سؤال لابد لنا أن نطرحه خاصة بعد سقوط هذا العدد الكبير من الأبرياء والمدنيين في قطاع غزة نعم، اتخذت حركة حماس قرارها بتنفيذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023م من طرف واحد ومن دون وجود أي تصيد كبير من قبل دولة الاحتلال في هذه المنطقة، وسواء أكان قرار القيام بهذه العملية من جانب الحركة لوحدها ام بالتنسيق مع دول اقليمية أخرى داعمة لها ، فإن النتائج التي تمخضت عنها حتى الان كانت كبيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
نعم، أن نشوة العملية العسكرية هذه التي كانت اشبه بغزوة بدائية لم تدم طويلا بعد ان كان هناك تعاطف شعبي واسع في الجانبين المحلي والعربي، وما أن بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية حتى ظهر جانب اخر لهذه الحرب، فالمحتلين ادعوا في بداية الأمر انها لتحرير اسراهم الذين سقطوا بيد الفلسطينيين، ثم تحول الأمر إلى ردع وتدمير قدرات حركات المقاومة في القطاع المنكوب، لتنتقل بعد ذلك إلى مرحلة الانتقام، فلا يمكن شيء أن يفسر لنا كل هذا العنف الاسرائيلي في قطاع غزة الا انه انتقام حقيقي وكأن الأمر كان مدبرا في وقت سابق او انهم كانوا ينتظرون حدوث مثل هكذا عملية حتى يتذرعوا بها للقيام بهذا الانتقام الرهيب،
ان عشرات الالاف من الضحايا وجلهم من النساء والأطفال مع تدمير كبير للبنية التحتية في القطاع والضفة الغربية هي خسائر فادحة وكبيرة اذا ما قارنت بخسائر العدو، فهل في هذا الأمر فائدة للقضية الفلسطينية العادلة ام ضرر ؟ وهل في إظهار المقاومين بمظهر الإرهابيين الذين يقتلون ويسبون المدنيين فائدة لهذه القضية ؟ وهل منح في قوات الاحتلال فرصة ذهبية للعودة العسكرية البرية إلى اراضي القطاع فائدة للقضية ؟
على اننا مع كل ما اسلفنا لا يجب أن ننكر حقيقة وجود بعض المكاسب من هذه العملية رغم كل الخسائر الفادحة، فقد فضح طوفان الأقصى عمالة معظم الانظمة والحكومات العربية التي صارت تجاهر بالتطبيع خلال الاعوام الماضية من دون وجود سلام حقيقي في منطقة الشرق الاوسط، كما هذه العملية أعادت تذكير المجتمعين العربي والدولي بمأساة هذا الشعب المحتل منذ عقود طويلة، ولفتت إلى أهمية إيجاد حل شامل وعادلا لهذه القضية المستمرة منذ زمن طويل .