استيقظت ليلة البارحة على اصوات دوي الصواريخ وهي تعبر من سماء أربيل ذاهبة الى تل ابيب هناك حيث يباد الشعب الفلسطيني على يد الصهاينة بالقتل الجماعي والتدمير المنهجي وتصفية القضية الفلسطينية بترحيل ماتبقىمن الفلسطينيين الى صحاري مصر او غابات النيجر ..
طهران الحرس الثوري اكتشفت فجأة ان الصراع ليس هناك وان التصدي للجيش الاسرائيلي ، ينبغي ان يكون على ارض وسماء اربيل الآمنة المستقرة والملاذ الأمين لطالبي الحرية ..
تكتشف طهران برؤية ثاقبة ان تطبيق شعارات الموت لاميركا واسرائيل تمر عبر قصف أربيل بالصواريخ التي ما انطلقت من منصاتها دعما لشعب غزّة ولا تجنيباً لليمن من دمار قادم بسبب السياسات الايرانية في المنطقة ولا رحمة بالعراق الواقع تحت سطوة شعار ايراني ” سنقاتل حتى آخر عراقي ” !!
وصف الزعيم مسعود بارزاني القصف بـ “العار الشديد” في رسالة واضحة لايران الداخل والخارج !!”إن “مرتكبي هذه الجرائم ومن يقفون وراء هجماتأربيل يعلمون جيداً أن افتراءاتهم وأعذارهم وادعاءاتهم ليس لها أي أساس“، و “هذا الاعتداء ليس شجاعة أو شهامة، بل هو العار الشديد لمرتكبيه“!
فيما غرّد زعيم حزب السيادة الشيخ خميس الخنجر ” نُدين بأشدِ العباراتِالقصفَ الذي تعرضتْ لهُ مدينةُ التعايشِ والسلامِ أربيل، ونستنكرُ ما تعرضتْ لهُالسيادةُ الوطنيةُ من خرقٍ كبيرٍ” لافتا الى ان ” أمامَ أمتِنَا اليومَ مهمةٌ واحدةٌوعدوٌ واحدٌ، وهو العدوُ الصهيونيّ وماكنُته الوحشيةُ التي تقتلُ الأطفالَ والنساءَبلا رحمةٍ في غزةَ منذُ مئةِ يومٍ“.
لكن عقلية طهران ترى العدو في أربيل والانبار ، فترفع الغطاء عن صواريخها ” المُعدّة ” ، حسب الشعارات الكاذبة لـ ” تحرير القدس ” ، لكنّها يا للخيبة أصابت المدنيين في أربيل في أسوأ تدني اخلاقي لايساويه الا قتل اطفال فلسطين في غزّة !
مشكلة مدافع ايران ان بها حولاً فكرياً واخلاقياً وجغرافياً ، اذا اردنا ان نصدق شعاراتها التي سرعان ما تتبدد وتتبخر في ساحات الصراع الحقيقية ، والحقيقة إن لاحول فيها ولا هم يحزنون لانها صنّعت اساسا لحرق المنطقة واغراقها في الفوضى ، وعكس ذلك ليدلنا حلفاء ايران في الداخل والخارج على رصاصة واحدة اطلقت على اسرائيل منذ عام 1979 وهو عام سقوط شاه ايران وقيام ايران الاسلامية !
لعل رسالة بارزاني اوضح تعبير لرؤية من تجارب الشعب الكردي من ان الصواريخ ستمضي ونبقى ، والتي جاء فيها ” رسالتي إلى مرتكبي الهجماتالصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية هي أن استشهاد نسائنا وأطفالناومدنيينا ليس فخراً لكم، يمكنكم قتلنا، لكن كونوا مطمئنين من إنكم لنيستطيعوا سلب إرادتنا“..
وهي فحوى الرسالة التي وجهها القائد الفيتنامي الراحل هوشي منه الى الرئيس الاميركي ” اعتقد نيكسون ” اثناء التفاوض في باريس عام 1974 ” تستطيعون قتلنا ولكن للن تستطيعوا استعمارنا “!
فذهب نيكسون عام 1975 وبقي الشعب الفيثنامي حراً أبياً ..
تلك هي دروس التأريخ لمن يريد ان يعتبر بها من طهران وتل ابيب !!