هذه المقالة الثانية التي اكتبها عن الاديبة العربية احلام مستغانمي المتميزة بكل كتاباتها الادبية من رواية ومقالة.. وسوف ابقى اكتب لها مهما تكون نوع الموانع والحواجز والظروف الخاصة في طريق قلمي المستقل فالكاتب سلاحه القلم ولايهمه صليل السيوف..
اليوم وانا اخط سطور هذه المقالة من بلاد الرافدين.. بلاد الكتابة المسمارية والجنائن المعلقة البابلية واسوار الدولة الآشورية وانا قريب جدا من ذكريات عمالقة الشعر والادب العراقي فها هو بقربي تمثال عثمان الموصلي.. والى جنوبي معروف الرصافي والسياب والجواهري.. وهناك يرقد في قبره صديقي كريم العراقي….
اكتب عن امرأة ولدت من صلب التاريخ الادبي العربي المعاصر تابع رواياتها الرؤساء والملوك ودندنوا مع أميراتهم بكلمات نسجت حروفها من العبارات الجميلة التي خطها قلمها واناملها الذهبية..
نعم انها معشوقة كل البيوت العربية…معشوقة البحر والنهر اسمها يتلألأ مع النجوم وفي اعلى قمم الجبال…
عشق كتاباتها العربي في بلاده وفي غربته في المهجر. وقالوا مدحاً فيها الكثير والكثير وكتب عن رواياتها الكتاب والقادة والرموز الادبية المعروفين بوزنهم الثقافي في مجتمعاتنا العربية.. فلقد قال عنها الرئيس الجزائري الثائر العربي احمد بن بله ((ان احلام مستغانمي شمس جزائرية اضاءة الادب العربي)) ورغم انه احد رجال السياسة وثوارها الا انه انصف الثقافة العربية جمعاء بهذه الكلمات الصادقة….
لم تكن يوما روايات ومقالات الكاتبة العربية الجزائرية احلام مستغانمي مُلكاً لجهة ودولة محددة فلكل مواطن عربي نصيبٌ في هذه الروايات لأنها تتحدث عن همومنا ومعاناتنا وعن سعادتنا واحزاننا نحن الشعوب العربية..
ولذلك لابد لنا ان نمنحها وسام المحبة النابع من قلوبنا نحن عشاق لغة الضاد وعشاق الادب والرواية…
أحلام مستغانمي عبرت البحار والمحيطات بقلمها الذهبي وتكلمت رواياتها بكل لغات العالم..
وان كلماتها اليوم عن قضيتها العربية بقلمها المدافع اقوى من الرصاصة التي تطلقها فوهة البنادق وهذا دليل قطعي على اصالتها العربية ومفهومها للواقع العربي كونها ولدت في عائلة عربية مناضلة وتعلمت الجهاد بالكلمات من خلال السيف الذي حمله والدها مع الثوار الجزائريين…..
لقد وصل بنا الحال ايتها الكاتبة العربية الى حد الادمان لقراءة كل ما تكتبيه فهنيئا لنا هذا العشق العذري للتقرب من احلام مستغانمي عن طريق القراءة ونحن تلاميذٌ يصغون مطيعين لأستاذتهم المربية الفاضلة التي علمتنا فنون الكتابة كما يعلم ضابط الصف جنوده في المعسكر على فنون القتال وتحمل الصعاب في ساحة المعركة…
كتبت عن الثوار والمناضلين وذكرت الايام الصعبة في بداية طفولتها وقدمت شكرها باسم شعب الجزائر من خلال اصدق الكلمات في معظم مقالاتها لكل من ساهم او ناصر ثورة التحرير في بلادها التي ارتوت بدماء المليون شهيد ضحوا بأرواحهم الطاهرة من اجل تراب الجزائر…..
وانا هنا احببت ان اضيف مجتهدا انني مثلك يامناضلة القلم من بلد عربي يملك حضارة قديمة دافع عنها منذ ولادتها وقدم في الزمن المعاصر مليون شهيد عراقي فنحن رغم اختلاف اللهجات بيننا وانواع المأكولات والعادات والتقاليد المحلية الا اننا من فصيلة وقومية واحدة ويعود نسبنا الى هؤلاء الشهداء الأبطال الذين جادوا باحسن الجود… وتجمعنا رابطة اللغة العربية ونعيش متحابين بطيبة قلوبنا رغم بعد المسافات الجغرافية…
تكلمت في معظم رواياتها عن الحب والعشق مثلما تكلمت عن الحياة والفراق والاوجاع والآلام….
تقول في احد اسطر مؤلفاتها..(( ما من قصه حب الا وتبدا بحركة موسيقية قائد الاوركسترا فيها ليس قلبك انما القدر الذي يخفي عنك عصاه بها.. يقودك نحوه سلم موسيقي لا درج له.))..
ومنذ ان قرأت بعض الصفحات من روايتها التي اجتاحت مجمل دور النشر العالمية والتي كانت بعنوان:-
(( الاسود يليق بك )) تجسدت بيني وبينها علاقة عن بعد وتعلقت بحروف كلماتها وانا اعيد الذكريات لأيام شبابي وتعلقي بانتظار نشرات الاخبار من شاشات الابيض والاسود…
احلام مستغانمي
كلما اكتب حروفي وكلماتي اقوم باستعادة قراءة اسطرها خوفا من ان كلماتي المتواضعة لم تفي بشيء من استحقاق ملكة الرواية العربية في عصرنا الحاضر…
وحتى ابتعد قليلا من الانتقاد الذي سوف يوجه لي من غير عشاق القراءة فأعيد الكَرة مرتين فاجد نفسي متيم ولهان بروايات هذه الكاتبة العربية المعاصرة…
الا يحق لي انا المواطن العربي ان احتفل قبل ذلك المواطن الاوربي او الانكليزي واتفاخر بكل روايات احلام مستغانمي..
اليس انا ابن مجتمع ذلك العراقي الذي تعلق قلبه بك في اول ريعان الشباب… ولماذا اخفي اسراري وانا اعرف ان عشقك العذري قد وصل الى جزيئات الماء في نهري دجلة والفرات وقد تدفأت الرمال على سواحلهن الجميلة بكلمات العاشقة والمحبوبة لدى الجماهير العربية..
حتى ابناء الاقوام الاخرى الذين قرأوا رواياتك بعد ترجمتها الى لغاتهم شهدوا بجمالية ومعنى كلماتها…
وهنا لابد من الاشارة عزيزي القارئ الكريم ان مجلة فوريس الأمريكية قد صنفتها في العام 2006 الكاتبة العربية الاكثر انتشارا في العالم العربي وقد تجاوز مبيعات كتبها الملايين من النسخ بين رواية وكتاب… .
احلام مستغانمي
ماذا اكتب وانا امامي بحر العرب وخلفي من بعيد جبل تاهات آتاكور الجزائري…
لقد استفاد الكثيرون من الادباء اليوم من طريقة كتابتك للرواية وهذا دليل على انك مدرسة ادبية متكاملة تمنح المتخرجين منها شهادة في كتابة الرواية والمقالة…
من اي أسقيتِ تلك الكلمات في مجمل رواياتك يامستغانمي..
هل من مياه نهر الشليف العذبة ام من تراب الجزائر المعجون بدماء الشهداء الاجداد…
وهل سوف تكفي هذه السطور لرد الجميل وانا اكتب عن الانسانية التي يحملها ذلك القلب الطيب والمتابع لنا جميعا وهل انسى دعائك والطلب من كل متابعيك بالدعاء لي بالخروج سالما معافى من الوعكة الصحية التي اصابتني مؤخراً…
وماذا اقول وكيف أنهي القول وانا ابن قومٌ جادوا بالنفيس والغالي من اجل ان تبقى الراية العربية خفاقة عالية ومن حقي باسم ابناء قومي ان اقول تفضلي يا كاتبتنا الكبيرة بزيارة بيتك الثاني في بغداد ثم زيارة اهلك في مدينة الموصل مدينة كاتب المقالة المتيم بكل حروف مقالاتك…
وسلام على الجزائر وسلام على احلامها…