غالبية الاحزاب التي شاركت في انتخابات مجالس المحافظات كانت عبر إئتلافات وتحالفات باستثناء حزب السيادة الذي يتزعمه الشيخ خميس الخنجر الذي خاضها منفرداً في مغامرة سياسية تحسب للخنجر نفسه الذي اتخذ قرار المشاركة بعيداً عن أي تحالفات أو إئتلافات لامع قوى المكون السني ولا مع قوى اخرى خارج المكون ، واستطاع حزب السيادة ان يحصل على عشرين مقعداً ، هي الاعلى كحزب ، وسط الصراع العسير لتحالفات قوية وامتدادات تأريخية وناشئة .
رغم ان حزب السيادة وزعيمه خارج دائرة ما يسمى الدولة العميقة ولا يمتلك ميليشيات تؤثر في خيارات الناخب ولا اموال دولة استخدمها في حملته الانتخابية ، التي اعتقد ان كلفتها كانت معقولة قياسا بما أسرفت به قوى وكتل سياسية لم تغامر بخوض الانتخابات منفردة ولم يستخدم خطاباً طائفياً، نقول رغم ذلك حصد حزب السيادة بيدراً ممتازاً على خارطة مجالس المحافظات !
ويأتي هذا الحصاد على الرغم من كل محا ولات التهميش والاقصاء والتسقيط، حتى لشخص الخنجر نفسه باجترار قضايا وتلفيقات وصناعة حكايات ساهم فيها سياسيون ، حلفاء قدامى وجدد ، ومؤسسات اعلامية وشخصيات التحليل السياسي وتخمينات واستفتاءات احباط الجمهور .
ان نقاط التفوق التي يسجلها الخنجر ، مع احباطات سابقة في خوض تجارب انتخابية، ليست جديدة في مساره السياسي منذ ان كان راعياً للقائمة العراقية في انتخابات 2010 ، القائمة التي قازت في الانتخابات النيابية متفوقة على دولة القانون ، لكن ارادات خارجية تلاعبت بالصياغات القانونية للدستور وافتت بفوز الخاسرين !
ستكون أمام الخنجر مهمة شاقة وعسيرة لمواصلة الحصاد في صراعات تشكيل الحكومات المحلية ، وسيجد امامه مع حزبه تحديات من نوع جديد ، تتمثل بافراغ حصاده من محتواه ، وان تجاوز هذا التحدي ، سيكون أمام المهمة الاكبر في تحويل الشعارات والبرامج التي طرحها الى وقائع على الارض ، وهنا سيكون الاختبار الحقيقي والتميّز النوعي لتمكين الثقة التي اولاه اياها جمهوره الواسع لمواصلة الدعم والاسناد في الطريق الى الانتخابات النيابية القادمة !
ان الرضا الذي عبّر عنه الخنجر في بيان للسيادة بعد النتائج ، ينبغي ان لايكون مدعاة للاسترخاء بسبب نشوة الفوز ، وان يواصل العمل ليس على مستويات خوض الانتخابات بل العمل الجاد لان يكون حزب السيادة حزباً حقيقياً وليس دكاناً انتخابياً كما في غالبية الاحزاب التي تخوض الانتخابات ثم تختفي، ان كانت خاسرة أو رابحة ، فأهدافها كانت مرحلية تتبخر مع اغلاق صناديق الاقتراع !