم. قبله. وإن قال: لا، خرق به الأرض وقال له: إلحق بأمك. ونقل شيخ المحدثين الطبري 6 – أخرج الحافظ الطبري في كتاب الولاية بإسناده عن علي{ع}إنه قال: لا يحبني ثلاثة: ولد الزنا. ومنافق. ورجل حملت به أمه في بعض حيضها…

** سئل الجنيد عن محل علي بن أبي طالب ( ع) في هذا العلم يعنى علم التصوف ، فقال : ( لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لا يقوم له القلوب ، ذاك أمير المؤمنين ) فرائد السمطين : ۱/۳۸۰ .۲ –**عن هارون الحضرمي قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ( ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ( ص) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب (ع) فرائد السمطين : ۱/۷۹ .۴ –ما قاله محمد بن إسحقاق الواقدي : ( أن علياً كان من معجزات النبي ( ص) كالعصا لموسى ( ع) ، وإحياء الموتى لعيسى الفهرست : ص۱۱۱ . واخيرا انقل راي الدكتور طه حسين : ( كان الفرق بين علي (ع) ومعاوية عظيماً في السيرة والسياسة ، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة ويرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس ، أما معاوية فإنه لا يجد في ذلك بأساً ولا احراجا ، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون ، وكان الزاهدون يجدون عند علي ما يحبون ) المصدر كتاب علي وبنوه : ص۵۹ .

ليست الشيعة فقط يمجدون علياً ، فالمسلمون جميعاً يمجدونه ويجلونه بل و حتى غير المسلمين يمجدون علياً غاية التمجيد ، و الأجدر أن نسأل من لا يمجد علياً لماذا لا يمجده بعدما ثبت له من الفضائل و المناقب ما بلغ الخافقين ، و شهد بعلمه القاصي و الداني ، و العدو و الصديق . وها هو بولص سلامة الشاعر المسيحي اللبناني . يقول :

لا تَقُل شيعةٌ هواةُ علٍّي *** إنَّ كلَّ منصفٍ شيعيا

هُوَ فخرُ التاريخِ لا فخرَ شعبٍ *** يَصطَفِيهِ ويَدعِيهِ وَلِيَّا

جَلجَلَ الحقُ في المسيحي حتى *** صَارَ مِن فَرطِ حُبِهِ عَلَويّا

أنا مَن يَعشقُ البطولةَ والإلهامَ *** والعدلَ و الخلقَ الرَضِيّا

فإذا لم يكن عَليٌّ نَبيّاً *** فَلَقَد كانَ خُلُقَهُ نَبوّياَ

أنتَ ربٌ للعالمينَ الهي *** فَأَنِلهُم حَنَانَكَ الأَبَوياَ

و أَنِلني ثوابَ ما سَطَرَت كَفِّي *** فهاجَ الدموع في مقلتيا

سِفرُ خيرُ الأنامِ مِن بعدِ طَـهَ *** مَا رَأَى الكونُ مِثلَهُ آَدميا

يا سماءُ اشهَدِي و يَا ارضُ قَرِّي *** واخشَعِي إنَني ذَكَرتُ عَليِّا

*** ـــــــــ ما علاقة حب علي بحب الله .. وما الدليل ان من حب عليا فان طريق حب الله يمر من خلال علي واله . عليهم السلام . عن رسول الله {ص}: “إنّ الله تعالى عهد إلىَّ عهداً في علي. فقلت: يا ربّ بيّنه لي، فقال: اسمع، فقلت: سمعت. فقال: إنّ عليّاً راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتُها المتّقين، من أحبّه أحبّني ومن أبغضه أبغضني، فبشّره بذلك”. وفي حديث اخر عن رسول الله{ص}: “مَن أحبّ عليّاً فقد أحبني ومن أحبني فقد أحبّ الله، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله” . وله حديث يتكلم عن الله وعلي مباشرة .. قال:”من أحبّه فقد أحبّ الله تعالى، ومن أبغضه فقد أبغض الله تعالى”. عن سلمان الفارسي .”لا أزال أُحبّ عليّاً {ع}، فإني رأيت رسول الله{ص}يضرب فخذه ويقول: محبّك لي محبّ ومحبّي لله محبّ، ومبغضك لي مبغض ومبغضي لله تعالى مبغض” .

