19 ديسمبر، 2024 1:18 ص

في العام السادس للهجرة عزم المهاجرون والأنصار أداء العمرة , وكان عددهم (1400), فاعترضتهم قريش القوية , وبعد مداولات ومفاوضات إنتهى الموقف بتوقيع إتفاق سمي (صلح الحديبية).
ويُقال أن النبي (ص) , قال لعلي بن أبي طالب: أكتب بسم الله الرحمان الرحيم , فقال ممثل قريش: لا نعرف الرحمان , فليكتب بإسمك أللهم.
فقال: أكنب بإسمك أللهم
ثم قال: أكتب محمد رسول الله.
فقال ممثل قريش: لا نعترف بأنك رسول الله
فقال : أكتب محمد بن عبد الله.
وبعد توقيع صلح الحديبية ومدته (10) سنوات , غضب الكثير من المهاجرين والأنصار , ولكنهم أدركوا قيمة الإجراء النبوي بعد وقت.
الحكمة في السلوك أن عدوك عندما يكون قويا , عليك أن تكون حليما ذكيا متعقلا , لحين تمكنك فتقدر عليه.
وفي السنة الثامنة للهجرة فتحت مكة.
ومنذ ذلك الصلح وحتى اليوم لم يستوعب العرب والمسلمون روح الحديبية , وهيمنت عليهم التفاعلات البالونية والتصريحات الهذيانية , وما تعلموا مهارات إكتساب القوة وتنمية الإقتدار بأنواعه , مما تسبب بإنهيارات كبيرة في مسيرتهم.
فالقوة بحاجة لعقول فاعلة متفاعلة , وقيادات باصرة متعقلة , ذات إرادات إنسانية حضارية , تجيد تعدين النفوس وإستخلاص معادنها النفيسة؟
ومن الواضح أن المسلمين إستهلكوا أوقاتهم في التأويلات الفارغة , اللازمة للإستنزاف الذاتي والموضوعي , وتعزيز الفرقة والتناحرات البينية القاهرة للخطو نحو الأمام.
وواقعنا المعاصر يؤكد إنغماس دول الأمة في منحدرات التبعية والخنوع , والهوان المؤذي لجوهر الروح والنفس , وما إستطاعت التحرر من أصفاد الإنهراس في طواحين الغاب الفتاك.
فهل ستفعِّل عقول أبنائها؟!!
د-صادق السامرائي