الحر: الخالص من الشوائب , الأفضل
المر: ضد الحلو
كلمة الحر إقترنت بالشعر منذ نهايات النصف الأول من القرن العشرين , وقبلها إرتبطت بعبارة التحرر من الإستعمار.
وتوسعت لتعني التخلص مما يشير إلى الذات والموضوع للأمة , فانطلقت إتجاهات النيل من اللغة والتأريخ والهوية , حتى أصبحنا أمام جيل مجرد مما يشير إليه ويدل على وجوده وإنتمائه.
وأصيب الوعي الجمعي بالتميع والإنحطاط , وتساقطت الأجيال في متاهات الإنقطاعية والدونية والتبعية وعدم القدرة على وعي الذات , إذ أوهموها بأنها تكنز القبيح , وعليها أن تبحث عن المليح في ديار الآخرين , المحسوبين من أصحاب التنوير والمعاصرة , والثورات المعرفية والفكرية المتجددة النادرة , فنحن في عجز وهم في نصر وفوز.
أجل تحررنا من اللغة والشعر التقليدي والتأريخ والدين والوطن والقيم والأخلاق والتراث , فكلها خزعبلات كبلتنا وأودعتنا في ظلمات المصير , ولكي نكون علينا الفتك بجوهرنا ومحق خصائل وجودنا الرائع العظيم.
هذا ما تدعو إليه عندما نقرنها بأي شيئ , وبموجبها تأسنت الأحوال , وعشعشت التداعيات وتنامت الفوضويات , وإجتاحنا العماء والغموض والتيهان في غياهب البهتان الجزيل.
وما عدنا نميز بين الحلو والمر , فالحق باطل , والفساد عدل , والسرقة شجاعة , والعلم كفر , والجهل نور , والرموز المدنسة بالضلال والبهتان مقدسة , والشيطان رحيم والمؤمن رجيم , والوطن أكذوبة , والحكومات ألعوبة , إنه السلوك الحر , أبو الشرور والثبور.
فاذهب نحو الإنقراض والعدم فأنت حر!!