23 نوفمبر، 2024 10:47 ص
Search
Close this search box.

المسؤول والمنصب وجها لوجه

المسؤول والمنصب وجها لوجه

معظم الرجال تقريباً يمكنهم تحمل الصعاب لكن إن أردت اختبار معدن رجل فاجعل له سلطة.
ابراهام لينكولن
لقد فتشت كثيراً وسالت مراراً وتكراراً أهل الحكمة والحل والعقد هل هناك فرق واختلاف بين ان يكون المرء رئيس الجمهورية ,أورئيس وزراء,اووزير,أو مسؤول رفيع المستوى,أو موظف مؤثر في السلطة ,أو موظف بسيط ,اوعامل في مصنع ومعمل,أو فلاح ,أواية مهنة يمتهنها الإنسان ليسكب رزقه منها بشرف ؟

الاختلاف يكمن في التربية والأخلاق لكل منهم ,فالدم والجسد هو نفسه بين الجميع ,والجميع سيموتون ولا أحد منهم سيعمر في الأرض,وتلك هي أرادة الخالق التي قهر بها الطغاة والجبابرة والمستبدين ,فالكثيرمن الوزراء والمسئولين لم ولن تغيرهم كراسي السلطة لأنهم ليسوا عبيد في داخلهم ,هم أحرار متحررين من عقدهم ,من بيوت لا تعرف الحقد والضغينة ,تسامح وتعفو ,الخير والكرم هو خطها ,بل كانت السلطة لهم منفذاً ووسيلة لمساعدة الفقراء والمستضعفين والمحرومين ,وقضاء حوائج الناس,ولعلني أتذكر قول الرسول الاكرم (ص) (إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس،حببهم إلى الخير،وحبب الخير إليهم،هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة) فالسلطة هي محك يعرف من خلالها معادن الرجال وسمو خلقهم فهي تجمع بين ظاهرتين قويتين هما,المال,والقوة,وهناك من يكرسهما في خدمة المجتمع, ويعتبر المسؤول نفسه مؤتمن عليهما ,يكرس ويستنفرجل وجوده وطاقته في أنصاف الناس ,ونصرة المظلومين الذين يبحثون بمن يتولى المنصب والسلطة خطه ونهجه خط الأمام علي (ع) الذي آثر على نفسه قطيفة مرقوعة ليقول (والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل ان تنبذها عنك فقلت اعزب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى)ليحقق العدالة الاجتماعية ويرسم البسمة على شفاه المحرومين والمعدمين .

المسؤول قبل ان يكون مسؤولاً عن موظفيه ,وعن من انتخبه من الشعب ليجلسه تحت قبة البرلمان ,عليه ان يكون مسؤولاً امام ذاته ويحاسب تصرفاته, فقيمة المرء تتجلى بعطائه وإيثاره في مساعدة الناس من حوله ,لا ان يتحول الكرسي عبارة عن أداة لاضطهاد الناس وهدر كراماتهم ,والتحكم بقوتهم ,وممارسة الذلة بحق المواطن والموظف,لأنه يرفض ان يكون عبداً للمدير,وحادثة ابا ذر الغفاري (رض)دليل يؤكد ان التصدي للسلطة وحملها أمانة شاقة ,وليس فقط أنني المهم ان أكون مسئول وتمتلئ عقد النقص عند المعني بالسلطة(قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ) هناك من يبحث عن السلطة ليتسلط على رقاب الناس ,ويتجاهل برامجه الانتخابية التي قدمها والتي وعد الناس بها ,ويتحول لعبد للكرسي ويعتبره تشريف وليس تكليف ,ويبدأ بوضع كل من على شاكلته بقربه ويستبعد المهنيين والكفوئين والأحرار,ليأتي بمن لديهم دكتوراه بالعق الأحذية ومن ويتملقون ويمسحون الأكتاف ولا يعارضون على اي شيء ،بل انهم يصنعون له حياة مزيفة ,والمثل القائل (قل لي من تصاحب أقل لك من أنت) .

أحدث المقالات

أحدث المقالات