23 ديسمبر، 2024 9:40 ص

ديالى: الصراع السياسي وخطر التصعيد الأمني

ديالى: الصراع السياسي وخطر التصعيد الأمني

في عمق المشهد السياسي المتقلب في ديالى، تتعاظم الانقسامات والتوترات بين القوى السياسية المتنافسة، مما يلقي بظلال من التوتر والمخاوف على استقرار المحافظة ونسيجها المجتمعي . يندرج هذا الصراع في إطار أوسع يحمل عناوين الصراع السياسي الشيعي في العراق، إذ تعكس الخلافات الداخلية في الإطار التنسيقي الشيعي تصاعد التوترات وتصاعد المنافسات على السلطة والمواقع الحكومية الرئيسية.

بدأت الاحتكاكات بين قوى بارزة في ديالى وانحصرت بين بدر والعصائب بسبب السعي للتأثير والسيطرة على مقدرات ديالى، وخاصة منصب المحافظ الذي يمثل مصدراً للقوة والنفوذ السياسي. ومع تصاعد التوترات، تشير المؤشرات إلى احتمالية تصعيد الصراع إلى مستويات أخطر، خاصة مع تصاعد التهديدات باندلاع صدامات مسلحة تهدد الأمن العام في المنطقة.

تكمن خطورة الوضع في ديالى في تعقيداته السياسية والاجتماعية المتشعبة، حيث أصبحت العائلات السياسية القوية أكثر تأثيرًا وقوة من القيادات الوطنية في بغداد، وهذا بسبب قدرتها على تحريك الشارع وتأثيره وتمتعها بنفوذ كبير نتيجة لتورطها في أنشطة غير شرعية مثل تجارة المخدرات والتهريب.

ولكن، لا يقتصر الصراع على الأطراف الشيعية فحسب، بل يتجاوز حدوده ليشمل الأطراف السنية أيضًا. ففي ظل التقسيمات السياسية، يتحالف حزب تقدم مع بدر، بينما يجد حزب السيادة دعمًا من العصائب، مما يزيد من تعقيدات المشهد السياسي في المنطقة.

وفي هذا السياق، يتجلى الخطر الحقيقي في تصاعد التوترات السياسية وتأثيرها السلبي على الاستقرار العام في العراق، مما يستدعي الحاجة الماسة إلى التدخل السريع والحاسم لتهدئة الأوضاع وتحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية.

لذلك، يجب على القوى السياسية المتنافسة في ديالى أن تتحلي بالحكمة والصبر وأن تعمل على إيجاد حلول سياسية تسهم في تهدئة التوترات وتحقيق المصالحة الوطنية، من أجل بناء مستقبل مستقر ومزدهر لجميع أبناء العراق.