**** وأعظم حديث قراته عن رسول الله{ص}: “كنتُ يوم بدر جالساً وقد انقضت الغزوة، فهبط عليّ جبرائيل{ع}فقال: يا محمّد إنّ الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك: إني آليت علي نفسي ألاّ أُلهم حبّ عليّ إلاّ من أحببته، فمن أحببته ألهمته ذلك، ومن أبغضته ألهمته بغضه وعداوته”[ 1- حلية الأولياء: ١ / ٦٦، المناقب لابن المغازلي: ٤٦ / ٦٩.]. وعنه {ص} “يا عليّ، كذب من زعم أنّه يحبني ويبغضك”.

*** لذلك لا نلوم المحبين من اهل الكوفة هذه الليلة:..كان الطبيب هو أثير بن عمرو بن هانئ السكوني “كبير أطباء الكوفة في عهد الإمام علي {ع} وكان صاحب كرسي يعالج الجراحات بعد أن ضرب الشقي أبن ملجم الإمام علي (ع) جمع له أطباء الكوفة ومنهم أثير السكوني، فلما نظر لِجرح أمير المؤمنين دعا برئة شاة حارة، فاستخرج منها عرقاً وأدخله داخل الجرح، ثم نفخه ثم أستخرجه وإذا عليه بياض الدماغ فقال: يا أمير المؤمنين أعهد عهدك فإن عدو الله وصلت ضربته إلى أم رأسك.

زيـنـب خـايـفــه اللـيــلـه //// عـلــى الـكــرار والـيــهــا/// مــنـّــه أيـّــس الـجــــرّاح /// و الـعــيــلـه يــوصّـيــهــا// بـجـه الـجـرّاح يـم حـيـدر /// يـكـلـه و الـدمــع يـسـجـم// مـسـمـوم الجـرح يا حيـف// مـن سـم سيـف ابـن ملجـم//اذا عـنــدك وصـيّـه ابـسـاع // كـبــل الـمــوت الـمـحتـّـم //// جـرحــك مـلتهب مسـمـوم/// مـيـفـيــده دوه الـمـحـتـوم //تـودع سـيـدي امـن الـيــوم//حيـاتـك وسـفـه منـتـهيـه// وصـيـتـك سـيـدي ابـديـها.

امـأيـسـه زيـنـب اللـيــلـه // حـزيـنـه و تـهل دمعـتـها //ابــوهـا اتـشـوفــه يـتـألّـم // تـتـلـفّـت عـلـى اخـوتـهـا// يخـوتـي الـوالـي هـم يسلم // مـن الـضـربـه و شــدّتــهـا// بـيـنـه شـمتـت الارجـاس//يـخـويـه حسيـن يا عبـاس// خبروني اعلى جـرح الراس// ابـونــه حـالـتــه صـعـبـه // وروحـي البـيـن جـاويـهـا

***** التفـت ليـها الحسـن كلـها /// و ادمـوعـه علـى اخـــدوده//كـطـعـي الامـل يـا زيـنـب ///ابــوج أيــامــه مـحـــدوده // مـن هـاللـيــله وصّـــانـــه عـلـى أيّـامـنــه الـســــوده // ابــونــه حـالـتـه خـطــره // يجـر حـسـره بأثـر حسره // وصّــه بـيــج جـــم مــــرّه /// يخـويـه أيـسـي منه اليوم الدنـيــه هــذا تــالـيـــهــا..

