حقيقة قاسية خلاصتها , أن العرب والمسلمين أشداء على بعضهم , وما أرأفهم وأرحمهم على أعدائهم , وهم الذين يتعاونون مع الطامعين بهم للنيل من إخوانهم , والأمثلة ذات أدلة دامغة لا تحتاج لذكر.
هل تستطيعون الإتيان بدولة عربية أو مسلمة لم تتعاون مع أعداء الأمة ضد دولة من دولها؟!!
منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وديدن السلوك بين دول الأمة أن تعيش بفرقة وعداء , وممنوع عليها أن تتقارب وتعتصم بحبل إتحادها أو وحدتها , ولهذا إنشغلت معظمها بالسلوك العدواني البيني , وفشلت التطلعات الوحدوية التي تمشدقت بها الأجيال.
وبموجب ذلك إنطلقت معاهدة “سايكس بيكو” , وأُجهِضَت ثورة العرب الكبرى (1916) , والتي كانت لعبة مروّعة للإيقاع بالعرب والمسلمين.
وتجدنا اليوم وصلنا لذروة التعبير عن السلوك العدواني على بعضنا , وما يجري في غزة وما حوله من تفاعلات سلبية بين العرب والمسلمين , وإذعانية مخزية لإرادات إفتراسية غابية تستهدف الأمة بدولها.
فمعضلات الأمة بأنواعها تنبع من سلوك الفرقة والتناحر والتنابذ والميل للطامعين بها!!
فالتعاون بين دول الأمة على الإثم والعدوان , لا على البر والتقوى إلا فيما ندر!!
فلماذا لا تتحقق إستثمارات الأموال النفطية الهائلة في دول الأمة ,بدلا من إيداعها في البنوك الأجنبية ليتحقق إستثمارها في مواطنها المهاجرة إليها , أو المجبورة على وضعها فيها , وكأن دول الأمة رهينة للقوى المنتصرة في الحربين العالميتين.
ووفقا للجرأة في إعمال العقل , لابد من الوضوح والشفافية ووضع النقاط على الحروف , ليتبين الحق من الباطل , ولتظهر طبيعة المتسلطين على مصائر دول الأمة , والذين يأتمرون بأسيادهم , وشعوبهم تأكل مما لا تزرع , وتدعي القوة بأسلحة الآخرين الذين يستعبدونها بسلاحهم , ولا توجد دولة مكتفية بصناعة ما تحتاجه , وتجيد وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة , وإنما تهرول خلف الذين يبيعونها أسلحة منتهية الصلاحيات , ويُراد التخلص منها , فيتوهمون بأنهم أقوياء , ولكن على أبناء جلدتهم , فهل وجدتم سلاحا مستوردا أستخدم ضد غير أبناء الأمة؟
فهل أن من شروط السلاح المستورد أن يقتل العربي والمسلم؟!!
و”مَن أعانك على الشر ظلمك”!!
و”قد يستلذ الفتى ما اعتاد من ضرر…حتى يرى في تعاطيه المسراتِ”!!