17 نوفمبر، 2024 2:30 م
Search
Close this search box.

كم من صديق أوفى من ذوي القربى

كم من صديق أوفى من ذوي القربى

أيعقل هذا ان تطالب دولة غير عربية ولا إسلامية  وتطلبرسميا من محكمة العدل الدولية( ICJ) ملاحقة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي نتنياهو ومقاضاته بتهمةارتكابه ابادة جماعية و مجازر بشرية Genocide) )ضد الشعب العربي الفلسطيني المسلم ناهيك عن قطع علاقاتها الدبلوماسية معها؟ أيعقل هذا ولا يزال صدى قصيدة ” بلاد العرب اوطاني ” او دعوة الرسول (ص) للتواد وللتراحم  وتشبيهه للمسلمين بالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ” وبقيا هذان يترددان من جيل الى جيل عند العرب والمسلمين؟

فيما بقينا في الواقع نقلد الشعوب الأخرى كالببغاء في افراحها واتراحها ونحتفل باحتفالاتها . المصيبة الكبرى في هذه الأيام أيام نهاية السنة الميلادية حيث يتعرض فيها إخواننا الفلسطينيون  الى مجازر وقتل جماعي نحن نحتفل  ناسين ومتناسين ما يحدث لهم ولأطفالهمحيث تتحول فيها غزة الى مقبرة للأطفال وخيام لايواء النساء والشيوخ ويتعرض شبابنا لشتى أنواع التعذيبوالقتل والمعاملة الأسوأ من السيئة على يد عدو لايرحم (Merciless) مدعوم من طرف دولة كبرى  لايهمها سوى مصالحها.

أية دولة عظمى هذه التي أصبحت عدوة لشعوب الأرضولم تعد الإنسانية في مقدمة اولوياتها بل مصالحها ومصالح حلفاءها من حثالة البشر ودفعت الأخيار من الشعوب للتوحد ضدها بعد انهيار الاتحاد السوفياتيوانهيار نظام القطبين (BIPOLARITY ) والتوجه نحو نظام القطبية المتعددة ( Multi-POLARITY). فقد التحقت مؤخرا بتكتل البريسك ( BRISC) عدد من دول اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية دول  اصبح بعض منها يتعاظم نفوذها ودورها في الساحة الدولية وكذلك تقدمها  في مجالات شتى  .

ولرب سائل يسأل لماذا جنوب أفريقيا تقوم بهذه الأعمال المشرفة وليس غيرها ؟ جنوب أفريقيا يا سادتي كما هو معلوم للكثير تعرضت في القرون السابقة لهذا القرن للاغتصاب والتدنيس من طرف الرجل الأوروبي الأبيض وتلوعت وعانت ما عانت تحت وطأة التمييز العنصري ال(Apartheid) والعزل العنصري(ٍRacial Segregation)من قبل المهاجرين البيض الغربيين الذين كانون يعاملون الرجل الأسود كمواطن من الدرجة الثانية لا حقوق له (Slave )وليس له الا الامتثال لأوامر  “أسياده ” البيض  المغتصبين لأرضه والمستمتعين بخيراتها التي لا تحصى.

الا ان إرادة شعبها وتأييد الشعوب الحرة ومساندة منظمات التحرير في العالم كمنظمة التحرير الفلسطينية ( PLO ) وبفضل قادتها الكبار المناضلين مثل مانديلازعيم حزب المؤتمر الوطني الاقريقي (ANC) ورجل الدين(توتو)  تمكنت من التحرر من ربقة التمييز والعزل  العنصري وأصبحت دولة حرة تحارب كل من يسلك طرق الاضطهاد كدولة الاحتلال في فلسطين واصبح لها دور كبير في العالم وأحرزت تقدما كبير في مجالات شتى.

وأخيرا تمكن الابطال الاخيار من شعبها بنضالهم الطويل و المشهود له ان يجعلوا العالم يعترف بأحقيتهم  في هذا الصراع غير المتكافأ واخرسوا انصار العنصرية والتمييز من أمثال رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارغريت تاتشر وغيرها. وها هم اليوم أحفاد مانديلا  يقفون الى جنب الشعب العربي الفلسطيني بكل ما اؤتو من قوة لايهابون سطوة المتنفذين من الاشرار .

السؤال المحير : أليس الغيرة والنخوة من طبع الانسان الأصيل. لماذا لا يسعى غيرهم ومن أبناء جلدة الشعب الفلسطيني بالذات الى ان يناشدوا محكمة العدل الدولية او يساندوا دعوة جنوب افريقيا للمطالبة بملاحقة إسرائيل بالتهمة المذكورة حيث يتطلب الامرذلك مساندة دول أخرى.

ومن الحقائق الثابتة والتي لايمكن نكرانها أيضا انه ما من دولة في العالم الا ويكون كيانها الاجتماعي بمثابة نسيج من القوميات والأديان والطوائف والاجناس والألوان او غيرها ولكن بنسبة متفاوتة ولا يستهان بها. كما انه أي خلاف  او تجاوز او على أي مكون من مكوناتها يؤدي الى اختلالات او ارتجاجات سياسية لها صداها وعواقبهاوهذه بدورها تؤدي الى أزمات سياسية او احداث دموية يطول امدها حسب ما هو سائد من ظروف على نطاق العالم. وغالبا ما تعود هذه الدول الى دول رصينة ولها وزنها عالميا كما حدث لجنوب افريقيا وبعض دول أوروبا الشرقية . اما إسرائيل فلا تريد ان تعترف بهذه الحقيقة وتريد بالقوة ورغم الأعراف الدولية سيادة مكون واحدة وطرد المكونات الأخرى خارج اطار دولة اغتصبت ارضهابفضل اسيادها.

الذي اردنا قوله هو مخالفة دولة الاحتلال للقوانين والاعراف والمستجدات (New Realities )وتعنتها عنصريا مستعينة بالغرب وامريكا الذي بدأ يخفت بريق نفوذها وقوتها في عالم القطب الواحد  كما اردنا ان نبين تصدى واصالة دول رصينة تعرضت لنفس الاضطهاد العرقي والسياسي سابقا ووقفت حاليا لنصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لاضطهاد كبير

أحدث المقالات