في دنيا الغاب الدولي المستعر بالصراعات يمكن تدجين الأسود الشرسة وترويضها وتحويلها إلى حمير ,تنقل الأحمال وتؤدي الأعمال المطلوبة منها بإتقان.
فما أكثر الأسود التي تم الإستحواذ على إرادتها , وتقرير مصيرها فتجدها تصول نحو أهداف مروضيها بلا قدرة على التبصر وإدراك مآلات ما تقوم به , المهم أنها تفعل ما تؤمَر به , وليكن ما يكن.
ترى كيف تتحول الأسود إلى أدوات لتمرير الإرادات الأخرى؟
أول ما تقوم به القوة الساعية للقبض على الأسود , أنها تتسلل إلى عرينها وتتفاعل معها بما يرضيها ويوفر لها الفرائس السمان.
والأخذ من أساليب الثعالب والقرود ما تستطيع تمثيله , والتعبير عنه , حتى تطمئن الأسود وتحسبها يدها اليمنى.
وحينها تصبح سفينة العرين يقودها ربان من الثعالب والقرود , والأسود عليها أن تنفذ , لأن مصيرها محكوم بقمرة القيادة.
وبموجب هذا الإستحواذ تكون الأسود منقادة للذي يقود سفينة الحياة , المعدة بإتقان لخدمة مصالح الذين قبضوا على مصيرها.
هكذا تفقد الأسود هيبتها , وتهزأ منها الحمير , وتنظرها بعين الإزدراء كلاب الغاب المتحيرة بأمر الأسود المغلوبة على أمرها.
فالأسود تحولت إلى أدوات تأتمر بالثعالب والقرود , وما تقوم به هو العدل والإحسان , وكل من عليها جان.
تلك مأساة الغاب الأرضي الذي تتحول فيه الموجودات الآدمية إلى أشياء لا قيمة لها ولا معنى , وكأرقام يتحقق محوها أنى تشاء القوى الفاعلة المهيمنة على الوجود.
فهل توجد قوة حرة , أم أن القوى الكبرى مصفدة بالأخرين الساعين للويل المبين؟!!
و”مَن يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميتٍ إيلام”
د-صادق السامرائي