في تطوّر خطير في تطورات الأوضاع الميدانية في الانبار ، إغلاق «سدة النعيمية»، الواقعة على نهر الفرات من جهة الفلوجة ،والتي بحسب التقارير أن الهدف الذي يسعى تنظيم داعش إلى تحقيقه ليس إيقاف المياه عن محافظات الوسط والجنوب بقدر ما هو إغراق عدد من المناطق المحيطة بالفلوجة التي تتخذها القطعات العسكرية مقرات لها، الأمر الذي يشل حركتها من جهة ويضطرها إلى الانسحاب ،كما أن عدم وجود جدية كاملة من قبل الكثير من قادة الجيش في أن يعملوا شيئًا حقيقيًا، وفي المقدمة منه مسك الأرض التي ينسحب منها مسلحو (داعش)».
هذه السياسية الجديدة للإرهاب وحلفائه من البعثيين وداعش، تعكس ضعف وفشل حكومي في التعاطي مع هكذا تطّور خطير ، كما أنها انعكاس للواقع الأمني المتردي ، والتي جاءت السيطرة على السدود وقطع المياه مكمل لمسلسل الإرهاب في العراق ، فأصبحت مياهنا أسيرة بيد الداعشيون فضلاً عن المدن والدوائر الحكومية التي أصبحت مرتعاً ، يقام فيها المحاكم الشرعية ، والتعذيب والقتل تحت عناوين شتى .
الإرهاب اليوم في العراق بدأ يتفنن في القتل ، وأمام هذا التفنن لابد من وجود خطط تعالج هذه الفنون في القتل ، فالسدود منطقة آمنة لايمكن أن تكون صيد سهل للإرهاب ، لأنها تعتبر من المناطق المؤمنة عسكرياً وامنياً ، ولا يوجد فيها أي حياة للبشر سوى موظفو السد ، وقوات عسكرية المكلفة بحمايته ، كما أن قطعات جيشنا ، موجودة بكثرة في تلك المنطقة فكيف تم السيطرة على السد ؟!
هنالك من ينظر إلى جرائم الإرهاب في العراق كونها نوعا من أنواع المقاومة ، ولا نعلم المقاومة ضد من ؟! ضد النظام السياسي القائم أم الحكومة ؟ أم العملية السياسية ؟ فهذه النظرة ليس من شانها سوى أن تشجع هؤلاء الإرهابيين لمواصلة جرائمهم بهدف تدمير العراق و حرمان شعبه من فرصة إعادة بناء بلدهم على أسس الحرية و الحياة الآمنة و المستقبل الزاهر الذي حرم منها الشعب العراقي لعقود طويلة.
أن على من يجد في الجرائم التي ترتكب اليوم بحق الشعب العراقي كونها عملا من أعمال المقاومة أن يعلم أن من يتفنن اليوم بقطع أعناق العراقيين وتمزيق أشلائهم بالمتفجرات هم ذات الأشخاص من المرتزقة الذين استخدمهم نظام البعث لقتل الآلاف من العراقيين ودفنهم في المقابر الجماعية التي لا زالت تكتشف حتى يومنا هذا.
الإرهاب يقتل المدنيين بلا حدود ويصنع الموت الذي يلتهم العراقيين بلا تمييز من خلال تدمير إمدادات الماء والكهرباء والنفط وآخرها السيطرة على حياة الإنسان وريعه ، وقطع الماء عن المحافظات الجنوبية ، ويمنعون كل محاولة لبناء العراق وتحسين أوضاع البلاد المعيشية وتعويض العراقيين عن البؤس و الحرمان الذي عانوا منه ولبناء عراق مزدهر وآمن.
لهذا علينا أن لانقع في شرك الإرهابيين ونقبل الوهم بأن ما يحدث في العراق من الجرائم بشعة هي مقاومة ، وجهاد ، فحقيقة ما يجري هناك لا يختلف في شئ عن ما حدث في سوريا وأفغانستان ومدن أخرى من أعمال إرهابية تستهدف المدنيين ، وأمنهم . ألا إن القضاء على الإرهاب يتطلب ليس فقط تهيئة المستلزمات الأمنية، بل وقفة عالمية تضامنية واحدة وحازمة مع كل ضحاياه، وعدم الخضوع لابتزازه ودعاويه الكاذبة لان ذلك سيعني استخفافا بقيمة الحياة البشرية التي ينتهكها الإرهاب في كل مكان، وتشجيعا للإرهابيين على مواصلة إعمالهم الوحشية البربرية ، كما يجب على الحكومة أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الخروقات ضد مصادر المياه في العراق ، وهو خطر يهدد الوجود البشري ليس فقط في حوض الثرثاء ومدينة الفلوجة ،بل عموم المنطقة الجنوبية والفرات الأوسط .
كما ان مثل هكذا افعال ارهابية ان صحت ،،نتمنى ان لا تدخل في الدعاية الانتخابية ، والترويج للحكومه ،او لكتله معينه ، وان نسعى لترسيخ مفهوم الديمقراطيه ،والتبادل السلمي للسلطه ، وفق مبادئ الدستور الذي صوت عليه اجمالي الشعب العراقي ، وتجريد مواقفنا الحزبية وتقديم البرنامج الانتخابي بدل الرقص على معاناه وجرح لم يندمل