18 ديسمبر، 2024 9:56 م

في حالات تداعي وتقاطع الأفكار الحداثوية ، هذه الحالات تجعل من العقل أن يتحرر من كل القيود ومن كل المحددات ، وبأملاأت عقلانية ، تنفقد السيطرة على ما تخطه الأنامل من أبداعات .. والآتي هي أضاءأت عقلانية بهذا الصدد :

* لا أبداع ولا تقدم ولا نمو حضاري – ثقافي وتكنولوجي وعلمي و .. ، والمفكرون سقفهم التراث الأسلامي / القرآن والسنة والأحاديث ونتاج أئمة المسلمين .. ، فالمفكرون ، أينما كان توجههم ، لا يمكنهم أن يبدعوا ، وقواعدهم الفكرية تحكمها أفكارا ماضوية ، فالأنسلاخ من هذا الوضع الظلامي ، يعتبر خروجا الى فضاء الحقيقة الأوسع .

* قد أكون قد أسلفت بالقول – بمقالات سابقة بوجوب ” قراءة حدثوية للنص الديني / خاصة الأسلامي تحديدا ” ، ولكني أقول الأن ، أترك النص الديني لرجال الكهنوت ، وحجمه ، بل أبعده عن دائرة فكرك ، وأعتمد على ما يمليه عليك عقلك ، فحكم العقل هو طريق المستقبل ، لأن أي قراءة ماضوية للنص ، سوف لن تجعلك أن تبدع فكريا ، بل أن الأمرسوف يحجم الأبداع الفكري لديك .

* المجتمع يجب أن يخرج من مرحلة الأنصات والأصغاء والأستماع ، وعليه أن يعبر الى مرحلة القراءة والبحث بذاته ، أي أن يخرج من مرحلة الشفاهية الى مرحلة قراءة ما كتب / ما دون من كتب ومصادر ، ليطلع على الحقيقة بنفسه ، لا أن يسمعها / أي الحقيقة ، من أفواه الأخرين .

* المفكر العربي / المسلم خاصة ، يعيش مهددا ، وعلى مستويات مختلفة ، منها : الخوف من مؤسسات السلطة الرسمية – القضائية والأمنية والشرطوية و .. ، ومن ثم الخوف من رجال الكهنوت / الشيوخ ورجال الدين .. والمؤسسات الدينية – كالأزهر وكل المرجعيات الدينية الأخرى .. وأخيرا الخوف من الأتباع / الجمهور – والذين يتحركون وفق أيماأت رجال الدين . لذا فالمفكر العربي المسلم ، من جانب مسلط عليه ثقل التراث الأسلامي الماضوي ، ومن جانب أخر ، المفكر يعيش في دائرة الخوف .
* ومن أضطهاد رجال الفكر ، أورد التالي : 1 . من الأرهاب المخابراتي ، أيداع المخابرات المصرية ، للشاعر والكاتب نجيب سرور في مستشفى الأمراض العقلية ، وتوفى سنة 1978 عن 46 عاما . 2 . تكفير المفكر د . نصر حامد أبو زيد / المتوفى سنة 2010 ، ومقاضاته بتهمة الأرتداد ، وتطليقه من زوجته د . أبتهال يونس . 3 . د . فرج فودة / أغتيل عام 1986 ، وبالتحقيق مع قاتله – عبد الشافي رمضان ، أعلن أنه قتل فرج فودة ، بسبب فتوى لدكتور عمرعبدالرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد ، ولما سؤل من أي كتبه عرفت أنه مرتد ، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب . 4 . د . سيد القمني / المتوفى سنة 2022 ، واستنادا إلى تصريح صحفي لإبنة القمني ، المهندسة سلوى القمني قالت إنه تلقى تهديدات كثيرة بالقتل منذ تفجيرات طابا كان بعضها من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الذي كان يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي عبر شبكة الإنترنت خاصة بعد مقال كتبه بعنوان ” إنها مصرنا يا كلاب جهنم ” . 5 . أسلام بحيري / حاصل على الماجستير في «طرائق التعامل مع التراث» من جامعة ويلز بإنجلترا ، الذي في عام 2015 أدانته محكمة مصرية بتهمة ازدراء الأديان ، وقضت عليهِ بالسجن لمدة 5 سنوات مع الشغل والنفاذ ، وخفف الحكم الى سنة ، ثم أطلق سراحه بعفو رئاسي عام 2016 من قبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي .
أضاءة : لا بد لي من القول : أولا – بأنني لم أتكلم عن رجال الفكر بالغرب ، لأنهم قد تحرروا من الدين ، ومن موروثه ، ومن أي قيود لاهوتية أو كنسية . المشكلة هي في الشرق – العرب المسلمين بالتحديد ، وليس مسلمي الدول غير العربية / كماليزيا مثلا المتقدمة أكثر من الشرق العربي .. ثانيا – على المفكر العربي أن ينهض ، وأن ينفض كل تركة التراث بمجمله ، وأن يتحرر من سلطة رجال الدين ، ومن الهيمنة القسرية لكل المؤسسات الدينية ، وذلك من أجل تنوير العقل العربي ، والعمل والمساهمة في خلق مستقبل حضاري عربي أفضل .