مازال الذئب متهم بدم يوسف عليه السلام، بالرغم من تبيان الآيات القرآنية، لبراءة الذئب من دمه، الا أن التسطيح الفكري، ومخلفات الثقافات السلطوية الديكتاتورية، والتي هيمنت على الثقافة العامة للشعوب الإسلامية والعربية على مرور الأزمان، جعلت من اسم الذئب ملازماً لدم يوسف.
في الوضع السياسي الداخلي، بالرغم من وجود بعض الكتل التي لم تشترك في تشكيل الحكومة العراقية، ونذكر منها كتلة المواطن على سبيل المثال لا الحصر، الا ان فشل المتصدين للحكومة، وبسبب ثقافة التعميم والتعتيم؛ يتم لصقه بكافة الكتل السياسية، فيختلط حينئذ الحابل بالنابل، ويباع الأخضر بسعر اليابس، ويدلس البيع بالربا.
بعض الكتل السياسية ككتلة المواطن في مثالنا، لم تشارك في الحكومة، فهي لم تتلطخ أيديها بدماء الفشل والفساد المالي والإداري، ولم ترتضي أن تكون رقماً كبقية الأرقام، وانما كانت صاحبة مشروع لبناء دولة عصرية عادلة، وذلك المشروع لن يكتب له التحقق، في ظرف تسلط حكومة تنظر الى مصالحها الخاصة، قبل مصالح الشعب والوطن.
عندما كتب دستور البلاد، تضمن في إحدى فقراته، الرجوع الى المرجعية الرشيدة في حال الخصام والاختلاف، الا ان الحكومة أوصدت الأبواب بوجه المرجعية، في شأن التدخل في الأمور السياسية، وبدورها فإن المرجعية أغلقت أبوابها بوجه السياسيين.
اما كتلة المواطن، فكانت مطيعة للمرجعية بكل حركاتها وسكناتها، فلما دعت المرجعية الى لم شمل الشعب، بادرت كتلة المواطن الى جمع الفرقاء السياسيين، وإقامة ميثاق الشرف فيما بينهم، وعندما طالبت المرجعية بأن يكون لرئيس الجهمورية نائبين فقط، بارد مرشح الكتلة عادل عبد المهدي الى التنازل عن منصب النائب، وعندما رأت المرجعية عدم المصلحة في سحب الثقة عن رئيس الوزراء، في ذلك الظرف، بادرت كتلة المواطن الى الوقوف الى جنب الحكومة، وابطلت النصاب في مجلس النواب، لكي لا يتم سحب الثقة عن رئيس الوزراء.
ولم تحز كتلة المواطن حتى على حقيبة وزارية واحدة، فلم يُشاهد في مراعيها الذئاب، فكيف أتهمت بالفساد وعدت كغيرها من الكتل الداخلة في هيكلية الحكومة؟!
دعت كتلة المواطن الفرقاء السياسيين الى الطاولة المستديرة، فلم يستجيبوا لطلبها، فلما تعسرت أمامهم السبل، عادوا يطالبون باللجوء الى الطاولة المستديرة، وهكذا العديد من الأمور!
كتلة المواطن وامثالها من الكتل السياسية، بريئة من التخريب السياسي والأمني والاجتماعي الذي تسببت به الحكومة، والحكومة هي الملامة في ما يجري على البلاد من ويلات.
اليوم ترمى تلك الكتل في غيابة الإتهامات الباطلة، وغدا سيعود الجميع ليسجد لها، وان كانت السنوات الثمان العجاف التي مرت على البلاد، قد أنهكته، الا ان التغيير آت إن شاء الله، وسوف تأتي السنوات السمان.