18 ديسمبر، 2024 10:17 م

الكراسي العربية تعيش في حالة من الخرف , وكأنها لأول مرة تكتشف بأن القوى الغربية منحازة لطرف ضد الآخر , وهذا ربما يفسر تعاونها مع الطامع فيها ضد الأخ العربي الذي تتصارع معه , وبموجب ذلك جرى ما جرى للعراق وليبيا واليمن وسوريا والسودان , وغيرها من الدول التي ستؤكل بعد أكل الثيران البيض.
تردني الطلبات التي تريدني التوقيع على رسائل إستنكار لهذه الجمعية أو تلك , وكأن مرسليها لا يعرفون أنها تحت سيادة هذه القوة دون غيرها؟
وقادة العرب تراهم في دهشة لأن الغرب منحاز ويكيل بمكيالين , ويتجاهلون أنهم الفرائس الشهية السهلة التي يتم الضحك على عقولها , فهم مهزلة ولا يشعرون.
أنت تتفاعل مع وحش يريد إفتراسك , وتبدو كالحمل الوديع!!
ما هذا الخَبل الذي يسمى سياسة؟!!
أعينوني , لا أستطيع الفهم , هل البديهيات تدهشنا؟
هل نحن لا نرى بل نعيش أوهامنا؟
الموضوع مرعب حقا , ويبدي عورات إدراكية , وكأنه يقول أن الأمة متخلفة عقليا , أو معطلة العقل وعواطفها “شغالة”!!
المهم ما تصدح به المنابر , وتفتي به العمائم المغفلة المتاجرة بالدين , ولا يهمها الوطن والمواطن والدين , ما دامت بضاعتها تسوّق وتدر أرباحا مجزية.
الأمة مصابة بالعمى العاطفي , والعجز الحضاري , ولا تعرف غير ترديد ما يطلقه أعداؤها من توصيفات وتحليلات وتعبيرات لخدمة مصالحها.
إعلامنا , رموزنا , ما ينشر في الصحف والمواقع , وما يحصل في ديارنا , متأثر ومستنسخ من الآخر الذي يبث ما يقتلنا ويعوقنا , وما أروع إستعدادنا لقبول ما يُحيق بنا.
ترى متى سيكون الرشاد فاعل فينا؟
يا أمة يبصرون ويعقلون , الدنيا غاب , ففعلوا الألباب!!
د-صادق السامرائي