ان حقيقة الصراع العربي الاسرائيلي هو عدم تقبل الحكومات الصهيونية بالواقع الحقيقي على الارض نتيجة غطرسة حكامها وعدم اعترافهم بالحق العربي الفلسطيني وهذا ما يظهر يوميا على ارض الواقع من خلال بناء المستوطنات الإسرائيلية في الاراضي الفلسطينية التي تعود بملكيتها الى الفلسطينيين العرب بكافة اديانهم…
ان اسرائيل تعتبر كيان محتل لأرض غيره وليس دولة ذات سيادة وبالتالي هي لا تمتلك اي حدود دولية مع جيرانها من الدول العربية لأنها اقيمت على اساس معاهدة دولية مخالفة لكل الاعراف والقيم السماوية… لان فلسطين هي دولة عربية ولايمكن تجزئتها من خارطة الوطن العربي مع العلم انها قابلة للتعايش السلمي بين كل الاديان السماوية من المسلمين والمسيحيين واليهود ولايوجد اي اشكال ليعيش الجميع تحت العلم الفلسطيني ودولة فلسطين الواحدة لان الدول العربية والاسلامية قاطبة يعيش فيها مزيج من الاديان السماوية والطوائف والقوميات ولايوجد اي فارق بين مواطن وآخر مهما كان عرقه ودينه لكن الكيان الصهيوني وما يطلق على نفسه دولة اسرائيل يحمل مناهج واسس في نظامه الاساس تم صياغة مفرداتها على اساس الكراهية والتفرقة والفتنة واولها احتلال اراضي الفلسطينيين وعدم الاعتراف بحقوقهم الشرعية..
ان الإسرائيليين وخاصة الطبقات المناهضة للصهيونية العالمية باتوا يدركون جيدا ان اعادة الاراضي الى اهلها واقامة دولة فلسطينية يعيش بها الجميع متساوون بالحقوق تجمعهم روح المواطنة قبل الدين والقومية امرا لابد منه.. وان النظام العنصري للكيان الصهيوني سوف يواجه بالجهة الاخرى العزلة العالمية اضافة الى الرد الفلسطيني بالدفاع عن انفسهم وهذا ما يجري الان من احداث دموية وممارسات اسرائيلية يقوم بها حكام الصهاينة ضد الفلسطينيين والابرياء العزل…
ان تعايش اليهود والمسلمين في دولة واحدة عاصمتها القدس يتطلب ان يلتزم الطرفان بحدود العقل قبل الحدود المرسومة على الخريطة.. وان تجربة النزاع المسلح قد دفع ثمنها الابرياء واصبح اليهود العقلاء في الكيان الصهيوني يدركون جيدا انهم في خطر دائم ولايوجد في حياتهم شيء يسمى الاستقرار نتيجة ممارسات شنيعة يقوم بها المتطرفون من الإسرائيليين…
ولذلك ان ما نلاحظه اليوم من مستجدات بالقضية الفلسطينية يضعنا امام تحول ملموس بالسياسة الدولية التي كانت تقف منحازة تماما بجانب الكيان الصهيوني.. فلقد ادرك المجتمع الدولي ان الحل الامثل هو اقامة دولة فلسطينية يحكمها المسلمين وبالشراكة مع اليهود والمسيحيين ويمارس الجميع حقوقهم الدينية في المسجد الاقصى على اعتبار انه مرجعية لكل الاديان السماوية بعيدا عن العنف والكراهية. لان اسرائيل اليوم قد حصلت على كل مبتغاها من علاقاتها مع دول العالم ومن ضمنها توقيع اتفاقات سلام مع دول عربية ولكن دون جدوى فمازال النزاع المسلح قائم ومازال الامن العام والتعايش السلمي في كل الاراضي الفلسطينية مهدد وتتجدد فيه العمليات العسكرية بين الحين والاخر….. فهل سوف يتنازل القائمون على مشروع الكيان الصهيوني عن احلامهم واطماعهم المريضة ويتركون الشعب اليهودي يقرر مصيره بالتعايش مع الاخرين مثلما كان عليه قبل احداث وعد بلفور المشؤوم عام 1948..ومثلما تعيش حاليا الجاليات اليهوديّة في بعض البلدان الاسلامية والعربية……