15 نوفمبر، 2024 5:14 ص
Search
Close this search box.

رواية “جر محراثك فوق عظام الموتى”.. اصطياد الحيوانات فعل وحشي

رواية “جر محراثك فوق عظام الموتى”.. اصطياد الحيوانات فعل وحشي

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية “جر محراثك فوق عظام الموتى” للكاتبة البولندية “أولغا توكارتشوك” تحكي عن جريمة قتل الإنسان للحيوانات، وكيف أنه يعطيها شرعية إنسانية ودينية ليبرر قتله ووحشيته.

الشخصيات..

البطلة: “جانينا”، سيدة مسنة، عملت مهندسة كباري في شبابها، ثم مدرسة للأطفال، ثم قررت أن تعيش في قرية نائية بجوار إحدى الغابات، تعيش وحيدة في منزلها، وتهتم بصيانة منازل الجيران في قريتها في وقت الشتاء، حيث يهرب الجميع من القرية التي يسوء المناخ فيها في فصل الشتاء، وتصبح مكانا لا يصلح للعيش.

غريب الأطوار: هو جار لها، يعيش في وحدة أيضا، لديه هوس بالنظافة والتنظيم، له ابن يعمل في سلك الشرطة، من طول فترة بقاءه بمفرده أصبح صامتا، البطلة هي من اسمته بهذا الاسم في ذهنها.

صديق للبطلة: يعمل في سلك الشرطة إداري ويهتم بترجمة شعر “بليك” ودراسته وتشاركه البطلة في ذلك.

صديقة للبطلة: فتاة شابة تعمل في محل ملابس، ساعدتها البطلة علي إكمال دراستها، حيث ساعدتها في الحصول علي منحة بسبب فقرها وحاجتها للعمل.

عالم حشرات: تعرفت عليه البطلة أثناء تجوله في الغابة.

وهناك شخصيات أخري داخل الرواية، شخصيات الصيادين الذين يقتلون الحيوانات بوحشية.

الراوي..

البطلة تحكي الحكاية منذ البداية، ونري الأمور بعينيها والشخصيات، ثم في لحظة كشف نكتشف أنها قاتلة، ونتعاطف معها، رغم أنها قتلت عدد من الرجال، وتحكي هي بصوتها كيف قلتلت هؤلاء الرجال ومشاعرها حيال هذا القتل شبه المتعمد. وتنتهي الرواية نهاية إيجابية بهروبها وخلاصها من عقوبة القتل.

السرد ..

الرواية تبدأ بسيدة عجوز تحكي عن حياة صعبة وموحشة، ثم نكتشف أنها ربما تعاني من خلل نفسي ما وتطرح فكرة هامة وجريئة .

قتل الحيوانات جريمة..

أهم فكرة تطرحها الرواية هي تجريم قتل الحيوانات حتي لو بنية التهام هذه الحيوانات، فالرواية تطرح فكرة أن قتل الحيوانات جريمة بشعة، وتوضح ذلك منذ المشاهد الأولي في الرواية، حين يقتل “القدم الكبيرة”، ذلك الرجل الضخم القبيح الذي تطلق عليه البطلة هذا الاسم. يكتشف “غريب الأطوار” موته فيذهب إليها لأن لا سواهما يعيش في القرية في فصول الشتاء، فتساعده في تجهيز الجثة للدفن وتنظيفها وإلباسها ملابس تليق. لتكتشف أن الرجل قد قتل بعظمه غزاله انحشرت في حلقه وتسببت في موته. ثم تحكي لنا البطلة حكاية وهمية عن تعمد الحيوانات قتل عدد من الصيادين والمتواطئين معهم، وتكتب خطابات للشرطة تحوي تلك الفكرة، ونتوهم نحن القراء أنه ربما تكون الحيوانات فعلت ذلك، نظمت نفسها في حركة تلقائية للانتقام من القتلة الذين يصطادونها بوحشية.

ونتعاطف مع تجريم قتل الحيوانات رغم أننا جميعا تربينا علي أنه من الطبيعي اصطياد الحيوان والتغذي عليه، حتي أن البطلة تناقش مدي شرعية قتل الحيوانات دينيا، وتعتبر أن دعوة بعض رجال الدين إلي أن قتل الحيوانات حلال ومشرع دينيا هو وهم وكذبة لا تليق. حتي أن أحد رجال الدين في الكنيسة تصوره رجل وحشي متآمر يقتل الكلاب والحيوانات وبدم بارد وبطرق لا إنسانية، وهو رغم وحشيته يدعو الناس ويوهمهم أن الدين لا يرفض ذلك وإنما يحلله، فقد كانت صورة رجل الدين سيئة، رجل منافق ومدعي في الرواية.

وكان هذا طرحا جريئا من الكاتبة التصدي لفكرة تجريم قتل الحيوانات في المطلق.

الموت..

ترصد الرواية أيضا الموت كمعني فلسفي وتتناوله دوما من جهة نظر البطلة، بل أنها تبرر قتل الصيادين كانتقام لقتلهم كلبيتها اللتين كانت تعتبرهما طفلتيها. وتمعن في ذلك حين تنتهي الرواية بهروب البطلة ونجاتها وتستر أصدقاءها عليها ومساعدتهم لها في الهرب من الحساب علي ما قامت به من جرائم قتل.

كما أن لحظة كشف كونها قاتلة كانت لحظة مفاجأة بالنسبة لنا، وتوحي لنا الرواية أن البطلة نفسها ربما كانت لا تعي كونها تقتل هؤلاء الرجال، ربما تنسي أمر قتلهم بعد أن تنفذ الجريمة.

الاستهانة بالعجائز..

تطرح الرواية فكرة هامة وهي المعاملة السيئة التي يتلقاها العجائز في أوربا وفي القرية التي تعيش فيها، حيث يستهزئ بها رجال الشرطة ولا يعيرونها انتباههم حين تذهب للشكوى من الرجل “القدم الكبيرة”، حين يتعدي علي الحيوانات ويضع فخاخا غير إنسانية لقتلهم، يسخرون منها ويستهزئون بها ويعاملونها بملل معاملة لا تليق.

الفلك..

ربطت البطلة بشكل مدهش ما بين حركات النجوم في السماء وما بين أحداث كثيرة تحدث للإنسان في حياته، حتي أنها أفاضت في الحديث عن حركات النجوم وارتباطها بحياة الانسان، حتي أنها وصلت لفكرة أن حركات النجوم تحدد موعد وطريقة موت الإنسان وأنها تتسلي بعمل دراسات عن حركات النجوم وارتباطها بحياة الإنسان منذ ميلاده وحتي موته.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة