تخليل: عملية حفظ الغذاء بتخزينه في محلول حمضي (حامض الخليك)
برزت في وسائل الإعلام عبارة “محلل سياسي” , وإختلطت حوابلها بنوابلها , “كلمن صخم وجْهَ صار حداد” , الكل محللون سياسيون ويدلون بآرائهم الهادفة لتأهيل المستمعين للإذعان والتبعية والخنوع اللطيف.
وأمامهم ألقاب ودرجات (أستاذ , دكتور , خبير , عالم) المطلوبة لشد إهتمام المتابع , وإيهامه بأن المتكلم يتناول الموضوع بعلمية وحيادية.
ويبدو أنها من أساليب الحرب النفسية التي يمارسها ذوو العاهات النفسية والفكرية , وهدفهم الحصول على المكافآت والإكراميات من أعوانهم وأسيادهم.
هذه الظاهرة تدعو للحيرة والتساؤل , فلا يمكن إطلاق صفة محلل سياسي على مَن هب ودب , ومَن يستطيع الدخول إلى أستوديوهات محطات التلفزة.
والكثيرون بلا قدرة فكرية ولغوية ومنطق مقنع , تقودهم عواطفهم ومواقفهم المسبقة ومناهجهم , التي تملي عليهم تبرير السيئات وتحويلها إلى فعل طيب ومحبب.
وحتى في الأحداث الجسام , يتكلمون بأساليب مخادعة مقرونة بكلمة (ولكن) وما بعدها , فما أخطرهم على المتابعين.
ولكثرة (المحللين) تاهت الأمور وما عاد الواحد منا يعرف فطومة في سوق الغزل.
والأعجب أن اليوتيوب أعطى الفرصة للعديد من ذوي الدمامل النفسية لإندلاق أقياح ما فيهم , وترويض السامعين على أن الشر خير , وقد فسر المحلل الفلاني الماء بعد الجهد بالماء.
إنهم يطرحون دجلا وتضليلا وبهتانا وعدوانا على القيم والحقائق , ولكثرة المواقع والمحطات التلفازية , أصبحت شغلة محلل سياسي ذات رواج؟
أنتم المخللون وما أنتم محللون!!
وستعرف إذا إنجلى الغبار..أ بغلة تحتك أم حمار؟!!
د-صادق السامرائي