ظاهرة عربية بإمتياز , خلاصتها في أي ميدان أيا كان نوعه لدينا نزعة للفردية والإستبدادية , والتأكيد على أنا , وأنا وليس غيري , فلا يوجد تفاعل مطبوع بنكران ذات وتوجهات لتأمين المصلحة المشتركة على أي مستوى.
نعم أنا وأنا وحسب!!
وكلها فحول , وما إجتمعت بأذواد فحول!!
أنا فلان الفلاني من نسل كذا وكذا , “فما أحد فوقي ولا أحد مثلي”
بهذه النمطية تتحقق التفاعلات في مجتمعاتنا , وما وصلت إلى طريق مشترك يؤمّن الحياة الحرة الكريمة.
ويبدو أنها عاهة سلوكية متوارثة ذات جذور قبلية بعيدة , ومتأثرة بما تحقق في ديارنا بعد ظهور الإسلام , إذ وجدنا نبيا يمشي بيننا وهو بشر مثلنا.
هذا النهج الأناني الخسراني يشكل مسارات وجودنا , فأنظمة دولنا في تنافر مروّع , ولا تستطيع الإتفاق على هدف واحد , فالكل ينادي أنا ولا غيري.
دولنا كل شيئ فيها واحد ومشترك , وتأبى أن تسير في درب نافع للأمة وتأتي بقرار صائب رشيد , بل تدين بالتبعية وتستحضر الأعداء لمعاونة الأخ على أخيه.
الأناني مهان , مهما توهم أو أوهموه بغير ذلك , ومن المعروف أن العصي تتكسر فرادا , ولا تنكسر إذا إجتمعت , وهذا حال دول الأمة , ثيران بيض في دربها للجزر عندما يحين وقتها , وكل منها يدرك بأنه أُكِلَ يوم أكل الثور الأبيض , ويتواصلون في مسيرة إنتحارية آثمة!!
فتأنأني أيتها الكراسي الموالية لأعداء الأمة والدين , والغارقة في التبعية والذل والهوان , ما دامت اللذة في الكرسي , والتفاعل مع الغير بعدوانية وإستعلائية , فأصبحت تجارة القول والدين من النشاطات المربحة , فقل ما تشاء للتضليل والتدجيل , وافعل ما تريد لتأمين رغباتك ومتعك في الحياة الدنيا , ودع المساكين يحلمون بجنات النعيم.
ولن تخرج الأمة من مستنقعات المذلة , إن لم تتحرر الكراسي من سطوة الأنأنة , وتلد قادة يمثلون مجتمعاتهم وينكرون ذاتهم , فالشعب أناهم , وبه يتأنأنون!!
و”حب الذات يخدعنا ويعمي أبصارنا”!!