ما زلت أخا لرئيس الوزراء نوري المالكي؛ بما تمليه مصلحة العراق، ويتوجبه الملح والزاد، ومعاناة الماضي، التي صنعت تاريخ أسى مشتركا.
تاريخ دوناه بالعناء وسواد العين حتى ابيضت، ومولح جفنها.. ما يحول بين عراقي كمثلي، لا يفترق عن رئيس وزراء بلاده.. شخصا ووظيفة؛ لأنه حرمني حقوقي.. لن نفترق لأن الوطنية، تجمعنا في الولاء للعراق، وإن سرحني من المنطقة الخضراء، بلا حماية، مستهدفا من اولياء الشيطان؛ لأنني أعدمت الطاغية المقبور صدام حسين.
لن نفترق ما دام كلانا مواطن عراقي، هو قدماه فوق الثريا، وأنا رأسي تحت الثرى، جرجرني الى القضاء، وحوكمت، حرمني من حقي في السفر وإلتئام شملي مع العائلة.
لا أستطيع الوقوف على رجلي من دون معونة من أحد، بسببه، لكني ما زلت أخاه، ما دام يؤمن بالغير، عاملا بالمبدأ الشهير: “أختلف معك، لكني أقاتل كي تقول رأيك بحرية”.
تكتمل رؤيا الشخص الإنموذجي لرئاسة الوزراء، بإستبعاد المنافقين، الذين يداهنون.. يرضون غرورا اجوف لولي الأمر؛ بغية مداراة فشلهم؛ عاجزين عن تقديم خدمة وطنية؛ فاكتفوا بخدمة ذواتهم، مع شيء من ضمانات فئوية، تصخرت حتى تشظى الوطن عليها، منسحقا.
تزلف المنافقون لمصدر القرار؛ فخربوا وطنا، كان سيعود، بعد 2003؛ ليرة ذهب.. تضافرت أخطاؤهم، مع الجهد المسعور من أعداء العراق.
يجب التزام التشيع، من دون غمط الآخرين حقهم في التعبير عن ذواتهم، بل يقاتل الشيعي؛ كي يؤدي السني شعائره، ويتفانى المسلم ليعيش المسيحي برفاه، ويذود الكردي عن الطقوس الصابئية.
إنها حياة مثلى، كل يؤمن بأخيه.. تحترم ألوان الطيف العراقي بعضها، ايمانا بشراكة حقة، من دون التفافات توحي بمنطق جهارا، وتبطن ضده.. تسر غير ما تعلن.
بناء.. أعمار.. تهيئة الفرد، لحسن الاندغام بالمجتمع.. رعاية الفقراء والايتام والأرامل والمعوزين، جلي حطام الحروب ووعثاء العقوبات الدولية عن وجه بغداد المشوب بالكلف والوهاد المتخسفة، تفقدها نضارتها.. جعل بغداد جنة ليس بالمتعذر على اقتصاد خرافي يحل المعضلات بعصا سحرية.
جنة حقيقية، ليست “زرق ورق”…
رئيس وزراء يفني ذاته في المواطن، يعاقب المفسدين من اقربائه الذين بوأهم مواقع تتمفصل الدولة من حولها.. لصوص.
رئيس وزراء يترك القضاء، لأهله.. يعملون بحرية خالصة، لا يتطفل على أدائهم.. ولا يجير القضاء لتصفية حساباته الشخصية، مع من لا يحب.
حب العراق اولا وآخرا، أجمل ورطة وابهى قيد واسمى غل!!!