مشكلة حقيقية تعتري الوسط الإعلامي بقوة أخذت تمتد وتتجذر مع ظهور أي حدث رياضي على الساحة، وتكمن في مصادرة الرأي او تجييره باتجاه واحد فقط للمديح وتلميع الصور والسطحية في الطروحات، وخلاف ذلك عليك أن تتحمل وزر ما تكتبه نقدا او تصحيحا لحالة معينة تكون حاضرة في الإجراءات الرياضية التي تخص الاتحادات، وقد ابتدعت هذه الآلية للأسف الشديد عن طريق شراء الذمم وتأليف جيش من (الجحوش الالكترونية) تطلق كالقطعات لتكون حماة أهداف للسيد الرئيس الذي يقوم باستئجارهم للدفاع عنه مقابل أثمان بخسة جدا، ولا يكذب هؤلاء خبرا في قبول المهمة والتصدي عبر انتشارهم في المواقع الالكترونية لينبروا مدججين بالأسلحة ومجهزين للنيل من الأقلام التي تحاول التصحيح بالنقد او الإشارة الى مكامن الخطأ، وقد استفحلت هذه الظاهرة الشاذة اجتماعيا الى أبعد الحدود وصارت عرفا قائما بذاته للسياسيين وأصحاب المناصب بعد أن أثمرت في الوسط الرياضي المريض أصلا بعشرات الأقلام لأشباه الصحفيين والإعلاميين، وصار لزاما على من يريد الكتابة والتعبير الانزواء او اختيار التصادم الوضيع مع هؤلاء بالأساليب العشائرية والتهديد والوعيد والصراخ والعراك .
حالة مؤسفة جدا تنذر باختفاء المهنية وانحطاط بمستوى الإعلام الى أسفل درجة ممكنة وليس من آلية حقيقية للسيطرة على هؤلاء وكبح جماحهم، سوى بتشخيصهم وعزلهم وهي مهمة تشاركية يجب أن تكون للأقلام الشريفة والشخصيات المهمة في الإعلام كلمة الفصل فيها لأنها واحدة من أبواب الفساد بأبشع صوره وتشجيع الفاسدين على العمل بمطلق الحرية طالما كان هناك من يغطي ويتستر ويقابل من أجل أفعالهم باسم الصحافة والإعلام وبآلية مخزية جدا.
ولمن يريد او يتابع جوانب المسرحيات البائسة فليرى بوضوح ما يحصل اليوم لجيوش رئيس اتحاد الكرة مثلا وبعد الإعلان عن دوري نجوم العراق او دوري المحترفين على الورق فقط وما حصل لمن أشر نقاط الخلل في الدوري الكروي او أشار إليها ، حالات يندى لها الجبين من الوضاعة في العمل والسوقية في الرد، وعلى رأي أحد الزملاء كلما أمعن هؤلاء بألفاظهم الساقطة وطريقة طروحاتهم المخزية في الرد كلما ارتفع سقف الإكراميات لهم .
نضع هذه المشكلة او المتفجرات الموقوته أمام أنظار المسؤولين من أي طرف له تأثير لعلهم يسعفوننا بحلول عاجلة تعيد لإعلامنا الرياضي هيبته .
همسة ..
همسة بأذن المسؤول او رئيس الاتحاد والمتنفذ، لا تنسى أن حبل الكذب قصير جدا مهما ظننت أنه طويل ويكفي لاستمرار أكاذيبكم، وعليكم أن تدركوا أن الشارع الرياضي والجماهير أثقف وأكبر سعة في العقل من أن تنطلي عليهم هذه الإعلانات البائسة .