18 ديسمبر، 2024 8:48 م

في زمن التطور التكنولوجي لم يعد هناك سرٌ ولا خصوصية، وعلى الرغم من كثرة المشاكل التي يحدثها هذا الأمر فما زال الناس يغفلون فيتكلمون ويتورطون.

طالعنا العديد من السادة المرشحين الخاسرين في الانتخابات المحلية، وهم ينفثون لوعاتهم، ويبثون اوجاعهم، ويمطرون السامع بابشع الالفاظ!

وإذا كانت الكثير من هذه المقاطع يتم تداولها بدافع السخرية منها ومن أصحابها، فإنها تحمل من المعاني والدلالات الكثير، بعضها يثير الدهشة وغالبها الأسى والأسف، حتى لكأنها تصلح ان تكون نموذجاً للمحتوى الهابط!

ورغم ادراكي ان الانتخابات باتت موسماً حتى للمجرمين كما اشرت في مقال سابق، لكن استوقفتني هذه الروح الوطنية التي كشفت عن دواخل هؤلاء، مما أثار لدّي السؤال عن مستوى الوعي والانتماء وما هو شكل الأداء لو فاز هؤلاء؟!!

ولعل النقطة الأساسية التي ترتبط بهذا الموضوع هو تأثير المال السياسي الذي امتازت به الانتخابات الحالية بشكل بالغ، فلم يعد هناك مجال لمشروع سياسي حقيقي ولا بعد فكري ولا خطة استراتيجية يمكن الوثوق بها، مما جعل التوقع العام للمرحلة المقبلة أنها ستكرر الفشل والاخفاق لا غير، دقيفاً ومنطقياً.

ان الوهن الذي أصاب الهوية الوطنية، والشرخ الكبير بين الجمهور والطبقة السياسية، وتعمد بعض الأطراف استمرار هذا الوضع بدافع الاستفادة من هذا الخراب، ان كل ذلك أفرز لنا هذه الأصوات البائسة التي تلوم من اوهمها بالتصويت فيمتد اللوم إلى الطعن بالشعب كله، والتنديد بالانتماء للوطن الذي يدّعون إنهم يعملون لصالحه، وضعوا العبارة الأخيرة بين قوسين وتحتها الف خط أحمر!.

ان بقاء الحال سيئاً هو انعكاس لواقع لا يسير نحو الاصلاح إلا ببطء السلحفاة، وظهور نماذج سلبية إنما هو إفراز لطبقة منتفعة وأخرى تسمت بالعمل السياسي وهي لا تعدو ان تكون احدى واجهات الابتزاز.

وقديماً قلت ما دام لنا ظاهر وباطن فستبقى التسريبات حاكمة، وما لم نوحد دواخلنا مع ظواهرنا، وصدقنا القول والعمل، وأسسنا لمشروع وطني حقيقي، فلن نسجل أول خطوة في طريق التغيير المنشود.. وهذا التاريخ القريب والبعيد فيه ألف عبرة… فهل من معتبر؟!.