يقال ان الريح اذا عتت إنحنٍ لها ، ويقال ان صرخة الوادي لا تغني ولا تسمع ، ويقال ان القطيع لا تعيده إلى مساره الا العصا ، وها هي الريح عاتية ريح التفاهة، وها هم المذكّرون يصرخون في واد بلا صدى ، وها هو القطيع لا عصا تردعه وقد تُرك للسوام ،
نعم ربما مقالة هنا وكلمة هناك وخطبة كل حين لن تؤثر كثيرا او فوريا في مجتمع يتهاوى بسرعة ولا في جماعات اتفقوا كلهم ان تكون التفاهة عنوانا لهم وان يكون الانحطاط الخلقي شعارا لأفعالهم ، سيما و قد وجدوا منظمات ممولة تدعم ذلك وحكومات تحميه وتروج له وتسهله اما بقوانين او بالتلويح بالسلطة او بغض النظر ، او بمساندة مروجي الانحطاط ودعمهم قانونيا كما يحصل بيننا ، ولكن “لاتحقرن من المعروف كلمة” ولا من النصح تذكرة فإن الذي قدره الله سيحصل وان كان مما يظنه الأشرار نصرا للشيطان ولكن سيذكر الحق أهله وأن ندروا وقلوا ، وسيذكر الشرف أهله وستبقى المثل والقيم هي الأكثر احتراما حتى عند أهل الفساد والتهتك فلل تضعف امامهم وإن تمالؤوا وتكاتفوا وساند بعضهم بعضا .
ولئن رأيت المجتمع بمجلمه ينحدر ويتقبل المنحطين ويحترم المرتشين ويتابع التافهين فإن الحق حق والقيم لا تنخدش فالنهاية ستكون خطيرة ، وان لم نربح المعركة ضد الانحطاط اليوم فسنربحها غدا أو يربحها من بعدنا ، فالبدايات صعبة ولكن لابد منها ، والتضحيات مكلفة ولكن ليس منها مناص ، وان لم نستطع الاصلاح عاجلا ففي الاقل دعنا نبرأ إلى الله ولا نقع بعد ذلك في لوم أنفسنا ،
قل “أنا لا اتاقلم مع الوقت ولا ارضى بانحدار الاخلاق بعذر المجاراة ولا اقول ما شاني وهذا ، ولا اقول للدين رب يحفظه بل انا مكلف ايضا بحمايته ، ولا اقبل ان تنجر عائلتي الى الانفتاح لترضي زوجة جاري ، ولن اتطاول على المشايخ بحجة التحضر واختلاف الزمان ، ولا على العلماء بحجة حرية الراي والتعبير”
ليكن هذا شعارك وعملك مخلصا دون رقيب فالله الرقيب وسيثيبك على إصلاح الناس والنفس كما وعد سبحانه ، وليكن انكارك للمنكر علنا دون محاباة او تردد او انحياز، و لتكن مخافتك من الله سندا يطرد خوفك من الظالمين وزهدك بالحياة الفانية سببا يطرد مجاملنك للمفسدين،
لا تصدق ان ألم.ثلية اصبحت امرا واقعا فهم يريدونك تصدق فتستسلم فتكون واقعا ، ولا تقتنع ان المرأة صارت رجلا وصار لزاما ان تسافر وحدها وطبيعيا ان تخالط الرجال وتصاحبهم فهم يعرفون عقلها وضعفها فيسلبونها ارادتها فتتمرد عليك دون وعي منها ان رأتك مهزوزا ،
ولا تردد ان الولد لم يعد بحاجة للنصح والارشاد وان البنت في الجامعة لم تعد بحاجة إلى مراقبة ومتابعة واسناد ، فالشياطين من مروجي الانحطاط يريدون لذلك ان يشيع فيصبح مالوفا ثم يغرق المركب ويضيع الجميع ،
لا تظن أن ابتداعاتهم حول الدين حقيقة وأنهم اكتشفوا شبهات وان التفسير تطور بتطور العلوم وان العبادات اختلفت باختلاف الأزمان وان المؤلفات انكشفت بسبب عبقرية اهل هذا الزمان ، إنما كل هذا نداء وتحريض للتافهين والمنحطين من زعيمهم الشيطان ،
وهم يراهنون على استستسلامنا وتقبلنا واندماجنا وغسل ادمغتنا ودغدغة عاطفتنا ومغازلة غرائزنا ، فقاوم كل ذلك كل يوم وكل ساعة وكل حادثة وكل مفصل ،، فإن الحق منتصر وان الباطل زاهق وان الصبح آت وان الليل ماضٍ وان طال ،، فلا تستسلم.