لما ارتفع البكاء داخل الدار .. التفت الى الحسین(ع) وھو یبكي، فقال له: بني حسين لا تبكي .. فقال یا أبتاه من لنا بعدك؟ لا (یوم)كیومك إّلا یوم رسول الله (ص) فناداه : یا حسین ادن منّي، فدنا منه وقد قُرحت أجفانه من البكاء، فضمه الى صدره وصار يمسح الدموع من عینیه ووضع یده على قلبه، وقال له: “یا بنّي ربط الله قلبك بالصبر، وأجزل لك ولإخوتك عظیم الأجر، فسِّكن روعتك واھدأ من بكائك، فإ ن الله قد آجرك على عظیم مصابك”، ثّم صار يشمه والحسين يقبله ويحتضنه ويبكي بقوله واحزاناه عليك يا امير المؤمنين .. واذا بالحسين يشعر بيد تبعده عن ابيه .. يبدو ان امراة تريد ان ياتيها الدور .. تقول له ابتعد ابو علي ودعني اودع ابي .نهض الحسين وجلست زینب على فراش امير المؤمنين ملتصقه بابيها وصارت تندبه تناديه : یا أبتاه من للصغیر حتى یكبر؟ ؟.. من للفقراء بعدك , یا أبتاه حزننا علیك طویل، وعبرتنا لا ترقأ،… فضّج الناس من وراء الحجرة بالبكاء والنحیب، وفاضت دموع أمیر المؤمنین عند ذلك، وجعل یقلِّب طرفه وینظر إلى أھل بیته وأولاده، ثم دعا الحسن والحسین علیھما السلام وجعل یحضنھما ویقبلھما، ثّم أغمي علیھ ساعة ، ففتح عینیه فنظر إلیھما، فقال: الرفیق الأعلى خیٌر مستقراً وأحسن مقیلاً .. .ثّم عرق جبينه فقال: رأیت رسول الله{ص}یأمرني بالَّرواح إلیھ ثم سأله ولده محمد بن الحنفية ابا أراك قد عرق جبينك .. قال بني سمعت رسول الله (ص) يقول : اذا دنت منية المؤمن عرق جبينه وسكن انينه .. فنادى أبناءه وأبتاه وإماماه .

فسمعوا اصواتا تهدر بالبكاء خارج المنزل :.. خرج الامام الحسن , فراى شيعتهم ومواليهم جالسين خارج الدار وهي يبكون وينادون واماماه واعلياه من لنا بعدك .. فقال لهم ان ابي مجروح ويغشى عليه ولا يمكنه ان يقابلكم .. اذهبوا الى بيوتكم جزاكم الله خيرا .. ثم دخل الدار واغلق الباب .. فجاءوا اليه بلبن فشرب منه قليلا , ثم رفعه من فمه .. وقال بني حسن هل اطعمتم اسيركم, خذوا هذا اللبن اليه .. بني اسقوه مما اشرب . ثم غشي عليه وافاق ووجهه اصفر من شدة السم .. فبكى ابناءه عندها سمعوا اصواتا خارج الدار .. ففتح الامام الحسن(ع) الباب وقال الم اقل لكم اذهبوا الى بيوتكم ..؟ قالوا ان أقدامنا لا تحملنا ومولانا امير المؤمنين بهذه الصفة نريد ان نودعه .. فدخل على الإمام واخبره فقال له الامام ..

ليدخلوا ولكن ليكن سلامهم بالاشارة , فان امامهم لا يستطيع ان يمدهم يده .. فدخل الشيعة والمحبون يلقون النظرة على امامهم ويرونه باية حال معصوب الراس وجهه اصفر من شدة السم وقد تورم وجهه .. فألقى الاصبغ بن نباته بنفسه على قدم امير المؤمنين يقبلها فصار يقبل قدمي الإمام ويبكي ويقول من لنا بعدك يا امير المؤمنين : ففتح الإمام عينيه , وقال من هذا ..؟ قال أنا الاصبغ .. فقال له يا اصبغ لا تبكي إنها الجنة .. فقال سيدي اعلم انها الجنة ولكن ابكي على أنفسنا من لنا بعدك .

وبقي أصحاب الإمام يفدون فرادى وجماعات .. وبنات رسول الله داخل الدار يسمعن البكاء ولا يتمكن رؤية الإمام , وزينب تجلس وراء الباب تسمع أباها بين لحظة وأخرى .. رفقا بي يا ملائكة ربي , فلمثلها فليعمل العاملون .. وكانت تتمنى رؤية اباها …

ففتح الباب ودخل الحسين (ع) داخل الدار فاستقبلته العقيلة زينب تساله عن ابيها .. تكله يحسين انشدك عن ولينا// يخويه احجي لا تخبي علينا //اشوفنه جن بطل ونينه /// بلجن حالته هليوم زينه// عليك بضلع امنا الحزينة ــــ يكلها يزينب يا حزينة *** اخبرج خبر لا تظهرينه // كلسا عرك ينضح جبينه *** والضربة مسمومة وثخينه // والضربة مسمومة وثخينه /// احنا من ابونا ايسينه

نادت لون الولي تمم اصيامه ***** واجو هل ناس يهنونه السلامة

واسمع على المنبر خطاباته وكلامه *** لنشر بيارغ بالبلد واعمل الزينة

 

الشيخ عبد الحافظ البغدادي