قال الإمام علي بن أبى طالب عليه السلام
«الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام»
مقولة رائعة لرجل عظيم خبر الناس بانماطهم، فكان اكثرهم “حلما”. المفوه الذي لايختلف اثنان على ماحباه الله تعالى من صفات ومناقب وافضلية واسبقية.
وأرى ان “الحليم” في معناه الكلي مٓن (لا يتعجل حكما، او يتخذ قرارا او رأيا بلا تثبت و رويّة، وان يغض الطرف عن السفيه، ولا يصاحب الجبان، ولايواكل النهم، ولايماشي الأرعن، ولايجادل الأحمق، ولايخالط الجاهل، ولا يجالس المنافق، وان يخفض جناحه لمن هو دونه، يوقر الكبير ويراعي الصغير).
والبلاء كل البلاء، ان صارت الصلافة أسلوبا، والغلظة قناعا، والرعونة فكاهة… صفات غالبة وبديلة عن الكياسة والخلق الرفيع والمروءة.
فلا غرابة أن يستشعر الحليم الوحدة، ويرى نفسه منفردا وسط قوم ديدنهم النفاق،التملق، التصنع، المكر، الخداع، الخيلاء، التعالي، الوقيعة، الدس، التلفيق، البذل، الرخص، ، السفه، الجهل.
كل ذلك.. ربما في من تلتقي، او تجالس، او تعمل، او تجاور. والحليم يبحث عن قرينه ممن يعفو عن مقدرة، ويحلم عمن يكيد له حسدا، ويبغضه بلا مبرر ، إلا لأنهما نقيضان.
إن سؤل حليم ؛ من تود؟ لقال
– من أضاف لي شيئا حبا لله.
ومن تصاحب؟
– من يقلني عثرتي، ولا يبح سري، ويستر عورتي، ويعلم ما أريد دون إشارة، ويستشعر ضائقتي دون تلميح، ويحس بألمي دون تصريح، وعمله على قدر قوله.
تُرى…كم صاحب لديك له بعض هذا؟؟
عودة على بدء
لا تعرف الرجل حتى يتكلم.
إذ « المرء مخبوء تحت لسانه»
وقال سقراط « تكلم حتى أراك»