السياسيون عقلانيون والإنقلابيون عضليون , ومن نكد الدنيا على البلاد والعباد أن الحكم في الزمن الجمهوري عضلي لا عقلاني , بمعنى أنهم لا يفكرون بل يبطشون بخصومهم من أبناء وطنهم , ويبيدون أي معارض أو صاحب رأي , ولهذا إنتشرت السجون والمعتقلات في أيامهم , وتأسدت القوى الموالية للكراسي وإرتكبت المجازر والخطايا والآثام المروّعة بحق الشعب.
وتواكبت مسيرات الحرس القومي والجيش الشعبي والحشد السعبي والفصائل المسلحة التي تحكم بإسم الرصاص والنيل من الروح الوطنية , وتأمين التبعية وتأكيد السمع والطاعة , التي تحولت إلى مقولة “نفذ ولا تناقش”!!
أبناء الشعب تتأسد على أبناء الشعب , والخاسر الوطن والشعب , والأنظمة الإنقلابية أدوات لتنفيذ الأجندات الأجنبية , لأن وجودها مرهون بها.
تلك حقائق مريرة أوردتنا سوء المصير , ودحرجتنا إلى قيعان سقر , وإستدعت جحيمات الدنيا لتصب حممها على رؤوس الأبرياء والمساكين.
فهل يُعقل أن يواجه وطن بإمكانياته المحدودة وقدراته المحسوبة أكثر من أربعين دولة , إنه الجنون الفاضح والموت إختيارا , والتعبير الساذج عن سلوك العضلات , وأوهام القدرات الذاتية , والتوهم بأن الدول أفراد , سيفتك بها في ميادين مصارعة الثيران.
والمشكلة أن التعلم والإتعاظ لم يحصل , بل تكررت المأساة , وإنتهت الأحوال إلى أسوأ من السيئ المحال.
ففي العهود التي سبقت الأنظمة الجمهورية كان في البلاد ساسة معرّكون , وأصحاب خبرات وقدرات عولمية تعلموها في تفاعلاتهم مع القوى الكبرى , فهم من القادة في الدولة العثمانية , تم التخلص منهم بأدوات القمع الجمهورية , فإنتهت البلاد تحت أمرة العسكريين الذين أوهموهم بأنهم القادة والساسة ومن فلتات الزمان , ومواهب الأجيال , ويمثلون تأريخ الأمة المجيد , وهم لا يجيدون تحضير صحن ثريد.
وهم كالنفايات على هامش التأريخ!!
و” رأي الجماعة لا تشقى البلاد به…رغم الخلاف , ورأي الفرد يشقيها”!!