العلاقات الدولية تخضع لقوانين الغاب لأن الدنيا غاب دوّار , ولا فرق بين ما يحصل في مملكة الغاب الحيواني وميادين الغاب البشرية , فالقوانين ذاتها والنتائج معروفة.
وتتخذ العديد من الدول دور كائنات الغاب , فمنها الأسود والقرود والثعالب والظباء والحمير وغيرها من الأنواع الأخرى , التي تشق طريق بقائها والحفاظ على نوعها , وفقا لآليات فاعلة ومؤثرة وذات نتائج صالحة لديمومتها.
فالدول المتأسدة تزأر وتفترس ما تستطيعه من مسميات الدول , ويبرز دوما سلوكيات الدول الثعلبية , التي تتفاعل مع الدول المتأسدة على أنها تعاديها وتريد النيل منها بأقوالها وخطبها , للتضليل ولتسخير المغفلين لتقديم العون للدولة المتأسدة والحفاظ على مصالحها.
والدول الثعلبية خطيرة ومدمرة للساحة الإقليمية التي تتواجد فيها , لأن ما تخفيه عكس ما تعلنه , وما تقوم به يتقاطع مع ما تقوله , وهي دول مخادعة تتبرقع بما يؤمّن مسيرتها الثعلبية , ويعزز هيمنتها على الأتباع والمؤهلين لتنفيذ برامجها وتحقيق أهداف الدول المتأسدة.
ومن الواضح أن سياسات الدول الثعلبية المخادعة تحقق نتائج نافعة للدول المتأسدة , وتضر بشدة بالدول الأخرى في سوح الغاب الذي تتحامل فيه الأسود على بعضها , والقرود تتراقص حولها , والثعالب تتدبر أمر الآخرين وسوقهم إلى آجام الأسود ليتحولوا إلى ولائم شهية برضاها , فهي قرابين من أجل عيون الثعالب المدعية بما يعين على الخداع والتضليل والتنويم والتبعية والخنوع والإذعان للمفترس الحصين.
إنها لعبة الألاعيب المموهة الممررة على الأمم والشعوب , وقد عانت منها دول أمتنا التي تبدو كالحمل الوديع , الذي ينتظر صولات الأسود بعد أن أوقعته الثعالب في مصيدة المصير العسير.
فهل لنا الحذر من الدول الثعلبية المرامي والتفاعلات؟!!
د-صادق السامرائي