19 ديسمبر، 2024 10:01 ص

أين الدرب يا محبّ الإمام ؟ أينما ترمها في أيّ صندوق تنتخب فاسداً

أين الدرب يا محبّ الإمام ؟ أينما ترمها في أيّ صندوق تنتخب فاسداً

وبما أنّ أوّل مقدّمة عنوان المقال مقدّمة للدين كلّه عند ذكر الإمام “الإمام عليّ” , أجد من المناسب التحدّث بحملة حبّ انتخابي حرّ للإمام يناقش كلّ منّا نفسه يحدّثها بالسيرة العطرة دون حشر لها بزوايا الأطماع , لأنّ لون الانتخاب لون ديني حسب ما يبدو وكالمعتاد طغى على المشهد الانتخابي , وأبا الحسن لا لون ديني له , فالدين عنده كالماء النقي لا لون له لصفائه , وبما أنّ الانتخابات عندنا , بعدما رفضت الشعوب الأوروبيّة مرجعيّة الكنيسة فأصبح الشعب فيها هو ينصّب الحاكم لا الكنيسة , عندنا تلبّس مهذار للدين بالديمقراطيّة بالانتخابات ! لا يستقيم هذا الأمر , ومع ذلك لنتجرّع مثل هذه الحالة , ومن محبّة الإمام التمعّن بسير الأنبياء والحكماء , ومنها حالة فريدة تميّز بها النبي “يحيى” والمعاصر للمسيح وابن خالة أمّه “مريم” , رغم أنّ “الشيعة” لا يسرّهم بعض أراء يحيى لو اطّلع عامّتهم , فممّا يروى عن هذا “النبيّ” او الحكيم , اشتهاره بضرب الأمثال “وآتيناه الحكم صبيّا” كانت أمثلته يطلقها دقيقة الوصف ومطابقة تماماً لكلّ حالة يصفها : “مثل المشرك بالله كمثل عبد اشتراه سيّده يعطيه اجراً على عمله والعبد يعطي الأجر لسيّد آخر” ! ومنها : “كلّ شجرةٍ لا تثمر ثمراً جيّداً تُقطع وتُطرح في النار” ! , وعلى هذا الأساس انتخبنا من بين الأمثال الشعبيّة العراقيّة المطابقة بشكل دقيق لحالة حكومة العراق الفاسدة المثل : “إذا جاف راس السمچة جافت كلّ السمچة” ! , وهنا نتسائل : من إين انطلق الفساد ؟ هل الحكومة العراقيّة حكومة منتخبة ؟ , إذاً فمن انتخبها ؟ , انتخبها الشعب العراقي ! , وهل العراقيّون ينتخبون فاسدين ؟! نعم ! هو الشعب ساهم في هذا الفساد ولولاه لما وصل العراق لحالة أصبح معها الجميع يريد الهروب منه ! وجميع لقاءات عدسات التصوير لجميع الفضائيّات الّتي أجرتها طيلة 8 سنوات مع المواطنين فراداً أو جماعات أنّهم السبب لوصول الفاسدين ! , ومن أجبر يا تُرى المواطن على الإفساد ؟ , أكيد ضيق الأفق والجهل أو حالة عوَز أو تعرّض لعمليّة استغفال وغسيل دماغ مدروس , ومثل هذه الصفات يتميّز بها ما يُطلق عليهم ب”الطيّبين” ! , أمّيّون , يعني الأمّيّة والجهل أساس ؟ لا ! ليسوا طيّبون , قل خاملون , وهل الطيّب من صفاته قبوله الرشوة ! وإلاّ ما أصبحوا طيّبون لو كانت نفوسهم بهذه الدناءة ؟ وهل الإمام كان يقبل الرشوة ! , لندع كلّ هذا كي لا نسقط في السفسطة , كيف لمواطن أن يجازف , ولنقل ؛ فيتسرّع” ولا نقول غيرها! , فينتخب ؟ .. إذاً أين انعكس “تسرّعه” ؟ .. انعكس على الوضع العام في البلد ؟ يعني راح بيهه الأخضر بسعر اليابس مثل ما نقول بالدارج , كيف ؟ .. أصبحت حالة العراق الخدميّة “والحضاريّة” مثار سخرية شعوب العالم لغرقه بالفساد وبنوعيّات فائقة الفساد وغير مألوفة دخلت مزابل التاريخ بعد أن كان العراق هو من أدخل شعوب العالم القديم التاريخ ! هذا ليس تجنّي , هذه شخصّتها الهيئات والمنظّمات الدوليّة المعنيّة , إذاً لم تأت من فراغ , بالملموس يوميّاً يعاني المواطن العراقي جرّاء ما اقترفت يداه “فلا تلوموني ولوموا أنفسكم” يوم انتخب من كذب عليه وضحك عليه واستغفله ومثّل عليه الخشوع يحرّك شفتيه يوهمه بالتسبيح ! , أو قدّم له رشوة ! , إذا كان المواطن المعني نفسه يرضى بالرشوة فما بالنا بمن أعطاه الرشوة ! ..متى يوقف المواطن ضميره عن الغفلة ولو للحظات ويعي أنّه مؤتمن من الله على ثروات بلده ومؤتمن على كنوزه فهي أمانة برقبته , فكلّ أمّة من الأمم تُحاسب يوم العرض أمام الخالق عن ثرواتها وأين أنفقتها وكيف ومن هم الّذين من الشعب سمح للسرّاق بنهب المال العام ! , ونار جهنّم بالمرصاد ولن ينفع لا مرجع ولا معمّم مثل ما ذكر ذلك “يحيى” ! , الجميع مسؤول عن كنوز البلد وعلى ثرواته , ألا يكفينا نحن العراقيين بالذات ضيّعنا إمامنا حين خذلناه هنا في العراق ! وانتخبنا الفاسدين ومنهم من قتل ابن الإمام وذراريه بالرشوة فصاروا من بعده ملوكاً باسم الخلافة ! , فهذه ثرواتنا منحنا الله إيّاها نوصلها لأحفادنا نتئنّا قدر استطاعتنا بما آتانا الله من أحاسيس وطنيّة بالتفكير ألف مرّة من جدوى الذهاب إلى صناديق الانتخاب من عدمه , قرّر , الانتخاب اليوم بات مصير وكفّي عفريت ممكن يضيع ما تبقّى من البلد , فهل نحن متأكّدون تمام التأكّد أنّ هنالك من يستحقّ تسليمه العراق أمانة بعنقه ؟ .. لتذكّر دائماً أنّ الشيطان يرتدي ملابس الإمام ! هل بإمكان أحد يستطيع تمييز بين من يستحقّ وبين من لا يستحقّ انتخابه مثلما تطرح المرجعيّة ؟! جميع من انتخبناهم في السابق ركّع سجّد صوّامون منفقون يذبحون العجل ويعملون الهريسة ويزورون ويكفلون اليتيم ! ماذا حدث بعدها لهم ! ألم يرموا “عدّة” التمثيل والإكسسوار !  هذه 4 سنوات أخر قادمات لو تحوّلت إلى نهب أيضاً وفساد فاقرأ على مستقبل العراقيين وعوائلهم وأجيالهم السلام .. ننتخب ؟ , لا ؟ , بين أيدينا “بطاقة” لا نقول عنها أنّها يا إمّا تدمّر الوطن يا إما تصلح ما ألحق به من فساد طيلة سنوات الاحتلال , هذه الثروات يجب أن تصل إلى أجيالنا اللاحقة سالمة نافعة وبأيّ ثمن , نتّفق بين أنفسنا ولا يلتفت احدنا للآخر , لا نستغفل , فنحن مستهدفون بصندوق “البندورا” !  لم تُخرج لنا إلاّ الثعابين السامّة والعقارب .. ألا يوجد حلّ غير الصناديق اللعينة هذه الّتي ضيّعت البلد ؟ صندوق يعني ترشيح فاسد يعني ضياع الثروات يعني تدهور الخدمات يعني ضياع التعليم يعني استمرار الغلاء الفاحش يعني ضياع حقوقك بعلاج صحّي صحيح يعني بقائك مستعبداً للمؤجّر يعني غبار وأوساخ وحفر وازدحام وقواطع كونكريتيّة وعوازل تعزل الناس بعضها عن البعض يعني استمرار تفكيك أواصر المجتمع  يعني ازدياد المشاحنات يعني استعداد للطائفيّة أكثر يعني باتّجاه تقسيم الوطن أكثر يعني لا أمن ولا أمان أكثر يعني استمرار التفجير أشدّ وأكثر يعني تضخّم أكثر لأموال أصحاب “الجهاد” . آخرها , قبل بضعة أيّام , بغداد  مدينة لا يصلح العيش فيها ! .. فاسد يعني “جايف” معذرةً أخي القارئ , والجيفة تبدأ رائحتها تفوح من داخل “الصندوق” هكذا علّمتنا تجارب دورات الانتخاب .. لنبحث عن حلّ آخر ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات