من أجل تسليط الضوء على أيام الإستهتار التي مرت على العراقيين والمستمرة الى يومنا هذا سوف نخصص هذا المقال الى مايحدث داخل مقرات الأحزاب الإسلامية التي تدعي محاربة البعث وإجتثاثة وتعمل لمصلحة الشعب العراقي
ذهبت في يوم من الأيام قبيل إجراء الإنتخابات السابقة بعدة أيام لكي أطلع على بعض المرشحين و كان أحدهم يدير تجمعات موالية له جاءت لتنتخبه لكني لم أدخل الباب لأني تفاجأت بوجود أكثر الشخصيات البعثية بطشا وإنتهاكاتها مدوية بحق الشعب متواجدة بالقرب من هذا المرشح وتثقف وتروج له , وهو يعبر عن رضاه وإمتنانه لهؤلاء الأنصار متناسيا أعمالهم الدنيئة بحق أبناء مدينته
هذه الشخصيات الدموية فتحت لها الأحزاب الإسلامية الأبواب على مصراعيها وسمحوا لهم بالدخول الى السلطة العراقية من أوسع أبوابها ووفروا لهم كل الإمتيازات والعنوانين التي من خلالها نفذوا مايريدون تنفيذه , ووضعوا لهم الشخصيات التي تعمل لمجارات أعمالهم وتعمل على نصرتهم وترفض كل الإجراءات التي لاتصب بمصالحهم وكذلك تمنع أي مساءلات قانونية بحقهم ولذلك أصبحت كلمة البعث اليوم هي العليا في العراق الجديد للأسف الشديد ولم نر من تضحياتنا السابقة سوى التشدق بحب اهل البيت وال الصدر زورا وبهتانا والتضحيات السابقة باتت عبارة عن أموال ساهمت في إنتفاخ بطون وجيوب هذه الطبقة الفاسدة المسيطرة على زمام الأمور في العراق
أنا على يقين تام بأن المرشح للإنتخابات في تلك الأحزاب لو ضمنت له داعش الفوز لأصطف معها وقربها وتعاون معها , لأنهم لايؤمنون بالمبدأية وحب الوطن ولم تكن لديهم خطوط حمراء بوجه أعداء العراق , الفوز عندهم هو الهدف وليس غاية من أجل المساهمة في بناء البلد الذي دمروه
لم يشهد العراق إنتهاكات ودمار إلا على يد البعثيين واليوم نرى التحالف الكبير بين تلك الأحزاب والبعث ؛ إذاً على العراقيين أن يعوا بأن هنالك تحالف معلن بينهما وعلينا جميعا كعراقيين أن نقف بوجه كل من يتعاون ويتهاون مع أعداء العراق وعلينا الوقوف مجددا بوجه كل من يريد تقليد تلك الفترة المظلمة التي مرت على العراقيين
مانعيشه اليوم من مأساة حقيقية هو تجلي واضع للمماراسات المشابهة الى حد التطابق لممارسات البعث ولذلك لم نشهد تحسنا في كافة المجالات وإننا يوم بعد آخر ننزلق الى منزلقات خطيرة جدا سوف تؤدي بالنهاية الى ضياع العراق إذا ما إستمر الوضع على ماهو عليه من حالة الإستهتار المتبعة الآن .
*[email protected]