18 ديسمبر، 2024 8:59 م

الكتابة بين قلم الباركر والمسطرة الالكترونية

الكتابة بين قلم الباركر والمسطرة الالكترونية

تعلمنا منذ دخولنا الصف الاول الابتدائي الحروف الأبجدية وكتابتها بقلم الرصاص وتعلمنا كيفية صنع جمال الخط العربي.. وبما اننا كنا حديثي التعليم فقد كان اغلبنا يرسم الخطوط دون ان يعرف التنسيق والفواصل بينها ومع هذا كنا  نعتبرها لوحات جميلة جدا وكنا ننتظر دور المعلم ليعطي رايه بهذا الموضوع  …
وما ان مضت السنة الاولى والسنة الثانية ومايليها من المراحل الدراسية  حتى وصلنا الى الصف الخامس الابتدائي وقد تعلمنا القراءة واتقنا فن الكتابة بشكل بسيط  كانت فرحتنا كبيرة عندما نرى اي كتاب نستطيع ان نقرا منه بعض الكلمات وكانت تقودنا اللهفة أحياناً لطلب او استعارة مجلة او جريدة من احد الكبار في القرية عسى ان نجد فيها ضالتنا من الاسطر والكلمات التي نستطيع قراءتها وهكذا استمرت بنا الحياة المدرسية واصبحنا ننتقل الى العلوم الاخرى كالرياضيات وعلوم الفيزياء والهندسة وكذلك تَعَلمَنا بعض مفردات اللغة الإنجليزية وعندما بدانا بكتابة خواطرنا وما يدور بذاكرتنا من مواضيع سواء قصصية او قصيدة شعريه بسيطة كان القلم هو صديقنا الدائم حتى اننا اصبحنا نميز بين قلم الرصاص وقلم الجاف وقلم الحبر واصبحنا نعرف كل الماركات لهذه الاقلام فجميعنا يتذكر ماركة اقلام (( الباركر)) هذه الماركة التي اصبحت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي ومازالت علامة مميزة من بين الاقلام في كل الكتابات…
اليوم وبعد التطور الحاصل في مجال التكنولوجيا وخاصة في مجال التقنية الإلكترونية اصبح اغلب الكتاب والادباء والشعراء يقومون بكتابة نتاجاتهم الادبية بواسطة نظام الكتابة الالكتروني واصبح اغلب القراء يتلقون معلوماتهم من رسائل وكتب بنفس الطريقة المكتوبة لان مجال القراءة اصبح يمتلك فضاءات واسعة مثل مواقع البحث ومواقع التواصل الاجتماعي ولم يعد للقلم وجود الا في المدارس والدوائر الحكومية والتي يقوم باستخدامه بعض الموظفين للتواقيع الشخصية اولتسيير بعض الامور الادارية والتي تحول اغلبها الى ارشفة الكترونيه..
نعم اليوم اصبح القلم الالكتروني هو سيد الكتابة واصبحنا نكتب ما تجود به خاطرتنا من خلال الحروف الإلكترونية وتنظيمها وتنسيق سطورها في كتاب يكون جاهز للطبع او للنشر الالكتروني.. ورغم ان الكتاب المطبوع اصبح اليوم يقدم هدية من قبل المؤلف للقارىء وهذا ما يضع اعباء تكاليف الطبع ومصاريفه الاخرى ثقل اضافي على المؤلف ولكن الغاية في نهاية الامر هي اظهار موهبة الكاتب واستمتاع القراء بما تجوده موهبته…
ختاما ان القلم تحول اليوم الى مسطرة الكترونيه تجد فيها انواع الخطوط وبأحجام مختلفة وبكل لغات الكرة الارضية واصبح ملازم لنا سواء من خلال جهاز الحاسوب او جهاز الهاتف النقال واصبحت هذه الاجهزة تخزن في ذاكرتها آلاف الكتب والمعلومات وتكون قراءتها في كل الاوقات متاحة لنا وعلى مدار الساعة..
وداعا لقلم الرصاص.. وداعا لقلم الجاف… وداعا لقلم الباركر الذي كان يعتبر اغلى واثمن هدية عرفناها في حياتنا ومازال يعتبر تحفة نادرة وتراثية وبكل انواعه والوان احباره… ومرحبا بقلم العصرنة الحديثة ونحن نحمله داخل اجهزتنا الإلكترونية….