الأديان تبدو كالنيران الملتهبة وهي تنادي بلغة النور , وما يجري فوق التراب من سفك للدماء وإبادة للبشر مسوّغ بعقائد أديان ومذاهب وفرق وجماعات تدّعي أنها المدافع الأصدق عن الدين , وما تراه الحق وسواه باطل.
فهل أن الأديان مخترعات بشرية للإستثمار بالقتل , ولتحرير الضمير من المسؤولية وإلقائها على الرب المعبود؟
الأديان بأسرها إرتكبت سلوكيات التطهير العرقي لغيرها من البشر , والحروب منذ بدئها كانت لأسباب تسمى دينية , وإن ظهرت على غير ذلك.
فأول جريمة كما تذكرها المرويات والكتب بأنواعها , كانت قتل قابيل لأخيه هابيل , وسببها أن الرب تقبل من هابيل مخلوقا سفك دمه , ولم يتقبل من قابيل زرعا , وكأن الرب يعشق سفك الدماء ويتلذذ بمنظرها!!
ولو عدنا إلى معظم الحروب , فسنجد الدافع الكامن وراءها ديني المواصفات , وحتى ما يجري اليوم في بقاع الدينا من أهوال ودمارات تنبع من منطلقات تسمى دينية.
فما معنى الدين؟
أي ما هو تعريفه السلوكي؟
هل هو الأنانية والإستحواذية والإستبدادية , والإستعلائية , وتوصيف البشر بما يبرر قتله؟
لا يمكن الإجابة بسهولة على هذه الأسئلة , فالمسيرة الطويلة رسخت مفاهيم وتصورات من الخطورة النظر فيها , لأن السائل سيحسب من أعداء الدين , أيا كان ذلك الدين.
وما يؤكد أن الأديان مخترعات , ووجدت لإدامة الصراع البشري , وتماحق الناس ببعضهم , أن أعدادها بالمئات , وكل منها يرى أنه هو الدين , ولكن أي دين!!
هل من جواب , يا أمة إياك نعبد وإياك نستعين؟!!
وهل أن الرب كامن فينا ونراه حسب أهوائنا؟ّ