لم تكن نبوءة ” الاتحاد السوفيتي” السابق ازاء اتفاقية (كامب ديفيد) التي ابرمها الرئيس المصري السابق “محمد انور السادات” مع (اسرائيل) غائبة عن ذهن الرئيس فلاديمير بوتين وجميع الزعامات الروسية السابقة ، والتي شكلت صورة نمطية عن العرب بتنازلهم عن قضيتهم المركزية فلسطين لصالح الولايات المتحدة الامريكية وربيبتها اسرائيل، تلك المعاهدة التي منحت اسرائيل الحرية في توجيه نياتها العدوانية ضد الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، وحيدت اكبر قوة عربية ووقّعتها على عدم الاشتراك في اي حرب اسرائيلية عربية مستقبلية!، وقد قدم ” يفكيني بريماكوف” مدير “معهد الدراسات الشرقية” في الأكاديمية السوفيتية للعلوم آنذاك تحليلاً من خمس نتائج وصف بالشمول والواقعية، والذي اعتبر فيه الاتفاقية نتاجاً مباشراً للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط، لتأمين المصالح الامبريالية للولايات المتحدة واسرائيل، وخلص بريما كوف بتقريره بقوله : ( أن المعاهدة لا تخلق سوى تسوية في الظاهر أما في الواقع فأنها تمنع قيام سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط)، ومن جانب آخر رسخ لدى الروس عدم المراهنة على العرب سياسياً وثقافياً كونهم يفتقدون الى تشخيص مصالحهم، وليس لديهم القدرة في مواجهة خصومهم.
ويبدو أن تصفيق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الوزراء العراقي على هامش لقائهما وإجابة الاخير على سؤال وجه له ، حول هل يخشى تداعيات زيارته لروسيا، وتحديداً ردة فعل الولايات المتحدة الامريكية ازاء ذلك؟، فكان رد السوداني المتجذر من ” مملكة ماء السماء” تلقائياً دون تكلف اشبه برحلة جده “كلكامش” وهو يبحث عن نبتة الخلود، انا عراقي ما وجدت على الارض الا للخلود، فمن يملي عليّ جادتي؟!.